تحدثت عن التفاهمات
حماس: مستعدون لتقديم تنازلات أخرى في ملف المصالحة وهذا ما نطلبه من فتح
أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي أن مصر "جددت مؤخرا جهودها في إطار المصالحة الفلسطينية "، معربا عن آماله في أن تُحدث تلك الجهود "اختراقا حقيقيا في الملف".
وقال الهندي في تصريحات لوكالة الأناضول: " نأمل أن تحدث الجهود المصرية اختراقا في هذا الملف قريبا، وأن تنزل حركة فتح عن الشجرة، وأن نحدث نقلة نوعية في هذا الموضوع في الشهور القادمة".
وشدد الهندي على أن حركته لديها استعداد كبير لتحقيق المصالحة، معتبرا إياها "بُعدا استراتيجيا لحماس".
وأوضح أن المعطيات التي تعيشها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام، بحاجة مُلحّة إلى ضرورة إنجاح المصالحة، مؤكد أن حركته على استعداد لـ"تقديم المزيد من التنازلات في ملف المصالحة من أجل القضية الفلسطينية".
لكنه استبعد في ذات الوقت، تقديم حركته لتنازلات متعلقة بـ"الثوابت" الفلسطينية، ومنها ملف "سلاح المقاومة"، مجددا تأكيد حركته على تمسّكها بتنفيذ اتفاقات المصالحة السابقة.
واعتبر الهندي أن حركة "فتح" تضع "شروطا تعجيزية" لإتمام هذا الملف، وفق قوله.
وأضاف إن حركته تطرح إنهاء الانقسام، من خلال "مقاربة"، تعتمد على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم جميع الفصائل الفلسطينية، لها عدة وظائف على رأسها تنظيم "انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني" خلال فترة معينة.
وتابع قائلا: " هذا ما ندعو إليه لإنهاء الانقسام؛ إذا لم نستطع إنهائه لنأتي بحكومة وحدة وطنية وانتخابات، سواء كانت النتائج مرضية بالنسبة لنا أم لا".
وشدد الهندي على تعهّد حركته بـ"التسليم بنتائج أي انتخابات"، متابعا " نحن معنيون بالشراكة سواء كنا أغلبية أم لا، معنيون أن يشارك الجميع في القرار الفلسطيني".
سلاح المقاومة:
وفي الحديث عن ملف "سلاح المقاومة" في قطاع غزة ، قال الهندي إن هذا الموضوع "لا حديث ولا مساومة فيه".
وتابع في ذلك الصدد: " السلاح بُني بالدم وبمعاناة للشعب الفلسطيني...سلاح المقاومة الورقة الأقوى التي تملكها الفصائل، لذا النقاش فيما يخص هذا الملف مرفوض قطعيا".
تفاهمات التهدئة:
وأكد الهندي أن حركته "تلتزم بتفاهمات التهدئة المبرمة مع إسرائيل بوساطة مصرية، على أساس رفع الحصار عن قطاع غزة، ما التزم العدو الإسرائيلي بذلك".
وأردف أن " التفاهمات كما هو معروف تقوم على زيادة مساحة الصيد إلى 15 ميلا بحريا، وتحسين العمل على المعابر والتجارة، والمنطقة الصناعة، وموضوع تشغيل العمّال، وتحسين الكهرباء".
في المقابل، تلتزم الفصائل الفلسطينية بوقف الوسائل الخشنة في مسيرات العودة وكسر الحصار، والابتعاد عن السياج الأمني شرقي قطاع غزة، كما قال.
ومنذ عدة أشهر، تُجري وفود مصرية وقطرية وأممية، مشاورات وساطة متواصلة بين الفصائل في غزة وإسرائيل، بغرض التوصل إلى تفاهمات "نهائية"، تقضي بتخفيف الحصار عن القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات الفلسطينية المتواصلة قرب الحدود منذ نهاية مارس/ آذار 2018.
وبيّن الهندي أن بعض بنود التفاهمات بدأ فعلا تنفيذها على أرض الواقع، بينما هناك بعض البنود الأُخرى يتم المماطلة فيها.
وشدد على أن حركته تراقب سير تطبيق التفاهمات من الجانب الإسرائيلي، وفي حال المماطلة فإن "المقاومة الفلسطينية يبكون لها كلمة في هذا الموضوع".
إلى ذلك، نفى الهندي وجود قرار جمعي حول "عودة الوسائل الخشنة المستخدمة في مسيرات العودة وكسر الحصار".
ويعتقد الهندي أن إسرائيل غير معنية بشن حرب جديدة ضد قطاع غزة، في الفترة الحالية، لكن إن فعلت ذلك فالمقاومة على جهوزية كبيرة للرد، كما قال.
وتابع في ذلك الصدد: " في التصعيد الأخير، الذي دار بداية الشهر الجاري، أرسلت المقاومة رسالة في غضون يومين، عن إمكانياتها النوعية والكمية، فالعين بالعين والسن بالسن".
في سياق آخر قال الهندي إن خطة التسوية الأمريكية المرتقبة والمعروفة باسم "صفقة القرن"، لم تُطرح على وفد حركته، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة.
واستبعد القيادي بـ"حماس وجود أي مساعٍ خارجية لإقامة دولة في قطاع غزة وأجزاء من منطقة سيناء المصرية، مشددا على أن "صفقة القرن" تستهدف بشكل رئيسي، ابتلاع الضفة الغربية المحتلة.
وجدد تأكيد حركته رفضها إقامة "دولة بغزة، أو دولة فلسطينية بدون قطاع غزة".