موقف المعارضة الإسرائيلية حول اتفاق التهدئة الجديد مع حماس

بالونات حارقة في غلاف غزة -ارشيف-

شنّ أقطاب المعارضة الإسرائيلية، رؤساء ما يسمى بأحزاب الوسط - يسار، اليوم الجمعة، هجوما حادا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق جديد لإعادة الهدوء مع قطاع غزة ، بجهود مصرية وأممية.

واعتبر رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس ، أن "الاتفاق الذي جرى توقيعه الليلة الماضية يثبت أن حماس تُملي الأمور على نتنياهو"، مضيفا : "ليس هكذا يصنعون الردع".

وقالت وسائل إعلام عبرية إنه بعد التوصل إلى اتفاق التهدئة، استمر إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، واندلاع حرائق جراءها في ستة مواقع، يشتبه بأنها نجمت عن هذه البالونات.

وأكد مسؤول أمني إسرائيلي، قبيل ظهر اليوم الجمعة، أنه تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وأنه في أعقاب توجه الأمم المتحدة ومصر، وافقت إسرائيل على توسيع مساحة الصيد واستئناف تزويد قطاع غزة بالوقود.

وحسب المسؤول نفسه، فإن حماس التزمت "بوقف العنف ضد إسرائيل". وهدد بأنه "إذا لم تلتزم حماس بالتعهدات، ستستأنف إسرائيل العقوبات".

وقال غانتس، خلال جولة في جنوب إسرائيل اليوم : "أتواجد الآن هنا في غلاف غزة (المستوطنات المحيطة بالقطاع) وبإمكاني أن أرى أن نتنياهو يعبئ الهيليوم ببالونات حماس الحارقة، وتصل البالونات كل مرة من جديد وتشعل الحرائق. لقد فقدنا الردع. وينبغي صنع ردع بواسطة هجمات شديدة. ويجب أن يكون هناك رد فعل شديد. وعندما لا يكون رد فعل شديد، وعندما لا يكون هناك ردعا، فإنه لا توجد تهدئة".

وانتقل غانتس إلى الدعاية لحزبه، على خلفية انتخابات " الكنيست " التي ستجري في أيلول/سبتمبر المقبل.

وتابع غانتس : "سكان غلاف غزة لا يهمون نتنياهو. ينبغي الاستمرار في الاعتناء بسكان الغلاف. ينبغي أن تكون هناك حكومة تكترث بالسكان. وكاحول لافان سيشكل حكومة تعمل من أجل السكان. ويجب إعادة الهدوء، ويجب أن يختفي السواد وأن يزدهر الأمل، طوال الوقت عندما وبالإمكان في الجانب الآخر أيضا".

وأردف قائلا إنه "لا ينبغي أن نتقبل بعدم اكتراث الحقول السوداء. ويجب التسبب بأن يكون الأسود أكثر في الجانب الآخر. وينبغي الرد على أي خرق للسيادة بقوة حتى يتحقق الهدوء. وعندما لا يسود الهدوء، في الجانب الآخر لن يكون هدوءا أيضا. وتحت حكومتي، إذا لم يتوقف هذا الأمر، فإنه سيتوقف بالقوة، بأن تشتعل النيران هناك أكثر من هنا. وفقط عندما يسود الهدوء بالإمكان الانتقال إلى مجالات أخرى".

كذلك اعتبر القيادي في "كاحول لافان" ورئيس اركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، عضو الكنيست غابي أشكنازي، أن "هذه ليست تهدئة. ونتنياهو تخلى عن سكان الغلاف والآن هو يتجاهلهم". 

وقال : "نتنياهو، تحمل المسؤولية واذهب إلى غلاف غزة، اذهب إلى السكان وأنظر في عيونهم، إنهم بانتظار إجابات". وفق ما نقله موقع "عرب 48".

كما عدّ عضو الكنيست عمير بيرتس، من حزب العمل، أن "المطلوب هو حل طويل الأمد، وليس اتفاقات تهدئة مشكوك بها ولا تساوي الورق المكتوبة عليه، ويتم التخلي مرة أخرى عن الجنود والمواطنين ووضعه بأيدي حماس. حماس تلعب بنتنياهو".  

كذلك كتب رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، الذي أعلن عن عودته إلى الحلبة السياسية وخوض انتخابات الكنيست، في "تويتر" أن "هذا استسلام آخر من جانب نتنياهو لحماس. وبعد مئات الحرائق توصلوا مرة أخرى إلى صفقة إشكالية وربما ستصمد بضعة أيام بصعوبة. وبغياب حسم الأهداف والطريق، يتآكل الردع، والحكومة تتحول إلى رهينة بأيدي حماس، التي تريد إشعال المنطقة".

اقرأ/ي أيضًا: اتصال هاتفي بين هنية وملادينوف حول التفاهمات.. إليك تفاصيله

وأعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، إدخال شاحنات الوقود القطري لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة بعد أن أوقفته لعدة أيام.

وأكدت مصادر مطلعة لوكالة سوا الاخبارية، أن الجانب الإسرائيلي سمح صباح اليوم بإدخال 4 شاحنات محملة بـ 152 ألف لترا من الوقود القطري إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري.

في ذات السياق، سمحت سلطات الاحتلال صباح اليوم بتوسيع مساحة الصيد أمام الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة حتى 15 ميلا، وذلك ضمن التفاهمات الجديدة.

وأكد نقيب الصيادين نزار عياش في حديث لسوا، أن الاحتلال سمح بتوسيع مساحة الصيد حتى 15 ميلا، اعتبارا من صباح اليوم الجمعة.

وكان مصدر أممي كشف لوكالة سوا الإخبارية أنه بعد وساطة مصرية وأممية، تم الاتفاق على إعادة الهدوء الى قطاع غزة اعتباراً من الليلة الماضية.

وقال المصدر الأممي لوكالة سوا، انه تم الاتفاق على إعادة ضخ الوقود القطري لمحطة توليد الكهرباء اعتباراً من صباح اليوم الجمعة ، كما تم الاتفاق على إعادة فتح البحر أمام عمل الصيادين لمسافة 15 ميلأ بحرياً .

وأوضح المصدر لسوا انه تم الاتفاق كذلك على إرجاع مراكب الصيادين المحتجزة وعددها 60 مركباً.

وأكد المصدر الأممي لسوا انه وبحسب الاتفاق سيلتزم الاحتلال الإسرائيلي بعدم إطلاق النار على المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود غزة وكذلك عدم إطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على المتظاهرين.

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد أوقفت يوم الثلاثاء المنصرم إدخال الوقود إلى محطة كهرباء قطاع غزة حتى اشعار اخر.

وقال مكتب منسق أنشطة الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، في بيان وقتها: "في أعقاب إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية بهدف إشعال الحرائق في منطقة غلاف غزة، تقرر وقف نقل الوقود إلى محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم من الثلاثاء وحتى إشعار آخر".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد