لا يوجد حرب قريبة ولكن
الحية يكشف حقيقة غضب مصر من حماس وتطورات المنحة القطرية
أكد خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، مساء اليوم الأربعاء، جاهزية حركته لتقديم كل ما يمكن من متطلبات إنهاء الانقسام والشراكة، نافيا وجود غضب مصري من حماس.
وقال الحية في تصريحات إذاعية تابعتها وكالة (سوا) الإخبارية: "لم نشعر ولم نبلغ من مصر بأنهم غاضبين أو زعلانين منا"، لافتا إلى أن الجانب المصري يشعر بأن الظروف غير مواتية بشأن موضوع الوحدة الوطنية؛ بسبب الهوة الواسعة بين الكل الوطني.
وحول تأجيل زيارة الوفد المصري إلى غزة مؤخرا، أضاف الحية أن ظروفا موضوعية كانت وراء إرجاء الزيارة، مبينا أن حركته استمعت من الوفد المصري "ثناء على موقفها في ملف المصالحة".
وأضاف : "قدمنا في سبيل الوحدة كثير من المبادرات والتنازلات وأيدينا وعقولنا مفتوحة لتوافق ووحدة وطنية حقيقية تبدأ بتطبيق كل ما تم الاتفاق عليه".
وذكر الحية أن "حماس قدمت مبادرات عدة للإخوة المصريين لإنهاء الانقسام ورُفضت تماماً من قبل فتح"، كاشفا عن مبادرة لإنهاء الانقسام قدمها بعض قادة حماس، لرئيس الوزراء محمد اشتية ، خلال لقاء جمعهم في تركيا.
وشدد على أن "الوحدة الوطنية ضرورة وطنية واستراتيجية هامة لمواجهة كل المشاريع التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية"، عادًا أن "انهاء الانقسام يحتاج قرار جريء من قبل الرئيس عباس لاجتماع الإطار القيادي لتطبيق المصالحة".
ونفى الحية وجود أي ترتيبات لزيارة وفد من حماس إلى موسكو لبحث ملف المصالحة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن زيارة موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة إلى القاهرة مؤخرا "كانت شخصية".
مسيرات العودة
وتحدث الحية عن إنجازات مسيرات العودة، ذكر الحية أنها حققت إنجازات على الصعيد السياسي، أبرزها، دخول غزة ضمن المجموع الوطني في صدام شعبي مع الاحتلال، وإعادة القضية الوطنية إلى الصدارة في الاهتمام الدولي، وكذلك وحدة الموقف الفلسطيني بمواجهة الاحتلال.
كما ساهمت مسيرات العودة، بحسب الحية، بتحسين وضع الكهرباء في قطاع غزة مقارنة بالماضي، مضيفا بهذا الصدد : "نحن ذاهبون في حل مشكلة الكهرباء بشكل كبير عبر خط 161"، وموجها الشكر إلى دولة قطر.
وأضاف : "نفكر بكيفية جلب أموال وفرص عمل لعمالنا وموظفينا، ونبحث عن المزيد للأسر الفقيرة"، موضحا أن ذلك حرك الحالة الاقتصادية في القطاع.
وتابع الحية : "الاحتلال لا يبتزنا انما نحن نضغط عليه ونحن لسنا عرضة للابتزاز (..) نحن صنعنا المسيرات ونستطيع التحكم بها، ونسترد بعضا من حقوقنا المسلوبة".
وأكد أن حركته لم تدفع أي ثمن سياسي لهذه التفاهمات، قائلا : "ثمن التفاهمات الذي دفعناه، هو وقف الأدوات الخشنة في المسيرات، مقابل أن يتوقف الاحتلال عن إطلاق النار ضد المتظاهرين وأن يتلزم بالتفاهمات ووقف اطلاق النار عام 2014".
وأردف قائلا : "نتعامل مع الاحتلال بروح الندية (..) اذا لم يلتزم نعود للادوات التي نريدها"، مؤكدا أن "الارادة الشعبية والمقاومة تحمي المسيرات اذا تغول الاحتلال".
وقف مسيرات العودة
وحول إمكانية وقف مسيرات العودة، أجاب الحية : "لا يوجد في ذهننا مسألة وقف المسيرت لكن نطورها ونكيفها ونخفضها ونرفع من وتيرتها بما يحقق الهدف المطلوب".
ولفت إلى أن الاحتلال لم يطرح على الطاولة مسألة وقف المسيرات، مشددا على أنها مستمرة حتى تحقق أهدافها، وأنها أصبحت حالة وطنية متجذرة.
وفي سياقٍ آخر، قال الحية : "لم نأخذ المال بأي اشتراط سياسي من قطر"، موضحا أن المنحة القطرية تأتي للكهرباء والتشغيل المؤقت وللفقراء.
وأشار إلى أنه لا يدخل على حماس "أي فلس" من المشاريع القطرية.
وبشأن ما يتم تداوله حول وجود مقترح إسرائيلي بتحويل أموال المنحة القطرية التي تدفع للأسر الفقيرة إلى مشاريع بنية تحتية، قال الحية : "لا نسمح بتغيير الأموال لبنية تحتية"، مضيفا : "نريد أن تأتي مشاريع دولية وإقليمية للبنية التحتية، بعيدا عن مخرجات ورشة البحرين".
وألمح إلى أن المشاريع القطرية مرصودة قبل ورشة البحرين"، متابعا : "لا نقبل بقلب الحقائق بأي حال من الأحوال، ولا نقبل ان تاتي مشاريع لغزة والضفة و القدس وأن تكون مرتبطة بـ صفقة القرن ".
كما شدد على إصرار حركته بأن يكون هنالك جزء من المنحة القطرية للموظفين في غزة، مؤكدا ضرورة أن يعيشوا بكرامة.
لا حرب قريبة
وفي شأن آخر، أكد الحية عدم جاهزية الاحتلال للشروع بمفاوضات صفقة تبادل أسرى، موضحا أن الاحتلال يستخدم هذا الملف لإرضاء جمهوره.
وبخصوص إمكانية اندلاع حرب واسعة بين المقاومة في غزة والاحتلال، قال الحية : "لا توجد مواجهة قريبة، لكننا جاهزون لها والمقاومة على رأسها القسام جاهزة لصد أي عدوان إسرائيلي".
العلاقة مع سوريا
وفي ما يخص علاقة حركته مع سوريا، أكد الحية عدم وجود أي مساعي لإعادة حماس إلى سوريا، معتبرا أنه "من المبكر الحديث عن وجود خطوات لإعادة العلاقات مع دمشق".
وقال : "نتمنى لسوريا وشعبها العيش باستقرار وممارسة دورها الطليعي في الأمة العربية"، منوها إلى أن حركته لا تريد "تكوين عداوة مع أي دولة عربية أو نظام عربي".