التأمل الذهني يوقف أعراض شيخوخة المخ
لندن/وكالات-سوا/ هل تعلم بأن حجم المادة السنجابية بالمخ ينحسر مع التقدم في العمر، وبالتالي يتعرض المخ للشيخوخة. ولكن هناك نوع محدد من الرياضة الذهنية إذا قام الشخص بممارسته، فإن حجم المخ لديه يبقى كبيرا مقارنة بمن لا يفعلون ذلك. أشارت نتائج دراسة حديثة إلى أن ممارسة رياضة التأمل الذهني على مدى سنوات العمر يؤدي إلى تراجع.
وأشارت نتائج دراسة حديثة إلى أن ممارسة رياضة التأمل الذهني على مدى سنوات العمر يؤدي إلى تراجع أقل في حجم المخ المرتبط بكبر السن.
وقال الباحثون، في تقرير ورد في دورية علم النفس، إن من يمارسون التأمل على مدى سنوات، تصل في المتوسط إلى 20 سنة من عمرهم، يتميزون بكبر حجم المخ، مقارنة بغيرهم ممن لا يفعلون ذلك. ومن المعروف أن حجم المادة السنجابية (الرمادية) بالمخ ينحسر مع التقدم في العمر.
لكن كبير المشرفين على هذه الدراسة قال إن فريق الباحثين توقع رصد المزيد من المادة السنجابية في مناطق معينة من المخ بين من يتأملون لفترات طويلة. وعلى عكس توقعاتهم، فقد كانت النتائج أكثر إيجابية. وقال فلوريان كورث، من مركز رسم المخ في جامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجليس، "لقد وجدنا بأن المادة السنجابية قد انتشرت في مختلف مناطق المخ".
لكن الفريق الطبي أكد في الوقت نفسه بأنه لا يمكن القول بأن التأمل يقلل من تراجع حجم المخ، لافتين إلى إمكانية أن تؤثر عادات أخرى أيضا لدى المتأملين لفترات طويلة على حجم المخ. وأشارت دراسة مسحية في مجال الطب التكميلي أجرتها المعاهد القومية الأمريكية للصحة ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن نحو 18 مليون بالغ ومليون طفل مارسوا التأمل في الولايات المتحدة عام 2012.
وقالت الدراسة إنه على الرغم من تجذر ممارسة التأمل بين الجماعات الدينية التقليدية والروحية في الشرق، إلا أن الأمريكيين عادة ما يتأملون في العصر الحديث بعيدا عن الطقوس الدينية. وكتب كورث وفريقه البحثي يقول إن الدراسات السابقة وجدت أن التأمل يمكن أن يؤدي الى تحسين قدرات الذاكرة والوعي وطلاقة الحديث والوظائف الإبداعية والعملية.
وتضمنت الدراسة الحديثة عقد مقارنة بين رسم المخ الخاص بخمسين شخصا ممن قاموا بالتأمل لفترات طويلة وخمسين آخرين من الرجال والنساء ممن لم يقوموا بذلك وتراوحت أعمار المشاركين بين 24 و77 عاما. وتمرس المتأملون على هذه العادة لفترات تتراوح بين أربع سنوات و46 سنة. ودفعت الدراسة كورث للعودة إلى ممارسة رياضة التأمل التي كان قد هجرها.
وقال "تقول نتائج الدراسة إن الأمر يستحق بصورة أساسية التفكير في رياضة التأمل".