فروانة يدعو إلى الالتفات لقضية الاعتقالات اليومية التي ينفذها الاحتلال
طالب رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، كل من وقف بجانب شعبنا الفلسطيني، متضامنا أو مساندا أو داعما، بأن يلتفت الى قضية الاعتقالات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي والتي تخالف كافة المواثيق والأعراف الدولية.
وقال فروانة في تصريح صحفي بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إن الاسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لانتهاكات وجرائم من قبل الاحتلال، داعيا إلى العمل على فضح تلك الممارسات والضغط من اجل وقف الاعتقالات والافراج عن جميع الاسرى في سجون الاحتلال .
وأكد فروانة أن الاحتلال الاسرائيلي اعتمد الاعتقال سياسة ثابتة، وانتهجها سلوكا دائما واصبحت روتينا يومياً، وقد سجل أكثر من مليون حالة اعتقال، شملت الصغار والكبار، والذكور والاناث، وطالت كافة فئات وشرائح المجتمع، حتى باتت الوسيلة الاكثر خرابا بالمجتمع الفلسطيني.
وأضاف فروانة:" يمكن القول ان ما من عائلة فلسطينية تقطن في فلسطين، إلا و قد ذاقت مرارة الاعتقال والسجن، وفي حالات كثيرة التقى اكثر من فرد من العائلة في السجن، بل واحيانا اجتمعت الاسرة بكامل افرادها في سجون الاحتلال. حتى أضحت مفردات (الاعتقال والسجن) وتشعباتها من أبجديات الحياة الفلسطينية، مما دفع الذاكرة الفلسطينية لأن تفرد لها مساحات واسعة".
كما جعل الاحتلال من سجونه ساحات للقمع والتعذيب، وإلحاق الأذى، الجسدي والنفسي، والقتل البطيء، مما ادى الى استشهاد (٢٢٢) اسيرا، وان من بينهم (٦٧) نتيجة الاهمال الطبي. كان آخرهم الشهيد الاسير سامي ابو دياك. هذا بالإضافة الى استشهاد العشرات من الاسرى بعد خروجهم من السجن بفترات وجيزة نتيجة لما ورثوه من امراض خلال فترة سجنهم، الى جانب مئات آخرين مما تسبب لهم الاعتقال بإعاقات جسدية او نفسية او حسية، ومنهم من لازال يعاني آثار الاعاقة رغم مرور سنوات على تحرره، بحسب فروانة.
وتابع فروانة:" لعل الاخطر وجود ذلك التلازم الخطير والمقيت بين الاعتقال والتعذيب، حيث أن جميع من مروا بتجربة الاعتقال، من الفلسطينيين، قد تعرضوا - على الأقل - إلى واحد من أحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والمعاملة القاسية، مما يلحق الضرر بالفرد والجماعة، ويعيق من تطور الإنسان والمجتمع".
وأوضح أن الاحتلال ما زال يعتقل في سجونه اكثر من (٥٠٠٠) اسيرا، موزعين على اكثر من ٢٢ سجنا ومعتقلا ومركز توقيف. بينهم (٢٠٠) طفل و(٤٠) اسيرة، و(٤٥٠) معتقل اداري دون تهمة او محاكمة.
وحذر من خطورة وجود (٢٦) اسيرا معتقلين منذ ما قبل اوسلو وهؤلاء جميعا مضى على اعتقالهم اكثر من ربع قرن وان (١٤) اسيرا منهم مضى على اعتقالهم اكثر من ثلاثين عاما واقدمهم الاسيران كريم وماهر يونس المعتقلان منذ ٣٧ سنة بشكل متواصل. هذا بالإضافة الى وجود عشرات آخرين ممن افرج عنهم في صفقة "شاليط" واعيد اعتقالهم وابرزهم الاسير نائل البرغوثي الذي امضى ما يزيد عن ٣٩ سنة على فترتين.
وأكد فروانة أن اتساع الاعتقالات وتزايد اعداد المعتقلين، وتأثيراتها السلبية، وما تلحقه من أضرار بالفرد والمجتمع الفلسطيني، إلا أنها لم تقود الشعب الفلسطيني الى التخلي عن حقوقه ووقف مسيرته الكفاحية، وكذلك لن تقود إلى أي نوع من السلام، إذ لا يمكن فصل السلام عن الحرية، وأن الحرية المنشودة ستبقى منقوصة في ظل استمرار الاعتقالات وبقاء آلاف الفلسطينيين في سجون الاحتلال. فمع حرية الأسرى نقرأ فجر حرية الوطن.