هآرتس: فرصة نادرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حماس في غزة

غزة

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن اغتيال القيادي البارز في سرايا القدس بهاء أبو العطا أوجد فرصة مثالية ونادرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حركة حماس في قطاع غزة .

وذكرت الصحيفة أن قيادة الجيش الإسرائيلي وهيئة الأركان ترى أن يحيى السنوار قائد حماس في غزة، لديه اهتمام كبير في الوصول إلى اتفاق طويل الأمد. مشيرةً إلى أن قيادات الجيش يدعمون هذا الخيار مقابل ضمان السلام، لكن القرار النهائي سيكون في يد المستوى السياسي المنخرط في أزمة سياسية وقانونية بعد لوائح الاتهام ضد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، والصعوبات الكبيرة لتشكيل حكومة جديدة.

ولفتت الصحيفة، إلى أن جهاز الأمن العام "الشاباك" لديه موقف أكثر تحديدًا بشأن التوصل لاتفاق مع حماس، مشيرةً إلى أن الخلاف الرئيسي يتمحور حول فيما إذا كان سيتم السماح لآلاف العمال من قطاع غزة بالعمل في إسرائيل.

وتقول الصحيفة، إن عملية "الجرف الصامد" في صيف 2014، انتهت بخيبة أمل عسكرية لإسرائيل رغم أنها تسببت بحالة من الهدوء لنحو 3 سنوات ونصف، مشيرةً إلى أن خوف حكومة نتنياهو من النقد السياسي الداخلي والمفاوضات مع حماس حول مصير الأسرى والمفقودين، حال دون إحراز تقدم نحو اتفاق طويل الأمد.

وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت مسيرات على الحدود تركزت معظمها يوم الجمعة وتسببت باستشهاد 300 فلسطيني وإصابة الآلاف، كما تسبب الفلسطينيون في موجة حرائق في غلاف غزة من خلال إطلاق البالونات الحارقة، وتزامنت هذه الفترة مع عمليات إطلاق صواريخ على إسرائيل ووقعت عدة جولات تراوحت من يوم إلى يومين أو ثلاثة وكانت أكبرها في أيار/ مايو من العام الماضي وأدت لمقتل 4 إسرائيليين بالصواريخ التي أطلقت من غزة ومنها صواريخ مضادة للدبابات أطلقتها حماس، ولكن في الجولة الأخيرة بعد اغتيال أبو العطا لم تشارك حماس، واستشهد 35 فلسطينًيا فيما أطلق نحو 500 صاروخ على إسرائيل.

وبينت أن الجولة انتهت سريعًا بعد يومين فقط من بدئها، وهذا منح إسرائيل فرصة نادرة لإحراز تقدم وربما إصلاح ما فاتها منذ 5 سنوات بعد عملية الجرف الصامد، خاصةً وأن أبو العطا كان مسؤولًا عن 90% من عمليات إطلاق الصواريخ العام الماضي، وتركت عملية تصفيته الجهاد الإسلامي في ضعف عسكري، وهذا هو السبب في استشهاد 20 ناشطًا من الجهاد في غارات للجيش خلال الجولة الأخيرة، وهو ما دفع قيادة الحركة لإنهاء سريع للجولة ووقف إطلاق النار بعد حوالي 50 ساعة من بدئها. وفق زعم الصحيفة.

وقالت "من المحتمل أن يستغرق الجهاد بعض الوقت للتعافي، مما يخلق فرصة لاستعادته وضعه الأساسي كحركة ثانوية لحماس بدلًا من إملاء مسار التطورات كما حدث في العام الماضي بوجود أبو العطا"، وفق ما نقلته صحيفة القدس المحلية.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه على النقيض من ذلك فإن حماس تبنت سياسة مختلفة تمامًا وقررت عدم الخوض في الجولة باستثناء الصاروخين اللذين أطلقا على بئر السبع بعد يومين من وقف إطلاق النار، واعتبر من قبل المؤسسة العسكرية أنه إطلاق دون أوامر قيادية.

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل مقتنعة بأن حماس تسعى الآن إلى تجنب المواجهة وتريد تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، مما يخلق ظروفًأ جيدة لتعزيز ترتيب طويل الأجل.

وتقدر قيادة الجيش الإسرائيلي، أنه يمكن تعزيز الترتيبات من خلال مزيد من التسهيلات الإضافية للتخفيف عن قطاع غزة، ومنها تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبيرة مثل تشغيل خط كهرباء إضافي وبناء محطة لتحلية المياه، والاستعداد لإمكانية بناء المنطقة الصناعية عند معبر كارني.

وتعتقد هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أنه من الممكن ضمان الإشراف الأمني الوثيق على إدخال العمال، كما هو الحال حاليًا فيما يجري بمستوطنات الضفة الغربية. مشيرةً إلى أن إسرائيل تسمح حاليًا بدخول 5 آلاف رجل أعمال من غزة وبعضهم يعمل كعمال في قطاعي البناء والزراعة، ويدخلون بعد فحص أمني مشدد.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه التسهيلات قبل تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبيرة في قطاع غزة، والتي يرى الفلسطينيون أنها حيوية، بحاجة إلى إحراز مزيد من التقدم في التوصل إلى حل لمشكلة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين. مشيرةً إلى أن هناك فجوة كبيرة في إمكانية حصول اختراق فيها خاصةً وأن مطالب حماس كبيرة، وإسرائيل ترفض تقديم تنازلات.

وأشارت هآرتس إلى أن الجيش يستعد بقوة لاحتمال وقوع مواجهة تندلع على الجبهة الأكثر تهديدًا المتمثلة في الجبهة الشمالية ضد إيران وحلفائها، على الرغم من محاولات التوصل إلى اتفاق.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد