17 يوما على موعد الإنتخابات الإسرائيلية وثلاثة أيام على خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الكونغرس الامريكي، والجدل قائم في الساحة الحزبية الإسرائيلية حول زيارة نتنياهو إلى واشنطن وكل المحاولات لثنيه عن الزيارة على الرغم من الرسائل التي وجهتها الإدارة الأمريكية لنتنياهو التي تعبر عن غضبها لم تجدي نفعا.
نتنياهو وصف خطابه في الكونغرس بأنه "شرعي و مستوجب" وادعى "أنني أحترم الرئيس أوباما وأثمن العلاقات الإستراتيجية، لكن عندما يكون هناك موضوع بإمكانه أن يشكل خطرا على وجودنا ومستقبلنا فإن واجبي الوقوف أمام الموقف الأميركي".
نتنياهو يحاول أن يرسم صورة له كـ"من لا يساوم" في أمن إسرائيل، حتى لو تطلب ذلك تحدي الإدارة الأميركية، وهذا ما يبرر إصراره على إلقاء الخطاب أمام الكونغرس، متذرعا بالتخوف الإسرائيلي من اتفاق نووي سيء مع إيران يبقي التهديدات النووية قائمة على إسرائيل.
الأحزاب الاسرائيلية ما زالت تمر بأزمة، وفقدان الثقة فيها قائما وهي لم تستطع تنفيذ كثير من البرامج التي ادعى الائتلاف السابق تنفيذها وتحقيقها. وهناك تحديات كبيرة أمام اسرائيل خارجيا وداخلياً و التي انحدرت مكانتها دولياً بإنزياح اسرائيل نحو اليمين و تصاعد التطرف تجاه الفلسطينيين، وتوقفت الإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية، كأزمة السكن و غلاء المعيشة وتدهور التعليم وتردي الأحوال الصحية، وتوقف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، والملف الايراني والمستوطنات وخشيتها من ما يجري في محيطها العربي سواء في سورية ولبنان و غزة وسيناء.
و على الرغم من ذلك وتبعثر الخريطة الحزبية الإسرائيلية التي لم تتغير كثيراً برغم عقد التحالفات الحزبية من أجل الحصول على أكبر عدد من النواب في الكنيست . لكن في ظل ما نراه فان خارطة التحالفات لم تسفر عن تغيير جوهري في الحياة الحزبية الامر الذي استدعى حل الحكومة، والتغيير الوحيد في الخارطة الحزبية الاسرائيلية هو الاتفاقات وتشكيل الكتل البرلمانية.
نتنياهو يقرر جدول أعمال إسرائيل على رغم من أن غالبية الإسرائيليين حملت حزب ليكود المسؤولية عن أزمة السكن بعد نشر تقرير مراقب الدولة، و يسعى للسيطرة على معسكر اليمين وإخضاعه لقيادته من خلال التحالفات والاتفاقات التي ستعقد مع أركان اليمين بعد الانتخابات وربما قبلها، وفي مقابلة لنتنياهو مع راديو الحريديم قال: شركاؤنا الطبيعيين هم نفتالي بينت و كحلون وأيضاً ليبرمان، و ستكون حكومة بدون هيرتسوغ و ليفني.
نتنياهو يخوض الانتخابات للمرة الخامسة و هو أكثر توجها نحو اليمين بعد أن كان في السابق يدعي تمثيله يمين الوسط، إلا أنه يغامر بالتوجه لاحتلال قيادة المعسكر اليميني ويقوده لأنه يدرك حجم قوته في الشارع الاسرائيلي مقابل المعسكر الصهيوني الذي قال نتنياهو أنه لن يكون حليف له في أي حكومة قادمة.
استطلاعات الرأي تمنح تفوق لكتلة اليمين وهي ستحصد 61 مقعداً، وقد تصل إلى 69، في حال تم التوصل إلى اتفاق بين نتنياهو و كحلون الذي يمثل مع لابيد معسكر الوسط، والاتفاقات هي جزء من حلول الوسط التي قد تسفر عن اتفاق مع كحلون وغيره من أقطاب اليمين الذي ستمكن نتنياهو من قيادة اسرائيل للمرحلة القادمة. وسنرى بعد الانتخابات قدرته على تشكيل حكومة يمنية او حكومة وحدة وطنية مع المعسكر الصهيوني بقيادة هيرتسوغ لمواجهة التحديات التي تواجه إسرائيل؟
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية