نيويورك / سوا / صنع العلماء الألمان كبسولة تشبه "تريكوردر"، الذي يستخدمه طاقم المركبة الفضائية في سلسلة أفلام "ستارتريك" الخيالية، للتأكد من خلو رواد الفضاء من الجراثيم والاشعاعات الفضائية بعد عودتهم إلى المركبة الأم.

ألقت الشرطة الأميركية القبض على محتال اميركي من ولاية إيلينوي بتهمة الاحتيال والسرقة في 2013. ادعى الرجل على صفحات الانترنت انه صنع تريكوردر أطلق عليه اسم "ماكوي هوم هيلث تابلت"، شبيه بالجهاز الذي يستخدمه أبطال ستارتريك، وجمع ملايين الدولارات من مساهمات المستثمرين على الشبكة العنكبوتية.

تغني عن طبيب

لا يزيد حجم "ماكوي هوم هيلث تابلت" عن حجم الهاتف الجوال، ويفترض أن يمسح جسد الإنسان، ويشخص كل الأمراض خلال ثوانٍ، ويسجل كل المعطيات عنه (الحرارة والضغط والنبض...إلخ) ويرسلها إلى الطبيب أو المستشفى. وطالبت النيابة العامة آنذاك بسجنه 22 سنة مع فرض غرامة مالية عليه ترتفع إلى عدة ملايين من الدولارات.

لكن ما أطلق عليه العلماء الألمان اسم بريفينتوميترPreventometer ليس احتيالًا، وإنما عبارة عن كبسولة فضائية تقوم بنفس مهمات تريكوردر، لكنها بحاجة إلى مرور بعض الوقت قبل أن تتحول إلى تريكوردر يدوي. ويفترض أن تغني الكبسولة عن الطبيب، ويستطيع أي زميل أن يبرمجها ويشغلها من الخارج، وبوسع الأجهزة المدمجة داخلها أن تشخص عشرات الأمراض، فضلًا عن القيام بالمهمات المخبرية من فحص عينات الدم إلى تخطيط الدماغ.

مهمة وقائية

واضح من اسم الكبسولة-الجهاز انها، في نسختها الأولى، ذات مهمات وقائية بحتة. يمكن أن تستخدم من قبل رواد الفضاء في رحلاتهم الطويلة، أو في المناطق التي لا يصلها الطبيب.

ويبدو أن الشركات الكبيرة، التي تشغل آلاف العمال، مهتمة بالاكتشاف أكثر من غيرها لدوره في تقليل كلفة التأمين الصحي.
وربما سيشق بريفينتوميتر طريقه بسهولة أيضًا إلى الصالات الرياضية، وإلى النوادي الرياضية الكبيرة التي تخضع لاعبيها باستمرار للفحوصات الطبية. وقد يكون فريق فولفسبورغ أول المهتمين بالنظر لمساهمة شركته الداعمة "فولكس فاغن" في تمويل ودعم مشروع بريفينتوميتر.

ساعة واحدة

لا يمسح بريفينتومير جسم الإنسان خلال ثوانٍ كما في ستارتريك، لكنه يحتاج إلى ساعة واحدة للنهوض بمهماته التشخيصية والطبية. وتم اختبار الجهاز في شركة ارفاتو هيلث كير في كوتبوس (شرق)، ونجح في مسح وتشخيص وفحص 300 عامل وموظف بدقة عالية خلال يومين، بحسب تصريح ينز هيرتل عضو المجلس الاداري في الشركة المذكورة.

تم تطوير الكبسولة من قبل علماء شركة "ايبيكس-5" بالتعاون مع معهد البحث العلمي في فولسبورغ وقسم دعم الأبحاث العلمية في شركة فولكس فاغن لصناعة السيارات. ووظفت الشركات المذكورة نحو 10 ملايين يورو في تطوير كبسولة بريفينتميتر، وطور العلماء نسخة "اقتصادية" للاستخدام في الشركات الكبرى، مثل فولكسفاجن، لتوفير الفحص الطبي للعاملين فيها.

سرية تامة

يمكن لمثل هذا الجهاز، في نسخته "الاقتصادية" الحالية، أن يخفف من كلفة التأمين الصحي على العاملين، لأن الفحوصات الطبية لدى الأطباء تكلف كل عامل نحو 500 يورو سنويًا، بحسب هينز هيرتل. وطبيعي سينعكس استخدام الجهاز في الشركات الكبيرة ايجابيًا على شركات التأمين الصحي، لأنه سيقلل الكلفة أيضًا.

يستطيع بريفينتوميتر تشخيص 13 مرضًا من الأمراض الخطيرة التي تمتد بين السكري والتهاب الرئتين والتهاب الكبد الفيروسي والايدز...إلخ. والمهم أيضًا أن الجهاز لا يقل سرية وحفظًا للقسم المهني من الطبيب، لأن ولوج بنك المعلومات داخله لا يتوفر إلا من خلال شفرة معقدة.
ويعول المهندسون على السنوات القادمة في تطوير الجهاز أكثر مع تقليل حجمه ووزنه.