هل تدعم القائمة العربية غانتس وما فرص نجاحه بتشكيل الحكومة؟

غانتس ونتنياهو مع الرئيس الإسرائيلي

فشل زعيم حزب الليكود الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، ما جعل مهمة تشكيل الحكومة تنتقل إلى زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس .

وكلّف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، اليوم الأربعاء، غانتس، رسميا بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، في مدة أقصاها 28 يوما، بعد عدم إبداء أي من الأحزاب الإسرائيلية اعتراضها عليه. 

وتعتبر القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي إزاحة نتنياهو والسماح لغانتس بتشكيل الحكومة، انتصارًا كبيرًا، الأمر الذي طرح عدة تساؤلات مفاداها: "ما فرص نجاح غانتيس في تشكل الحكومة، ولماذا تدعمه القائمة العربية في الكنيست؟

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن الاثنين، إعادة التفويض الممنوح له لتشكيل الحكومة المقبلة إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بعدما أخفق في جمع عدد كافي من نواب الكنيست للانضمام للائتلاف الحكومي.

وهذه هي المرة الثانية خلال عام ونصف العام التي يفشل فيها نتنياهو في تشكيل حكومة في أعقاب انتخابات عامة، تاركًا إسرائيل في حالة شلل سياسي مستمر.

وإذا أخفق غانتس أيضا، فإن الرئيس سيبلغ رئيس الكنيست أنه لا يوجد إمكانية لتشكيل الحكومة، وفي هذه الحالة سيكون أمام أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120 عضوا الفرصة لجمع تأييد 61 عضوا من أعضاء الكنيست لاختيار مرشح.

وسيكون لديهم مهلة مدتها 21 يومًا للقيام بذلك، وإذا أخفقوا، فسيتعين حل الكنيست مجددًا وستُجرى انتخابات جديدة.

منصور دهامشة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام، والقيادي في القائمة العربية المشتركة، قال إن "بيني غانتس يتمتع بفرصة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، خصوصا بعد فشل بنيامين نتنياهو".

وأضاف في تصريحات صحفية أن "القائمة من البداية عملت على إقصاء نتنياهو من مهمة تشكيل الحكومة، الآن غانتس لديه الإمكانيات لتشكيل الحكومة، وتغيير نهج السياسة اليمينية المتطرفة في إسرائيل". بحسب "سبوتنيك".

وبشأن إمكانية أن يحقق غانتس مطالب القائمة العربية، قال: "نحن نأمل ذلك، ونقول بشكل قاطع، أننا ذهبنا للبرلمان من أجل تحقيق الإنجازات لمجتمعنا العربي والفلسطيني، وهذا ما نعمل عليه، مطالبنا واضحة، ولن نكون ورقة للتفاوض بين نتنياهو وغانتس".

وتابع: "في المرحلة الأولى، سيعمل غانتس على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع نتنياهو، وفي ظل الإمكانيات الضئيلة، سيتوجه إلينا في نهاية المطاف، وحينها سندرس الموضوع بشكل جدي وموضوعي، ونخرج بقرار صحيح يصب في مصلحة شعبنا والجماهير التي انتخبتنا".

وبسؤاله عن إمكانية مشاركة القائمة العربية في حكومة غانتس، أجاب بالقول: "نهائيًا، لا يمكن أن نشارك في حكومة متطرفة، حتى لو كان هناك أي إغراء أو إعطاء مطالب، نحن نرى أن السبب الرئيسي في مشاكل المنطقة هو الاحتلال، وإصراره على ظلم أبناء شعبنا وإتباع سياسة التمييز العنصري".

وأنهى حديثه قائلًا: "لن نكون شركاء في حكومة طالما الاحتلال جاسم على صدر فلسطين، وما دام اليمين المتطرف سيد الموقف، مطالبنا واضحة، نطالب بتغيير نهج السياسة الإسرائيلية".

من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس والأقصى والقيادي في حركة "فتح"، إن "الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، كلف بيني غانتس بتشكيل حكومة، وأعطاه فترة زمنية 28 يومًا فقط، بعد فشل بنيامين نتنياهو مجددًا في هذه المهمة".

وأضاف أن "نجاح غانتس هو الآخر في تشكيل الحكومة أمر صعب للغاية، والفرصة الوحيدة أن يكون هناك تأييد عربي دون مشاركة، ودعم من قبل ليبرمان، وفي حالة إخفاقه سنرى انتخابات ثالثة". بحسب "سبوتنيك".

وأشار إلى أن "بعض الأطراف اليمينية تتشاور مع غانتس، وقد نشهد اختراقًا في جبهة اليمين ويتخلى أحد الأحزاب عن نتنياهو، لكن من وجهة أخرى هناك مشكلة في القائمة العربية، والتي قد تسحب تأييدها في حال مشاركة اليمين المتطرف".

وتابع: "كل السيناريوهات مطروحة، الأمور معقدة جدًا، ولو نجح غانتس في تشكيل حكومة بتأييد 57 عضوًا فقط دون مشاركة ليبرمان، سيكون هناك حكومة ضعيفة، يسهل انهيارها في أي لحظة".

وعن سبب تأييد القائمة العربية لغانتس في الانتخابات، وإمكانية أن يحقق مطالبهم، قال: "القائمة العربية تؤيد غانتس، بعد أن أعلنت حكومة نتنياهو عداءها الكبير للعرب، فهناك محاولات لتصفية الحسابات، وإزاحة نتنياهو من المشهد".

ومضى قائلًا: "قد لا يكون غانتس الأفضل بالنسبة للعرب، لكن هدف القائمة الآن إنهاء حكم نتنياهو المتطرف، والبحث عن بديل آخر".

وبسؤاله عن أسباب عدم مشاركة النواب العرب في الحكومة، أجاب بالقول: "هذه فكرة متعلقة بالأيديولوجية، المشاركة تعني الاعتراف بالدولة الإسرائيلية بكل تفاصيلها، لذلك هم يؤيدون ولا يشاركون".

وكانت أغلبية القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي قد وجهت رسالة لرؤوفين ريفلين، أوصت فيها بأن يشكل رئيس قائمة "أزرق أبيض" بيني غانتس الوزارة الجديدة.

واعترض على هذه التوصية نواب التجمع الوطني الديمقراطي المشارك في القائمة.

وجاء في الرسالة أن التوصية تقتصر على نواب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحركة الإسلامية - الشقّ الجنوبي (القائمة العربية الموحدة)، والحركة العربيّة للتغيير، وأن مجموع الأصوات لصالح التوصية هو 10 أصوات، بينما امتنع نواب التجمع وعددهم ثلاثة عن التوصية بأي من المرشّحين.

وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي تحل فيها القائمة العربية المشتركة في المركز الثالث في انتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، التي جرت في الـ 17 من سبتمبر/أيلول الماضي.

كما أنها المرة الأولى التي تعلن فيها مجموعة أحزاب عربية عن دعم مرشح لمنصب رئيس وزراء إسرائيل منذ عام 1992 الذي دعمت فيه الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حدش) رئيس الوزراء حينها إسحاق رابين.

بيد أن دعم هذه القائمة لغانتس لن يكون حاسما، إذ لن يوفر له تأييد نواب القائمة العربية المشتركة الوصول إلى عدد الـ 61 نائبا، وهو العدد المطلوب لتحقيق أغلبية في المجلس المكون من 120 مقعدا.

وتمثل القائمة المشتركة تحالفا سياسيا يضم أربعة أحزاب عربية في إسرائيل، وهي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والقائمة العربية الموحدة، والحركة العربية للتغيير.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد