مخرجات دورة التحرير الصحفي التي عقدها بيت الصحافة
عقد بيت الصحافة – فلسطين دورة في التحرير الصحفي استمرت من 14 إلى 18 أبريل / نيسان 2019 ، واستهدفت 17 متدرباً ومتدربة من خريجي كليات الصحافة والإعلام في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة .
وخلال الدورة التدريبية اعتمد مدرب الدورة الإعلامي حسن جبر على التدريبات العملية ككتابة وتحرير الأخبار والتقارير والقصص الصحفية وفنون الصحافة بشكل عام.
وأنتج المتدربين 16 تقريراً صحفياً كمخرج لدورة التحرير الصحفي ، حيث تم إطلاعهم بشكل مباشر على الأخطاء الشائعة وصولاً إلى نشرها على موقع وكالة سوا الإخبارية.
جدير بالذكر ان هذه المادة الصحفية تأتي في إطار دورة تدريب التحرير الصحفي التي ينفذها بيت الصحافة.
مخرجات دورة التحرير الصحفي التي عقدها بيت الصحافة
الدفاع المدني .. رجال الرداء الأحمر يتحدون الصعاب
علي حوس
هم رجال المهام الصعبة الذين يواصلون العمل ليل نهار دون كلل أو ملل ولا يلتفتون للصعاب من حولهم ولا للعقبات التي توضع في طريقهم ... يسيرون بهامات عالية ونفوس تواقة لخدمة أبناء شعبهم في أحلك الظروف .. إنهم رجال الرداء الأحمر أصحاب المهنة السامية الإطفائيون .. المنقذون .. فرسان الدفاع المدني الفلسطيني من أبناء وزارة الداخلية والأمن الوطني.
فعلى مدار عشر سنوات خلت، واجه جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة أقسى الظروف والمعيقات التي تعجز عن تحملها دولٌ مستقرة؛ في ظل حصار متواصل وحروب متكررة وكوارث طبيعية، أنهكت مقدراته واستنزفت معداته التي لم تتجدد طوال تلك الأعوام بسبب الحصار.
إمكانيات بسيطة
ويؤكد المقدم رائد الدهشان مدير دائرة العمليات في الدفاع المدني إن "طواقم الجهاز لم تألوا جهداً من تقديم الخدمة للمواطنين في قطاع غزة المحاصر رغم الإمكانيات البسيطة في ظل المهام الكبيرة".
وأضاف الدهشان: تعرض افراد جهاز الدفاع المدني خلال الحروب السابقة للاستهداف الإسرائيلي حتى أثناء تأدية المهام وسقط من بيننا الجرحى والشهداء لكن ذلك لم يُثني طواقمنا عن الاستمرار في تقديم الرسالة الإنسانية الى جانب تطوير اداؤنا ليصبح لدينا خبرة واسعة في كيفية التعامل مع الأحداث الكبيرة بأقل الإمكانيات المتوفرة وارتفعت ثقة المواطن بأداء طواقم الدفاع المدني".
وقال أن طواقم الدفاع المدني كان تُقدم المساعدة للمواطنين في كل وقت، مستطرداً " كلما احتاجنا المواطن كان يجدنا جنباً إلى جنب معه ونحن خلال الحروب الثلاثة والمنخفضات الجوية التي مرت على غزة طواقمنا تعاملت مع جميع المهام وتلبية نداءات واستغاثات المواطنين رغم ما تعرضنا له من استهداف مباشر من قبل الاحتلال".
وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف طواقم الدفاع المدني دون النظر للاتفاقيات الدولية التي تكفل حماية الطواقم، مضيفاً "نحن نُقدم رسالة إنسانية والعالم بأسره يعلم أن الدفاع المدني جهاز خدماتي لكن الاحتلال يتعامل معنا بمزيد من البطش والعدوان".
أبرز الإنجازات
بدوره، استعرض د. محمد المغير مدير إدارة التخطيط والتطوير في مديرية الدفاع المدني أبرز مهام وإنجازات الجهاز في قطاع غزة على مدار اثني عشر عاماً من بينها إعداد دليل خاص بعمل الجهاز وإصدار تقرير بناء مؤشر ربط الحوادث بعدد السكان.
وأوضح المغير أن الدفاع المدني قسم العمل إلى أربعة قطاعات حيث نفذت أكثر من 3306 نشاطاً تدريبياً وتوعوياً لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني خلال الفترة ما بين عامي 2008 – 2018م، شملت الجامعات والمدارس والمؤسسات استفاد منها نصف مليون مواطن في غزة.
وعلى صعيد الأمن والسلامة، لفت المغير إلى أن الدفاع المدني باشر في تقديم العديد من خدمات الأمن والسلامة ومنح التراخيص للمنشآت خلال الفترة السابقة، بالإضافة للإشراف على العديد من الأبحاث والدراسات.
ويتوفر لدى جهاز الدفاع المدني في غزة 23 سيارة إطفاء و3 سيارات إنقاذ و10 سيارات إسعاف و5 سيارات صهاريج وسيارتي تدخل سريع ومركبة واحدة تعمل بنظام "سلم هيديوروليكي".
ويؤكد المغير أن الدفاع المدني أعاد تأهيل وتطوير مركباته قبل ثلاثة أعوام بتمويل من مؤسسات دولية، لافتاً إلى وجود واقع سيئ في معدات الجهاز نظراً لمنع الاحتلال إدخال معدات جديدة لعمل طواقم الدفاع المدني.
أعلى مستوى
من جانبه، قال محمود بصل رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني أن الجهاز ورغم انعدام الإمكانيات وقلة التدريب للكوادر البشرية إلا أنه يسعى لتحقيق طموحاته في تكوين فريق متدرب على أعلى مستوى للتعامل مع الأحداث.
وتابع: "الإمكانيات الموجودة لدى الدفاع المدني لم تُحدث منذ اثني عشر عاماً والأحداث المتكرر في غزة والتي عاشها القطاع كالحروب والكوارث الطبيعية".
وأشار إلى أن الدفاع المدني وضع خطة استراتيجية تشمل العمل على توفير مركبات وإمكانيات جديدة بهدف الوصول لخدمة جيدة لصالح المواطن، إلا أن الاحتلال يُماطل في إدخال هذه المعدات التي تُساهم في حماية الجبهة الداخلية في القطاع.
لعبة "الببجي"... بين الإدمان والتسلية
نور عبد الجواد
هل الرغبة في تجربة العروض العسكرية تساهم في الإقبال على "الببجي" ؟ أم أنها ظاهرة مؤقتة كباقي الألعاب الإلكترونية؟ وما هي العوامل التي تسببها اللعبة؟ وما تأثير ذلك اجتماعياً ونفسياً؟
رصدنا آراء متنوعة حول مدى القبول أو الرفض للعبة "الببجي" حيث اقر معظم المشاركين في اللعبة أنها ساهمت بشكل كبير بتعطيل نظامهم اليومي، سواء في العمل أو حتى البيت، وذلك بسبب إدمانهم الكبير عليها، خصوصاً أثناء الجلسات الشبابية.
وقال "س،ش" إن فكرة اللعبة مختلفة عن باقي الألعاب السابقة، حيث احتوت على مميزات جديدة، شجعت الكثير على تجربتها والوصول إلى مرحلة الإدمان عليها، منوهاً أنها سببت له آثار سلبية خاصة على صعيد حياتهُ المهنية مشيرا الى أنهُ حذف اللعبة لمدة ثلاث أيام، ولكن سرعان ما استرجاعها لعدم قدرته على تركها.
في ذات السياق، قالت سحر البغدادي، أنها شهدت العديد من المناوشات بين اللاعبين، خصوصاً أن أحد اللاعبين كان بمرحلة " التوجيهي "، مما سبب له العديد من المشاكل وأخذ من وقته الدراسي مشيرة الى أن الألعاب الإلكترونية بشكل عام تأخذ حيزا كبيرا من وقت وجهد اللاعبين.
فراغ أم رغبة؟
من جانبه، أكد الأخصائي الاجتماعي والنفسي حسن عيوش، أنه لا توجد حالات توجهت لهُ لطلب التخلص من الإدمان بخصوص الألعاب الإلكترونية، مضيفاً إلى أنه في حال تطلب الأمر وجود جلسات توعية فهذا الأمر يتم من خلال المدارس وأولياء الأمور والعديد من الجهات المختصة في ذات الجانب للحد من العنف، ولكن لا توجد حتى اللحظة حالات عنف بعينها.
وأكد أن طريقة اللعب ذاتها، لها آثار سلبية تنمي ظاهرة عدم التسامح، لأنها تشجع على القتل، مشيراً إلى أن اللعبة تحقق رغبة البعض بالمشاركة في نزاع مسلح، أو عروض عسكرية وتكون هذه اللعبة مجرد تجربة وتحقيق لرغباتهم، ولأوقات الفراغ دور مهم في الإدمان عليها.
"الببجي" داخل المطاعم
الإدمان على اللعبة دفع ببعض أصحاب المطاعم لتشجيع الزبائن على التنافس من خلال رعاية لعبة جماعية مثلما فعل أحد المطاعم في مدينة غزة حين انشأ لعبة جماعية للمشاركين بلعبة "الببجي" داخل المطعم لمرة واحدة.
وقال أنه أقدم على هذه الخطوة بسبب انتشار لعبة " الببجي" داخل قطاع غزة في الآونة الأخيرة، ونسبة اللاعبين عالية جداً.
ورغم انه لا يعرف ان كان سيكرر الامر مرة أخرى في مطعمه الا انه يؤكد أن نسبة الإقبال للمشاركة في اللعبة داخل المطعم كانت جيدة.
ما بين اختلاف الآراء حول صحة كل ما هو مستورد، وبين غياب التوعية عن كل جديد، هل نحتاج إلى وجود عنف ملموس للقيام بالتوعية حول اخطار هذه اللعبة.
المصاب العريان يتمنى ان تلامس قدمه الأرض
حسن جابر
يحلم المصاب محمد رياض العريان من مدينة رفح ان تلامس قدمه الأرض بعد ان أطلقت قوات الاحتلال النار عليه واصابته في قدمه خلال مشاركته في مسيرات العودة.
ويقول العريان الذي أصيب بتاريخ 14/ 5 من العام الماضي انه يحلم بان يعيش حياة طبيعية يتمكن خلالها من المشي على الأرض كما كان يفعل قبل اصابته.
"عانيت كثيرا في ايصال معاناتي الى الجهات المعنية من اجل التكفل بعلاجي خارج الوطن بعد ان حالت ظروفي المعيشية الصعبة دون اكمال علاجي"
قال العريان بصوت حزين قبل ان يكمل ...لم تسمح لي وزارة الصحة الفلسطينية بالسفر الا بعد شهر من العذاب وبعد ان خرجت الديدان من قدمي تدخل عدد من أصحاب الضمائر الحية لمساعدتي بعد ان أبكتهم فيديوهاتي لكني عدت الى القطاع دون اكمال العلاج لعدم وجود من يتابع حالتي.
ويؤكد ان الأطباء في مستشفيات الخارج رفضوا علاجي دون تلقي اتصال من وزارة الصحة منوها الى انه مكث في غرفة العناية المركزة خمسة أيام الا ان ذلك لم يحرك ساكنا لدى الصحة الفلسطينية.
وقال العريان انه لم يتم تشخيص حالته منذ أربع شهور بعد ان سافر طبيبه الى الخارج ورفض الأطباء متابعة حالته الصحية الخطرة كما يؤكد لخطورة حالته لافتا الى ان الكثيرين من غير المصابين يسافرون الى الخارج ويتم رعايتهم في دول أجنبية.
ويؤكد والد المصاب العريان أن ابنه لم يتلقى العلاج داخل مستشفيات القطاع ولم يكمل علاجه في الخارج رغم السفر مرتين ولم يتلق أية مساعدة مالية سوى 200 دولار امريكي فقط.
ويتهم الاب الجهات المعنية بالتقصير في تسهيل اجراءات السفر لابنه مؤكدا ان كل شيء يتم عن طريق الواسطة دون مراعاة الحالات الصعبة.
وقال أن الممرضين والأطباء في قطاع أفضل بكثير من طاقم التمريض في مستشفيات الخارج مؤكدا ان ما ينقص القطاع الصحي في قطاع غزة هو نقص الاجهزة وعدم توفر الأدوية.
ويطالب والد المصاب العريان المسئولين زيارة بيته والاطلاع على حالة ابنه التي تؤثر على كل عائلته المكونة من 17 شخص داعيا الى تسهيل رحلة علاج محمد خارج الوطن ورعايتها من قبل الجهات المعنية بهذا الشان حتى يعود للحياة من جديد .
وفي اتصال مع الاعلامية في وزارة الصحة ميسون حسين أكدت أن الوزارة تبذل قصارى جهدها في متابعة مصابي مسيرة العودة وأن طاقم المستشفيات بأكمله يعمل بكل طاقته على أن يتلقى كل المصابين العلاج بالكامل وتقديم الرعاية الصحية التامة للمصابين.
وقالت ان ما يقف عائق امام تقديم العلاج والرعاية والمتابعة للمصابين هو العجز والنقص الحاد الذي تعاني منه وزارة الصحة وعدم توفر معظم الأدوية والعلاجات والأجهزة في أغلب مستشفيات القطاع والعائق الاخر هو ان عدد مصابي مسيرات كبير جدا ويفوق الثلاثون ألف مصاب ومن الاصابات حوالي 500 اصابة خطيرة ومعظمها بالرصاص الحي والاختناق بالغاز واغلبها في الاطراف السفلية منها 122 حالة بتر.
وأكدت ان هناك الكثير من الحالات التي تم التعامل معها وتلقيها العلاج وانقاد حياتهم من الدمار منوهة الى أن وزارة الصحة تعمل جاهدة على تسهيل رحلات العلاج للمصابين بالتنسيق التام مع الجهات المسئولة عن أليات السفر ومتابعة الحالة خارج الوطن وتقديم كل ما تملكه من امكانيات متاحة.
ونوهت حسين أن ما يتوفر لدى وزارة الصحة من أدوية وأجهزة يحول دون تقديم الرعاية والعلاج التام للمصابين مما دفع وزارة الصحة الى مناشدة الجهات المعنية الدولية بالشأن الصحي بضرورة مساندة قطاع غزة وتزويده بما يلزم لتقديم العلاج للألاف من المصابين.
مبادرة شبابية لإنقاذ وحماية حيوانات غزة الضالة من الشوارع
ليلى جبريل
بين شوارع المدينة وزقاق المخيمات وبجانب إطارات السيارات، تنطلق الشابة رزان النجار برفقة مجموعة من الفتيات، يحملن بعضاً من الطعام، لتقديمه للقطط والكلاب الضالة التي تجوب شوارع غزة .
رزان النجار 25 عاما و فريقها أطلقن على أنفسهن أسم "سترايز أوف غزة" Strays of Gaza في محاولة منهن لاحتواء وإنقاذ الحيوانات الضالة من عداء المجتمع.
انطلقت فكرة مبادرة فريق "سترايز أوف غزة"، عام 2015 وبدأت الفتاتان مرام مكاوي وآمنة السوسي ولمياء البيومي ، بتطبيقها في شوارع غزة، على الرغم من عدم توفر أي مساعدة ودعماً لهما، لكن عددا من الناس في غزة استجابوا للمبادرة وشكلوا مع الفتاتين فريقا لمساعدة الحيوانات ونشر الوعي للمجتمع بضرورة المحافظة على الحيوانات وعدم تعريضها للأذى.
وبالرغم من رفض أسرة الشابة النجار تربية الحيوانات داخل منزلهم، نظراً لارتفاع تكلفة رعايتهم، وكذلك سوء الأوضاع الاقتصادية ، إلا أنها أصرت أن تنقذ هذه الحيوانات وتحميهم من الأذى والهلاك.
وتقول النجار" لاقت المبادرة اهتماماً لافتا من المجتمع وساهم كثير من الناس بشكل فعال في توفير الأطعمة والملابس البالية لتدفئة الحيوانات، الا ان هذا الاهتمام يحتاج إلى تشجيع وجهد أكثر لمواجهة من يسخر من المبادرة بذريعة أن الإنسان أولى بهذا الطعام، قائلين: "روحوا طعموا الناس اللي مش لاقيه اكل".
وتضيف النجار بعفوية : "ما بدك تطعم الحيوانات بس لا تؤذيهم".
وغالبا ما تتعرض الحيوانات الضالة في الشوارع للضرر والاعتداء من الأطفال والفتيان وينتج عنها كسور واصابات غابا ما تكون كبيرة.
وتشير النجار إلى أن أعداد الأطباء البيطريين في غزة محدود ، إلا أنهم يعالجون إصابات خطيرة بين مثل كسر العظم الذي لا يعالج بالجبس العادي بل يحتاج إلى عمليات جراحية وتثبيت من خلال البلاتين مما يعتبر عائقاً أمام محاولات إنقاذ الحيوانات، بسبب عدم توفره في غزة مؤكدة ان الناس يلجأون لبتر الجزء المصاب او الى ما يعرف بـ"القتل الرحيم".
وتتطلع النجار وفريقها إلى إقامة دورات لنشر الوعي بين الناس وتعليمهم كيفية الرفق بالحيوانات وحمايتها منوهة الى ان عدم توفر الإمكانيات الطبية المتطورة لمعالجة الحيوانات الكبيرة يجعل عملية تبنيها صعبة فيتم اجراء "عمليات عقم" في محاولة لمنعها من التكاثر والتزاوج.
وبدوره اكد المهندس عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام الصحة والبيئة في بلدية غزة، على أهمية وضع الكلاب تحت رقابة بيطرية وتطعيمها خاصة وانها تعيش في الشوارع وبالقرب من مكبات النفايات.
ويؤكد أبو القمبز، أنه خلال السنوات الماضية، تم التخلص من هذه الكلاب عن طريق وضع السُم لها، لانها تشكل أذى للناس ومشاكل صحية، مشدداً على ان الكلاب الضالة عبئ على المجتمع ويجب إبادتها والتخلص منها لانها لا تصلح لأي غرض.
وأضاف "في السنوات الماضية أصدر المفتي العام جواز قتل الكلاب الضالة والتخلص منهم.
ومن جهته أوضح حسن عزام مدير عام الخدمات البيطرية وصحة الحيوان، أن هناك نوعين من الأمراض التي تصيب الحيوانات، وهي أمراض وبائية وأخرى طارئة، وتعتبر الوبائية مستقرة في قطاع غزة، ويتم أخذ اللقاحات بشكل مستمر، وهي عبارة عن "تطعيم" للحيوانات.
وأكد أن هذه اللقاحات ضرورية ما قبل المرض، ويعانوا من صعوبة إدخالها إلى قطاع غزة وتكاليفها المالية المرتفعة، حيث يتم في بعض الأحيان مراسلة جهات مانحة لتوفيرها، مشيراً إلى توفر العلاجات البيطرية في الصيدليات ومراكز الرعاية بشكل كافي.
ويذكر أن فريق جمعية "فور باوز" الخيرية الدولية للدفاع عن حقوق الحيوان، أجلْوا خلال الأسبوع الماضي مجموعة من الحيوانات من إحدى الحدائق في جنوب قطاع غزة، ونقلهم عبر حاجز بيت حانون/ إيرز إلى محميات طبيعية في الأردن، في محاولة لإنقاذهم من الجوع والموت في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي وسوء الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها القطاع.
ومن ضمن هذه الحيوانات التي تم نقلها إلى الأردن، حيوان كان ضمن الحيوانات التي اعتنت بها النجار وفريقها بعد تعرضه لكسور في قوائمه نتيجة سقوطه من الطابق السابع، واصابته بالشلل.
صيادو غزة ما بين وعود كاذبة ولقمة مغمسة بالدم
ريما مسعود
" عدنا بخفي حُنين " هذا هو حال لسان الصياد الفلسطيني في غزة بعد ان اكتشف خدعة قرار الاحتلال الاسرائيلي بتوسيع مساحة الصيد إلى 15 ميل.
صيادو غزة الذين شعروا في البداية بالفرح أصيبوا بخيبة امل واضحة بسبب عدم وجود الأسماك في المنطقة المسموح لهم بالصيد فيها والتقسيم الجغرافي الذي فرضه الإحتلال .
وأكد زكريا بكر مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي أنه بعد الإطلاع على بنود الاتفاق الذي تم بين الفصائل والاحتلال برعاية مصرية حول توسيع مساحة الصيد اكتشفنا ان الامر لا يعدو عن كذبة كبيرة هدفها الترويج الإعلامي وذر الرماد في العيون مشيرا الى ان الاحتلال يقسم البحر إلى عدة أقسام من 3-15 ميل ونصب فيها مزيد من الكمائن للصيادين خاصة في المنطقة من مدينة غزة إلى وادي غزة .
وأوضح بكر أن الوصول بقطاع غزة إلى بر الأمان في الصيد والحصول على ثروة سمكية يتطلب السماح بالعبور الآمن إلى أماكن الصيد ورفع القيود المفروضة على معدات الصيد والسماح بإدخال المعدات الحديثة بالإضافة إلى تعويض الصيادين عن خسائرهم خلال الحروب السابقة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم.
وأشار عضو نقابة الصيادين علي العامودي إلى أن قوات الاحتلال قسمت مسافة الصيد من 6 أميال إلى 15 ميلاً في عدة مناطق في بحر قطاع غزة مما جعل الصيد بكميات كبيرة صعبا مما أدى إلى خسارة كبيرة لهم، وما صاحب ذلك من مبالغات وتضليل إعلامي وتهويل من الاحتلال بتوسيعه مناطق الصيد البحري، وكأن مشاكل الصيادين قد انتهت.
وأضاف العامودي أن الاحتلال اقتصر على توسيع مساحة الصيد فقط في المناطق الجنوبية من خان يونس حتى رفح وهذه المسافة تكلف الصياد محروقات وأيدي عاملة ، بالإضافة الى أن المنطقة فقيرة بالأسماك.
بدوره قال الصياد ناصر أبو عميرة " بعد اتفاق ال15 ميل تم السماح بمسافة 8 ميل وهي منطقة تمكن الصياد الفلسطيني الوصول إليها لأول مرة منذ 14 عام ثم اقتصرت مساحة الصيد على 4 أميال حتى الشمال منوها الى أن قرار الاحتلال بزيادة مساحة الصيد لم يرضي جميع الصيادين بسبب المسافة التى تتفاوت من منطقة لأخرى والتقسيم الجغرافي الذي فرضه الاحتلال.
واشتكى أبو عميرة خلال حديثه من اجراءات الاحتلال بحق الصيادين، خاصة ملاحقة زوارقهم، ورشهم بالمياه واطلاق الرصاص صوبهم مؤكدا ان هذه الخروقات كانت في مياه 15ميل مما أصاب الصيادين بـ خيبة أمل، بسبب عدم مقدرتهم نا على الصيد وعدم توفر أسماك، وبُعد المسافة عن الصيادين في مدينة غزة.
من الجدير ذكره ان المسافة المسموح بها بالصيد وفقا لاتفاق (أوسلو) تبلغ 20 ميلا بحريا (37 كيلو مترا) قبل ان تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا مشددا على غزة منذ عام 2007م.
في غزة .. الحكواتي يعود من جديد
سحر أكرم البغدادي
قصص وأغاني قديمة تراثية يسردها امام الحضور الحكواتي ذو الشخصية الشعبية المحببة لدى الصغار والكبار ويقتبس خلالها مواقف الاجداد ويجسدها بالصوت والايماءات بطريقة حماس ية ونبرة عالية وهو يرتدي الثوب الفلسطيني وتحيط به والأواني النحاسية القديمة كجزء من ديكور النادي الذي أقامه خالد أبو القمصان مع عدد من أصدقائه لخلق مكان جميل يلتقي فيه الأصدقاء في أجواء من البساطة.
خيمة صغيرة منفردة تزين مدخل النادي البسيط، الذي يتوسط محيط الجامعات، ليصبح نادي للطلاب الجامعيين، للدراسة ومطالعة الكتب، وتناول الوجبات الخفيفة مع خليط الزيت والزعتر، والزيتون الأخضر مع كأس الشاي المعطر بالميرمية هكذا يكون الفطور في زوايا الحكواتي كما يقول أبو القمصان الذي يشدد على ان الاسعار مناسبة للطلاب والعمال الذين يرتادون المكان في أجواء ثقافية مناسبة يتم خلالها استبدال الانترنت بالعديد من الكتب والتحف الفنية لتكون بديل ما يجري في العالم الافتراضي.
قصة خالد أبو القمصان يشارك في تفاصيلها ثمانية أصدقاء يحملون أفكارا متشابهة رغم تخصصاتهم المختلفة، لينفذوا أكثر من 350 عرضا ترفيهيا في المدراس ورياض الاطفال والاماكن المهمشة وحول أزقة المخيمات، مستهدفين فئة الاطفال، لتوعيتهم وحفر الوطن وأشجاره في أذهانهم وتعزيز العادات والتقاليد العريقة، عن طريق عروض المسرح والألعاب وسرد الحكايات بطريقة كوميدية فنية ثقافية مُبسطة دون أي ملل.
وحسب " ابو القمصان" فان العمل مستمر على انتاج برنامج مصور يستوحي ويذكر التراث الفلسطيني من ملابس ومصطلحات وأدوات طعام وزراعة التقليدية، بالمشاركة مع الأطفال ودمجهم بعالم المسرح، وترجمة الحلقات بأكثر من لغة لعرض الأفكار والثقافة الفلسطينية على العالم الأخر
وقال "خلال شهر رمضان ، سيتم تنفيذ أمسيات ثقافية وشعرية، ضمن فعاليات متنوعة داخل تلك الخيمة المكللة بدلة القهوة وشعلة النار الذي يتوسطها رجل يرتدي العباءة والطربوش ويسرد الحكايات الجميلة.
وبدورها تؤكد المدير التنفيذي لمركز وطن للثقافة والفنون دعاء الكيال ، الداعم الاول وحاضنة عائلة الحكواتي ان الهدف من انشاء المكان هو الارتقاء بالمستوى العلمي والثقافي لأفراد المجتمع الفلسطيني، واكتشاف أصحاب المواهب والمهارات ورعاية الفنون، وتنظيم واقامة المعارض والمهرجانات الثقافية والفنية، والعمل دوما على نشر العلم والمعرفة واحياء التراث الفلسطيني بطريقة هادفة.
وقالت إن التراث والثقافة تعد سلاحا نحارب به في سبيل الترويج ونشر الهوية الوطنية الفلسطينية بصورة مشرفة أمام العالم، فهي خالدة خلود هذه الأرض.
وقالت نور عبد الجواد احدى زائرات النادي ان أكثر ما جذبها في المكان زاوية الكتب، في وقت تنتشر فيه الوسائل الحديثة واستخدام الانترنت بشكل كبير مؤكدة ان هذه الزاوية تُشجع على المطالعة.
وزادت الاجواء هنا مريحة للعين والأسعار مناسبة للطلاب باعتبارها الفئة المستهدفة والأقرب للمكان والأهداف.
غزة: نقص الأدوية والمستهلكات الطبية يهدد حياة عشرات المرضى
عبد الله عبدو
تعيش غزة منذ مطلع العام الحالي أزمة صحية تتمثل في نقص الأدوية والمستهلكات الطبية والتي وصلت ذروتها أواسط هذا الشهر حيث وصلت نسبة العجز في الادوية الاساسية 47%.
وتعتبر الأدوية والمستهلكات الطبية أحد أهم مكونات التشغيل للخدمات الصحية الأولية والثانوية سواء منها الوقائية أو العلاجية أو التأهيلية إضافة إلى القوى العاملة والتجهيزات والبنية التحتية وتستهلك أكثر من 25% من النفقات التشغيلية لوزارة الصحة الفلسطينية.
وتحتاج وزارة الصحة إلى 460 صنفا من الأدوية بشكل دائم، وذلك من إجمالي 522 صنف هي قائمة الأدوية الأساسية حسب منظمة الصحة العالمية و62 صنفا تحتاج إليها الوزارة حسب الحاجة وتكلفة هذه الأدوية الأساسية 2,5 مليون دولار شهريا أي 31مليون دولار سنويا والتي تشكل الحد الأدنى لخدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية حسب ما أفاد د. منير البرش مدير عام مخازن الصحة.
وتابع: أن عدد الأصناف الصفرية بلغ في نهاية العام الماضي 241 صنف من قائمة الأدوية المتداولة، موضحاً أن أبرز العجز في مخازن وزارة الصحة تتمثل في الأدوية الخاصة بمرضى السكري والضغط والكلى والسرطان والقلب، مشيراً إلى أن فقدان هذا العدد الكبير والغير مسبوق أوصل الحالة الصحية إلى حالة حرجة للغاية، منوهاً أن الحصة الدوائية المقررة من السلطة لقطاع غزة 40% من جميع الواردات حيث لا يصل في أحسن الأحوال سوى 10% منها وفق قوله.
المتضررين بسبب نقص الأدوية من المرضى:
ولفت البرش إلى أن أكثر المتضررين هم مرضى الدم والأورام البالغ عددهم أكثر من 1300مريض وأيضاً مرضى الفشل الكلوي البالغ عددهم أكثر من 400 مريضا من البالغين وأكثر من 20 مريضا من الأطفال.
ومن المرضى الذين يعانوا من نقص الدواء زهير مشتهى البالغ من العمر 17 ربيعاً والمصاب في مرض السرطان الذي اضطر الأطباء على بتر قدمه اليسار بسبب انتشار المرض ليلزمه مرضه المكوث لساعات طويلة في تلقي علاجه على أحد الأسرة داخل أقسام مرضى السرطان في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي.
ويقول والد زهير أنا أعاني من توفير الأدوية والعلاجات اللازمة لولدي الذي يصل إلى 200دولار الواحد منها ناهيك عن الأدوية والمستلزمات الأخرى، موضحاً أن أبنه لا يتلقى علاج الكيماوي بشكل ثابت لعدم توفره.
ويضيف" أن من بين الأدوية التي من الصعب توفيرها بشكل دائم إبر المناعة المسماة "بالنوفوجين" وإبر"الكليكسان" لسيولة الدم داخل الجسم الذي يصل ثمنها 30شيكل إذ يحتاج زهير إبرتان منها يوميا. ً
ويتابع " طالبت بتحويل زهير لمستشفيات الداخل (الاسرائيلي) لعدم توفر العلاج لكنهم رفضوا بحجج أمنية"، محذراً أن حالة ابنه تزداد سوء منذ الشهرين الماضيين وبات يحتاج الى الاوكسجين على مدار الساعة فيستهلك كل ثمانية ساعات جرة غاز من الأكسجين البالغ ثمنها150 شيكل.
ويؤكد أن حالة ابنه الصحية لم تجعله يكمل تعليمه الدراسي إ في الثانوية العامة ، منوها أن زهير حاصل على المرتبة الثالثة في أسلحة الكوبودو من ألعاب القوى في قطاع غزة.
بدورها حذرت وزارة الصحة من استمرار معاناة المرضى مما سيؤدي إلى كارثة مناشدة جميع الدول والمؤسسات الصحية والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني بالتدخل من اجل حل هذه الأزمة بصورة نهائية لا سيما أن معاناة نقص الادوية لم تتوقف منذ بداية الحصار أي منذ 2006 إلى الأن.
المدارس المهنية تنافس الورشات التقليدية
غادة سلمي
مازال الاعتقاد السائد أن تعلم أي حرفة بشكل تقليدي في الورش القديمة هو الطريق الأمثل لتصبح حرفياً ماهراً، في حين ظهرت اتجاهات حديثة تنادي بتعلم الحرف بين جدران المدارس المهنية والتي تتيح للطالب أن يجمع بين الخبرة العلمية والعملية.
وبدأت بعض مؤسسات المجتمع المهني تولي اهتماماً خاصاً بتطوير التعليم المهني في قطاع غزة منذ خمسة سنوات على الأقل، ويقول في هذا مسؤول الإعلام والمناصرة في مشروع تحسين فرص تشغيل الشباب بالإغاثة الإسلامية محمد شبير: "بدأنا بالالتفات إلى فكرة التعليم المهني بشكل أساسي للقضاء على ظاهرة البطالة، بعد قياس مدى حاجة السوق إلى العاملين الماهرين في الصناعات التقليدية والذي يقابله تكدس في أعداد الخريجين الأكاديميين اللذين تشح فرص العمل المناسبة لهم".
وأشاد شبير بقدرة المدارس المهنية على تخريج طلاب قادرين على الجمع بين التقنيات الحديثة والخبرات العملية، وتعتمد فكرة المدارس المهنية على دمج الطالب في بيئة تفاعلية تمكنه من تطبيق المعلومات النظرية بشكل التي يتلقاها.
ويختلف مع تلك الفكرة يحيى زكريا المظلوم صاحب أحد ورش صناعة الخيزران التي يعمل فيها ثلاثة أجيال من العائلة الذي تحدث عن مهنته وهو يجلس بين قطع الخيزران المتراصة بشكل عشوائي قائلا: "إن ما جعلنا نتعلق في هذه المهنة انتقالها لنا بالتوارث من أجدادنا" مبيناً أنها اكتسبت مكانة خاصاً في روحه منذ كان يأتي إلى هنا أيام العطل الدراسية ليساعد جده.
ويرى المظلوم أن تعليم المهنة عن طريق الوراثة أقدر على صقل الموهبة، موضحاً أن ما تعلمه من والده لا يمكن أن يعرفه إلا من عمل في هذه المهنة وتعلم حل المشكلات التي يتعرض لها في الميدان، رافضاً فكرة تعليم الحرفة في المدارس المهنية معبراً عن ذلك بقوله: "لن تنقل المدارس للطالب عصارة الاجيال التي استطاعت جدران هذه الورشة أن تعلمها لنا".
ويعلق شبير على ذلك قائلا: "لكل مهنة أسس وأنظمة ونحن عملنا على تطوير المناهج الدراسية بما يتلاءم مع حاجة السوق من خلال تشبيك علاقات مع مؤسسات دولية وبالشراكة مع عدد من الورش والمصانع المحلية إضافة إلى المؤسسات التربوية"، مشيراً إلى أن هدفهم هو تخريج طلاب قادرين على سد احتياجات سوق العمل.
وزاد: أن من يتعلم المهنة بالوراثة تنقصه بعض الخبرات العلمية، ولا يمكن أن يلم بالمعلومات التقنية الحديثة بشكل مستمر في حين يتعلم طلاب المدارس المهنية كيفية العمل على الأجهزة الحديثة وطرق مواكبة التطور الحاصل في السوق بشكل دوري.
وأكد المظلوم أن أصحاب الورش يحاولون بدورهم مواكبة التطور، قائلاً: " كانت صناعة الخيزران تقتصر على المقاعد لكن منذ 10 سنوات قمنا بصنع الأسرة وتطوير الأشكال لتكون عصرية قدر الإمكان" معترفا بتوقفه عن صناعة بعض الموديلات بسبب عدم حاجة السوق لها.
وبين المظلوم أن التطوير في عملهم يتم بشكل ذاتي من صاحب الحرفة نفسه، ويتداول أصحاب الحرف في جلساتهم كل ما يستجد، مبيناً أنه يحاول الاطلاع على الانترنت والبحث عن اخر ما توصلت له صناعة الخيزران في العالم، مشيرا الى ان بعض الزبائن يقترحون أفكارا جديدة يتم اعتمادها حال أثبتت رواجها.
ويقول انه ما زال يستخدم الأدوات التقليدية في العمل مثل بابور الكاز الذي وصفه "بأنه ما فش اشي ممكن يغني عنه" في اشارة منه إلى أنه لا مصدر آخر للإشعال يمكن الاعتماد عليه في العمل، مضيفاً أنهم يستبدلون بعض الأدوات القديمة بناءً على ما يتم طرحه في السوق ويثبت كفاءته.
بدوره أكد شبير أن العاملين على تطوير منظومة التعليم المهني يعملون على تشبيك علاقات بين أصحاب الحرف الأصليين والمدارس، عن طريق إرسال الطلاب للتدريب داخل الورش ليستطيع الطالب أن يجمع بين الحداثة والعراقة في آن واحد معربا عن امله في استمرار التعاون بين المدارس وأصحاب الورش الذين بدأوا بتغير نظرتهم عن المدارس المهنية، وكثيراً منهم بدأ بالحاق أبنائه في تلك المدارس للاستفادة من التجديد التقني والمعلومات الحديثة ليساهم أبنائهم فيما بعد بتطوير أعمالهم عن طريق عقد صفقات كبيرة.
ونجحت الاغاثة الاسلامية منذ خمسة سنوات وبالتعاون مع مؤسسات العمل المجتمعي بتغير الفكرة النمطية السائدة عن التعليم المهني التي كانت تسود المجتمع الفلسطيني والتي ترى أن التعليم المهني لضعاف التحصيل فقط، فهناك بعض التخصصات المهنية تصل نسبة القبول فيها إلى 90%.
يشار الى أن قطاع غزة يضم ثلاث مدارس مهنية تم تطويرها خلال الخمس سنوات الأخيرة بتمويل ودعم من مؤسسات المجتمع المدني، وبهذا فإن القطاع يعاني من نقص حاد في أعداد المدارس المهنية، إضافة إلى بعد أماكن تواجدها نسبياً عن الطلاب.
غزة: طلاب الجامعات بين مطرقة الحصار وسندان الرسوم
محمد الهوبي
انعكست مظاهر الحصار والفقر والبطالة على التعليم الجامعي في غزة وبات الطلاب يعانون من هذه المشاكل المتجددة التي باتت تشكل كابوسا تهدد مستقبل الكثير منهم.
ويشتكي كثير من الطلاب في الجامعات من ارتفاع نسبة الرسوم الجامعية التي حالت دون اكمال دراستهم او حتى الالتحاق بالجامعة.
*رسوم باهظة ترهق الميسورين والفقراء
تبدأ الرسوم الجامعية في غالبية الجامعات من (15_30) دينارا للساعة الواحدة وهذا مبلغ كبير لم يستطيع توفيره الطالب "مصلح" ما اضطره الى تأجيل السنة الدراسية الاولى كاملة بعد اجتيازه للمرحلة الثانوية بنجاح.
مصلح الذي لم يتبقى له سوى تسع ساعات لاجتياز مرحلة البكالوريوس اضطر الى تأجيل دراسة ال "9" ساعات لسنة دراسية كاملة لعدم توفر الدخل المناسب فلجأ للعمل في مخبز للمعجنات ليساعد والده الذي يعيل تسعة افراد اكبرهم محمد الذي لم يكمل دراسته الجامعية.
*اغراءات وهمية
وتعتمد الجامعات في غزة على اساليب اغراء لاستقطاب الطلاب فتعمل على منحهم خصومات في بداية السنة الدراسية ليرتبط الطالب بالجامعة كما حصل مع الطالب "احمد" الذي ابلغوه بحصوله على خصم 50% بمجرد تسجيله في الجامعة لكنه لم يحصل عليها خلال دراسته في الجامعة.
*أين تذهب المنح؟؟
ويشكو بعض طلبة الجامعات والمعاهد في قطاع غزة من حصولهم على منح خارجية وداخلية بقيم عالية، بينما الجامعات والمعاهد تحتسبها بنصف القيمة او اقل كما حدث مع "جنات" الطالبة في كلية التجارة باللغة الإنجليزية التي عبرت عن استغرابها مما حدث معها مؤكدة انها حصلت في بداية دراستها الجامعية على منحة الطالب المتفوق بقيمة 50% من الرسوم لكنها فعليا وحصلت على ما يقارب 35% من قيمة هذه المنحة من الجامعة.
وقالت: حصلت ايضا على العديد من المنح الخارجية التي لم استفيد منها نهائيا وبمحض الصدفة فتحت على صفحتي الجامعية ففوجئت من عبارة تقول انه تم صرف المنحة كاملة للطالب الامر الذي لا يختلف كثيرا عن المنحة التركية بقيمة 1500 يورو اوروبي موزعة على فصلين دراسيين، موضحة انها استفادت فقط بما يقدر ب 200 يورو الفصل الاول ولم تستفيد مما تبقى لها.
*العمل مع الدراسة
وبسبب الوضع الراهن وعدم تمكن الطلبة من توفير تكاليف الرسوم ترك الكثير منهم مقاعد الدراسة مؤقتا واتجهوا نحو العمل كما حدث مع الشاب "باسل" الذي توجه للعمل في حدائق ومزارع الفراولة ليساعد والده في تسديد الأقساط.
وحاول الطالب "عبد الله" من جامعة الاقصى ان يوازن ما بين الدراسة والعمل خلال فترة الجامعة، الأمر الذي جعله يواجه عقبة العمل خلال فترة الدوام الدراسي مما دفعه للتغيب عن المحاضرات الجامعية.
من جهته أعرب الدكتور خالد ابو شاب عميد شؤون الطلبة في جامعة الازهر ان الادارة أجرت تسهيلات للطلاب وسمحت لهم بتقديم الامتحانات النهائية مقابل دفع مبلغ مالي كحد أدني واصفا المبلغ المطروح بالمناسب لجميع الطلبة.
واوضح ان توزيع المنح الداخلية والخارجية في جامعة الازهر يتم بشكل عادل لمن يستحقها مؤكدا ان الجامعة لم تظلم أي طالب فيها.
ونوه الى ان نحو 3200 طالب من جامعة الازهر حصلوا في الفصل الأول على منح وتسهيلات موزعة على عدة مجالات كالمنح لطلبة الشريعة الاسلامية وحفظة كتاب الله، والمنح للطلبة الرياضيين ومنح طلبة قسم اللغة العربية مضيفا المنح التي قدمت للطلبة المرضى كطلبة مرضى السل والكلى وغيرهم الكثير ممن ساعدتهم ادارة الجامعة.
وقال إن مشكلة الرسوم الجامعية بحاجة الى عمل مشترك من الجهات الرسمية والأهلية القطاع الخاص واصحاب رؤوس الاموال لتلبية احتياجات الطلبة للاستمرار في مسيرتهم الجامعية والتعليمية منوها الى ان هذه القضية تستحق الاهتمام من الجميع في إطار المسؤولية التضامنية.
مطعم دايت في غزة
جواهر فرج حجو
كان الأمر مجرد فكرة طرحها أحد الأصدقاء وأصبحت اليوم شيئاً ملموساً يتحدث عنه كافة الناس، الشغف واللهفة كانا هما بداية الطريق التي وصلت اليوم إلى ضفاف النجاح والتميز.
إسراء فروانة أو كما يصفها الأصدقاء بالريادية المبدعة من طالبة في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية إلى صاحبة مشروع ابداعي جديد من حيث الفكرة والتنفيذ خصوصاً أنها جاءت من مجتمع لا يعترف بريادية المرأة في أعمال كهذه حيث خلعت اسراء قشورها وبدأت تعانق النور عبر مشروع "صحتك بالدنيا" فحصلت على لقب امرأة فلسطين للعمل التطوعي لعام2018 .
أحسب سعراتك!!
فكرة المشروع جاءت بسبب انتشار المطاعم بشكل ملحوظ وكثرة الوجبات السريعة غير الصحية , التي يتهافت عليها الناس من موظفين وطلبة ما دفع فروانة إلى التفكير بغذاء صحي ولذيذ وشهي.
تقوم الفكرة على تجهيز وجبات صحية تناسب كل الأفراد على اختلاف أوضاعهم الصحية ,وما زادها اصرار لتنفيذ المشروع هو أن أغلب الموظفين يقضون أوقاتهم خلف الشاشات والمكاتب لساعات طويلة ويتناولون بشكل مفرط تلك الوجبات التي تؤثر عليهم صحياً ونفسياً .
جولة في الشارع
بعد جولة في شوارع مدينة غزة رصدت فروانة العشرات بل المئات من المطاعم على اختلاف مسمياتها وأنواع الطعام المقدم فيها لكن بعد هذه الاحصائية وجدت أن عدد المطاعم التي تهتم بصحة المواطن ونظامه الغذائي تساوي صفر فقررت ان تكون هي رقم واحد في هذا المجال المهتم بصحة الزبون.
ماذا تأكل!
تقول صاحبة المشروع أنه في الأونة الأخيرة وجدت أن العديد من حالات الوفاة وانتشار الأمراض كالسكر والضغط والسمنة المفرطة كان سببها سوء في النظام الغذائي الذي تقدمه المطاعم مؤكدة أن فكرة مطعمها تقوم على الاهتمام بالزبائن الذين يشتكون من القولون وأمراض المعدة والأمراض الأخرى بشكل عام.
كما أن المطعم يساعد الأشخاص الذين يتبعون نظام صحي ورياضي محسوب السعرات الحرارية على استمرارية نظامهم ونجاحه فيقدم المطعم وجبات تساعدهم على الإستمرار في هذا النظام حتى وهم وراء مكاتبهم وانشغالهم بحياتهم العملية، فصفحة "صحتك بالدنيا" التي تقدم وجبات أون لاين دون جهد وفرت عليهم العديد من الوقت والتفكير.
الأزمة الاقتصادية: حجر عثرة
لم تتجاهل فروانة الوضع الاقتصادي للقطاع وضعف القدرة الشرائية لدى الزبائن فاعتمد على البيع بأسعار تناسب كافة الطبقات بالرغم من أن المشروع عانى كثيرا في بداياته بسبب قلة الإمكانيات وضعف الدعم المادي حيث كان التمويل كله ذاتي من أصحاب الفكرة.
وعن الجهات التي احتضنت المشروع قالت فروانة أن الجامعة الإسلامية قدمت لهم المساعدة من ناحية التدريب على ريادة الأعمال والمشاريع.
وعن طبيعة الوجبات المقدمة في قائمة الطعام "المنيو" أكدت فروانة أنها كباقي الوجبات الموجودة في المطاعم ولكنها تتميز بصحتها وحساب كمية السعرات الحرارية فيها مؤكدة أن المعدل الطبيعي الذي يحتاجه كل إنسان يوميا من السعرات الحرارية هي 2000/2500 سعر.
الى جانب إسراء وهي صاحبة المشروع تقف تسنيم عبدو ذو الواحد والعشرين عاماً الطالبة في قسم اللغة الانجليزية مع أربعة آخرين من الشركاء لكن ما يميز تسنيم هو إبداعها في مجال الطبخ رغم أنها لم تكن يوماً مهتمة قبل ذلك في هذا العمل.
فتقول إن العمر ليس مقياس للنجاح وأن عمرها لا يقف عائقا أمام موهبتها في اتقان العمل في الأكل الصحي ونفسها الطيب وتردف قائلة "علاقتي بالمطبخ مثل علاقتي مع شخص عزيز علي كتير فانضممت إلى هذا الفريق الرائع "صحتك بالدنيا" ووجدت فيه روح العمل والمثابرة رغم الإمكانيات الضعيفة جدا ولكن أصحاب الأحلام سيحققونها".
صحتك بالدنيا
المشروع الذي ينفذ الان من مكان ضيق وصغير وسط مدينة غزة بالأضافة إلى صفحة عبر الأنترنت للطلب الأون لاين يسعى أصحابه لتطويره خلال الستة أشهر المقبلة وتحويله إلى مطعم ضخم قادر على أن ينافس المطاعم الشهيرة لكن ما يميزه هو الأكل الصحي وروح المثابرة والتعاون بين الفريق إلى جانب الطعم الشهي والحلم بالنجاح.
بدوره أكد الدكتور عدلي سكيك أستاذ التغذية بكلية الطب في جامعة فلسطين ومستشار التغذية في فريق "صحتك بدنيا" عدم اهتمام مطاعم غزة في تقديم الأكل الصحي الذي يؤثر على أصحاب الأمراض مثل السمنة والقلب والشرايين والسكر.
وتابع: الموظفون الذين يقضون ساعات بلا حركة هم بحاجة للأكل الصحي وأن فكرة المشروع جاءت اولاً من أجل صحة المواطن ,وعند تناول المواطن أكثر من احتياجه اليومي من السعرات الحرارية تتحول إلى دهون وأمراض عديدة.
ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة وانعدام الأفق لدي الشباب في قطاع غزة تنجح فكرة المطعم الصحي وتتحول رويدا إلى قصة نجاح لترسل رسالتين الأولي لأصحاب المشاريع بأن من جد وجد والثانية لجيل طويل من الشباب بأن يتسلحوا بالعزيمة والامل للتغلب على البطالة.
شاب وفتاة يخطان احلامهما بالرسم على الجدران
فرح المجايدة
"امل أبو شمالة ومحمود الحلو " موهبتان من غزة لم تستلما لليأس والإحباط وشرعتا تخطان احلامهما وامالهما على الجدران بأقلام ملونة رغم المعيقات والصعاب
حكايتهما مع موهبة الرسم بدأت منذ الصغر وتطورت شيئا فشيئا لتتجاوز رسوماتهما مراحل مختلفة بدءا من الرسم على الورق وانتهاء برسومات جميلة على جدران المنازل.
وتقول امل أبو شمالة الطالبة في الهندسة المعمارية من الجامعة الاسلامية ان الرسم على الجدران ليس عملا سهلا خصوصا للمبتدئين الذين اعتادوا على الرسم على مساحات صغيرة قبل الانتقال للرسم على مساحات كبيرة.
واوضحت ابو شمالة ان افكار الرسم تأتي حسب القضايا والافكار التي يتم تداولها في المجتمع او حسب حادثة او قضية يريد التعبير عنها وربما تكون نابعة عن رسالة داخلية في نفس الرسام يريد التعبير عنها بطريقته عن طريق الفرشاة.
واكدت انهم نادرا ما يجدوا مؤسسات تدعم المواهب الفنية وخاصة الرسم فضلا عن المؤسسات التي تساعد في عرض الاعمال الفنانين وهي قليلة أيضا.
وأردفت ابو شمالة ان هناك علاقة متبادلة فالرسم يؤثر على النفسية والنفسية تؤثر على الرسم وذلك لان الرسم نابع من الاحاسيس والشعور الداخلي للفنان.
ويؤكد زميلها محمود الحلو الطالب في جامعة فلسطين ان الرسم على الجدران عادة غير مكلف ماديا وانهم يرسمان برشاشات وصبغات خاصة بالرسم لا يزيد تكلفتها من 5-10 شواكل ولكن الجداريات الضخمة تكون مكلفة فيحتاجون الى دعم من مؤسسات خاصة في الرسم لشراء الالوان والصبغات والرشاشات.
وأشار الحلو الى وجود الكثير من العوائق و الصعوبات التي تواجههم أثناء ممارستهم للرسم على الجدران ومن اهمها الدراسة التي تأخذ النصيب الأكبر من الوقت فضلا عن العمل المتلازم بالإضافة الى ارتفاع اسعار المواد الفنية وايضا حرارة الشمس لها عائق كبير الى جانب النظرة السلبية للمجتمع تجاه البنات اللواتي يرسمن على الجدران .
وبين الحلو ان الدافع الرئيسي للرسم هو حبه الشديد للرسم الذي يساهم في تفريغ الطاقة السلبية لديه مؤكدا ان القلم والفرشاة هما بمثابة صديق اخر لديه.
وتابع: مع الرسم يمكن للشخص ان يتخطى الكثير من الآمال ويستطيع أيضا تحقيق ما في داخله من احلام وامال على الرغم من المعوقات والصعوبات التي تواجههم.
نقص أدوية السرطان يحيل حياة المرضى وذويهم الى جحيم
ميسون حسين
يبدو مبنى مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في مدينة غزة مكانا مبهرا، من حيث المعمار والديكور الداخلي لأقسامه المتعددة لكن هذا الجمال المعماري لم يشفع لنزلائه المصابون بالسرطان والذين يعانون من نقص واضح في الادوية كما يؤكد مدير المستشفى الدكتور محمد أبو سلمية، منوها الى إلى أن نسبة النقص لأدوية الأمراض السرطانية المختلفة تتراوح بين من 40 إلى 50 في المائة من إجمالي العلاجات التي يجب ان تتوفر في قطاع غزة
ويؤكد الدكتور علاء حلس من المستشفى إن عدد الأدوية المفقودة تبلغ 46 صنفا، وتشمل ادوية تحقن بالوريد، أو على شكل كبسولات وحبوب مشددا على أهميتها في استكمال البروتكولات العلاجية للمرضى، و التي بدونها قد تتوقف العملية العلاجية".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أحصت 8 الاف ملفا لمرضى السرطان في قطاع غزة، حيث بلغت نسبة المرضى الممنوعين أمنيا من السفر الى مستشفيات الضفة الغربية و داخل الخط الأخضر نحو 50% من مجمل حالات مرضى السرطان، وذلك حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية.
ويواجه المرضى الذين يغادرون الى الضفة الغربية للحصول على الجلسات العلاجية الأولية، ويعودون إلى غزة لاستكمال جلسات العلاج، مشكلة رئيسية تتمثل في نقص بعض الادوية التي تكمل البروتوكول العلاجي، خاصة الأدوية المناعية "النبولجين" والتي لا يمكن الاستغناء عنها لاستكمال الجرعة العلاجية.
أثناء تجولنا في أقسام مستشفى الرنتيسي قابلنا سارة (3 سنوات)ذات العينين الواسعتين والتي رفضت الرد على تحيتنا لها في البداية، ولكن بعد عدة محاولات ردت علينا بعد أن أخذت الأذن من أمها، حيث كانت تجلس على كرسي مريح أثناء حقن محلول علاجي في جسدها الصغير.
كانت سارة أكثر حظا من غيرها من المرضى، بعد حصولها على الموافقة للسفر الى الضفة الغربية لتلقي العلاج في مستشفى المطلع.
وعند سؤال أم سارة عن التشخيص الأولي للمرض، قالت "تم اكتشافه في يناير الماضي في غزة أما التشخيص النهائي فإن مستشفيات الضفة هي التي تحسم حاجة المريض للعلاج، حيث تبدأ بإعطاء المريض الجرعات الأولى من رحلة العلاج الطويلة".
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الوفيات نتيجة الحرمان من السفر بلغ عدد مقلق من الوفيات وأخرها كانت وفاة محمد (10 سنوات) الذي انتظر طويلا للموافقة على تصريح الدخول لمرافقه مما أدى إلى تغول المرض في جسده وبالتالي صعوبة متابعة البروتكولات العلاجية له
وأما الفئات التي لم يحالفها الحظ في السفر إلى مستشفيات الضفة الغربية، فإن معاناتها تزداد تبعا لنقص أدوية السرطان، في ظل عدم توفر المسكنات وخافض الحرارة كالأكامول الوريدي والمورفين والبروتكولات العلاجية الضرورية مما يحيل حياة المرضى وذويهم الى جحيم، و تكون آلامهم قد وصلت إلى مراحل لا يحتملها المريض.
محمد أبو دية يحمي التراث ويحلم ان يوحد الوطن
نور عزيز
على واجهة المتجر ترفرف أعلام الدول مشكلة وحدة عربية يتمنى من يشاهدها أن تصبح واقعا على الأرض وهناك في محل Plo shop يحاول محمد أبو دية احياء التراث الشعبي والفنون التشكيلية من خلال المنتجات التي يوفرها المتجر لزواره في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.
(نكهة تراثية)
لا تخلو زاوية في المكان الذي تم افتتاحه منذ 40 عاما من علامات حب الوطن، المكسوة بخيوط التراث والوان العلم الفلسطيني، ومجسمات القدس والاقصى مع مئات القطع التراثية مختلفة الاحجام والاشكال التي توزعت بين السلاسل والمعلقات والاساور والميداليات والاواني المزينة بالأقمشة التراثية والحقائب المطرزة والبراويز مختلفة الألوان والسبح والخرائط والكوفيات والاوشحة والاعلام والاثواب
(الزيتون ينتصر)
وهناك تبدأ مسيرة نضال شجرة الزيتون من جديد، فالمجسمات مصنوعة من أخشاب الزيتون التي اقتلعها الاحتلال الإسرائيلي، وتم جمعها وارسالها الى منجرة لتقطيعها حسب الاشكال والاحجام المختلفة المراد النقش عليها، ثم توضع في الهواء الطلق قرابة عشرة أيام حتى تزول عنها الزيوت ويتم تشكيلها بأيدي فلسطينية كمجسمات للمسجد الأقصى وقبة الصخرة وخريطة فلسطين ومفاتيح العودة، فيتجلى واضحا إصرار شجرة الزيتون أن تبقى صامدة متجذرة في أرض فلسطين.
(الثوب الفلسطيني ...حكاية هوية)
في واجهة المكان وأول ما ستلتقطه عيناك هو الثوب الفلسطيني المطرز بمشاركة زوجات الشهداء والأسرى لإعالة اسرهن من خلال صنع الثوب المطرز باعتباره فنا شعبيا يتوارثنه جيلا بعد جيل يروي حكاية مدينة أو بلدة أو قرية، مشكلا تراثا وطنيا وانتماء للأرض ورافضا لافتراءات الاحتلال باثبات كينونته
(المتجر ...وجهة الرؤساء)
ويقول صاحب متجر Plo (محمد أبو دية) عن سبب التسمية انها اختصارا ل (منظمة التحرير الفلسطينية) في محاولة لربط شطري الوطن في غزة والضفة مؤكدا ان المتجر ارتاده الكثير من الرؤساء والوزراء والمسؤولين لشراء هدايا وتقديمها لزوار فلسطين والوفود الأجنبية والشخصيات الاعتبارية.
ويؤكد أبو دية ان الرئيس الراحل أبو عمار كان مهتما بالتراث الفلسطيني وكان يهدي مجسمات الصدف البحري ومجسمات خشب الزيتون متفاخرا بالتراث مشيرا الى ان الكثير من مقتنيات المتجر ستجد مثيلاتها عند الرؤساء والملوك والامراء
وتابع: كما يحرص الرئيس أبو مازن على التراث مع ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية .
وعن أكثر الأشياء اقبالا من المواطنين والأجانب اقتناؤه قال ان هناك اقبالا كبيرا على شراء الزجاجات الصغيرة الممتلئة بتراب المسجد الأقصى وتراب غزة وزيت جبل الزيتون لافتا الى تعابير الحنين التي ترتسم على وجوه الأشخاص الذين يقتنون هذه الجوهرة الثمينة.
ويضيف (أبو دية). كان هذا المكان ولازال داعما للقضية الفلسطينية فنحن أول من صنع العلم الفلسطيني ومع مجيء السلطة الوطنية عملنا (بالون ياسر عرفات) فكان له صدى واسع وبعد ذلك أصبح له اسما في دليل سياحي عالمي مكون من 130لغة ما جعلهم وجهة للزائرين الأجانب الذين يأتون حاملين الدليل ليصلوا الى المكان.
(كلنا مناضل بطريقته)
ومع بدء مسيرات العودة ازدادت رغبة الشباب الثائر في اقتناء الموروثات التراثية مؤكدا ان أحد الشباب اشترى قبل أسابيع علما قائلا له انه سيضعه على السلك الزائل وسيستشهد وهو يحمله.
ويختتم حديثه (شهدت محلات التراث تراجعا في الشراء بسبب الوضع الاقتصادي ومحاولة قوات الاحتلال في التنغيص عليهم من خلال مواصلة مصادرة بضائعهم.
أما عن رواد الأماكن التراثية تقول الطالبة الجامعية لينا انها ترتدي ملابس مطرزة ويغلب على اكسسواراتها التطريز الشعبي مؤكدة أن الحفاظ على الهوية الفلسطينية واجب يتحتم حمله ونقله الى الأجيال القادمة.
جمال المحتويات التراثية الموجودة بين ثنايا المكان، ومشاهدة المقتنيات بشغف باعتبارها من الرموز الموروثة عبر الأجيال، يعكس اهتمام الفلسطينيين بأصالة تراثهم وهويتهم الوطنية.
غزة: فتيات يخترعن روبوت متحرك لمساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية
هدى بدوي
هناك في غرفة الصيانة التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية بغزة، استعدت المهندسة يسرا اسماعيل شابط 23 عاما مع مجموعة من زميلاتها لعرض جهاز روبوت متحرك امامنا وأخذت تتفحص سلامة عمله بيدها التي توحى عن مهنية عالية.
بعد محاولات وتجارب عديدة استمرت أياما طويلة استطاعت شابط وزميلتيها وئام مازن الجرو23عاما وداليا الداعور23عاما الخريجات من جامعه الأزهر قسم تكنولوجيا المعلومات قسم الميكاتونيكس (فرع متخصص في هندسة التحكم، وهو تخصص يهدف للربط بين الهندسة الميكانيكية، الهندسة الكهربائية، هندسة الحاسوب وهندسة الإلكترونيات و القياس) أن يخترعن جهاز روبوت متحرك يساعد ذوي الإعاقة الحركية على المشي بشكل طبيعي والتحرك في جميع الاتجاهات.
وبينما كانت شابط تراقب حركة سير الجهاز قالت ان الجهاز استهدف بالدرجة الأولى فئة ذوي الإعاقة الحركية، نظرا للارتفاع الملحوظ في نسبة ذوي الإعاقة الحركية في القطاع خاصة مع تزايد نسبة جرحى مسيرات العودة.
وحول ميزاته ومكوناته تابعت المهندسة شابط حديثها " جهاز الروبوت يتكون من لوحة التحكم وهي بمثابة مخ الجهاز، تعطي المريض الحرية في التحكم بالجهاز في كل الاتجاهات
الرافعة الإلكترونية توضع على البطن من خلال مشد وتعمل هذه الرافعة على حمل المريض ورفعه بدرجة اعتدال الشخص الطبيعي ٣٦٠ درجة، ويتحكم المريض بدرجة اعتدال ووقوفه من خلال زر موجود في الرافعة، وهناك زر أخر مخصص لإنزال المريض فور انتهائه من النشاط الذي يمارسه.
وعن التحديات والصعوبات التي واجهتهن قالت المهندسة شابط ان التحديات لم تكن سهلة البتة؛ حيث تمثلت الصعوبة الأكبر في توفير القطع اللازمة لتركيب الريبوت.
وتحدثت المهندسة وئام الجرو عن الميزات والمشكلات التي واجهت الفريق مؤكدة ان ثاني أكبر مشكلة كانت في توفير المكان اللازم لتصنيع الأدوات، مشيرة إلى أن الجهاز يساعد أيضا في التغلب على بعض الآثار الجانبية لمصابي الشلل النصفي، حيث أن الأشخاص ذوي الإعاقة تكون مدة الجلوس لديهم طويلة مما يعيق حركة الأمعاء حيث من خلال استخدام الجهاز يستطيع المريض القيام ببعض الحركات الرياضية التي تساعد الأمعاء على تأدية وظيفتها بشكل أفضل.
وأوضحت ان الفريق تعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية بعد رفع كتاب بشأن فكرة الاختراع، وزودت الوزارة الفريق بالأدوات والمكان اللازم لأجراء التجارب والتصنيع وبعد سنة كاملة من البحث التجريب والمحاولة، نجحت الفريق في اختراع وتركيب الجهاز حسب المهندسة داليا الداعور.
وتابعت: بعد نجاحنا في المشروع شاركنا في المؤتمر الدولي الثاني لتكنولوجيا الإلكترونيات الواعدة وحصدنا المركز الأول كأفضل مشروع تخرج.
وعبرت المهندسات عن أملهن في إيجاد جهة لتمويل المشروع وتطويره ليشمل فئة الشباب المبتورة أقدامهم وليس فقط ذوي الإعاقة الحركية.
ويؤكد الشاب ع. ب من قطاع غزة الذي يعاني من إعاقة حركية في أطرافه السفلى، ان الجهاز يعطي بصيص امل للمعاقين وبعد استخدامه لأكثر من نصف ساعة عبر عن ارتياحه وفرحه الشديد لتمكنه من المشي.
وفي مشهد مؤثر بكى الشاب م د الذي يعاني من ضعف كامل في العضلات بعد نجاحه في الوقوف والسير لأول مرة في حياته فبكى وأبكى الحاضرين.
وصال من غزة تشكل بيديها فناً يابانياً متحدية إعاقتها.
محمد السكني
فتاة عشرينية تعيش في مدينتها المحاصرة، تملك أحلاماً وطموحاتٍ تحدت بها إعاقتها، شكلت فصول حياتها بقصاصات ورقية ترتبها لتظهر أشكالاً مبهرة، فميكي ماوس ودب الباندا، كانا إحدى فصول موهبتها المتمثلة في تشكيل الأوراق لمجسمات ورقية من الطبيعة، لتصبح أحد المبدعين في هذا الفن على مستوى فلسطين في مهارات فن "الأوريجامي" الياباني القديم الذي يعود إلى 1500 سنة.
وصال كراز فتاة تبلغ من العمر27 عاماً من سكان مدينة غزة، تعاني من إعاقة سمعية وبصرية، سخرتها في تطوير فن "الأوريجامي" والعمل في جمعية أطفالنا للصم لتعليم فن "الأوريجامي" للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يعمل على خفض أنماط السلوك العدواني النفسي غير السوي وخفض التوتر وتحقيق الذات للأشخاص المعاقين.
وبمساعدة والدها لترجمته لغة الإشارة نقل لنا حديثها عن قصة اكتشاف موهبتها وهي في عمر الزهور عبر تحريك يديها وشفتيها وملامح التحدي والإيمان ترتسم على وجهها كقصاصات فنية تشكلت بين يديها تقول:" عندما كنت صغيرة جاء وفد ياباني إلى غزة، وقرر المبيت في منزلنا، وفي ذلك الوقت كان عمري يبلغ 8 أعوام، حيث اكتشف الوفد أنه لدي موهبة فن "أوريجامي" وأصبحت أكتسب منهم خبرة في هذا الفن وأصبح لدي حماس شديد جداً.
يعتبر فن "الأوريجامي"، فن ياباني تقليدي لطي الورق يحظى بشعبية هائلة، وهو لا يشمل الأعمال الورقية فقط، بل يشمل تطبيقات صناعية مبتكرة وبديعة، في الهندسة والمعمار بالذات، متجلية في الملاجئ العسكرية وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات والروبوتات، والطيارات دون طيار، لتثبت أنها أكثر من مجرد فن طي ورق.
لم تكتف وصال في تعلم فن "الأوريجامي" بل دمجته مع فن الأنيميشن متخطية اليابان مؤكدة ان الوفد زودها بمجموعة من الكتب وأوراق العمل.
وتقول" لدي بحثين محكمين عن أثر استخدام فن "الأوريجامي" مع خفض السلوك العدواني لدى الطلبة في محافظات قطاع غزة، وزيادة تحصيلهم واكسابهم مهارات في المواد الدراسية.
وتسرد وصال سبب تدريسها فن "الأوريجامي" للأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية في غزة بعد ان اكتشفت عصبيتهم وحركتهم الزائدة، فقررت أن تقود عملية تعليمهم
ويحتاج فن الاوريجامي للجلوس الفترات طويلة جداً من اجل انتاج ألعاب تعليمية وأشياء مهمة في حياة الطفل سواء من ناحية ابداعية أو فنية أو من ناحية تعليم الأطفال مهارات القراءة والكتابة ليساهم مساهمة كبيرة في زيادة التحصيل الدراسي.
كان الحصار الإسرائيلي ومشكلة قطع الكهرباء المستمرة عائقاً يمنع وصال من الاستمرار في تشكيل القصاصات الورقية لساعات طويلة موضحة: أنا سعيدة جداً لوصولي الى هذه المرحلة متحديهً الصعوبات والعقبات التي أواجهها بسبب الحصار الإسرائيلي وقطع الكهرباء المستمر، وخاصة معاناتي من مشاكل كبيرة في النظر والإعاقة السمعية، فانقطاع الكهرباء المستمر يحرمني من مواصلة العمل ويوقفني لساعات طويلة دون عمل، وكذلك يحرمني من التواصل مع الأشخاص من ذوي من بعض البلدان.
وتستذكر وصال أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2008م عندما كانت جالسة فوق سطح المنزل، تشكل مجسمات وتصمم مطويات وأشكال ورقية رغم قصف الطائرات الإسرائيلية القريب من منزلها قائلة " لا شيء يوقفني، وأنا لست حزينة، لأن الله معنا وهو الذي يعطينا القوة والصبر والإلهام وسأستمر في هذا الفن".
وتستدرك: من خلال الانترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تحديت الواقع المرير الذي يمر به قطاع غزة، وأصررت على تطوير مهارتي وخبراتي والتواصل مع الأشخاص والمعلمين في فن "الأوريجامي" في اليابان وبعض دول العالم، وأصبحت اروج منتجاتي ثلاثية الأبعاد للبيع في الخارج.
وتحلم كراز ان يعطي المجتمع المحلي والدولي بعض الأهمية لموهبتها في فن "الأوريجامي"، معربة عن املها في إقامة معرض يحتضن اعمالها.
المواطن الريس...وهواية التعامل مع التراث القديم في سوق الزاوية
وليد شعلان
محل صغير في سوق الزاوية بمدينة غزة يضجُّ برائحة الذكريات ويعيد للروح الحياة وينتقل بالزائر بين الماضي والحاضر ناسجا قصة حب للأجيال الصاعدة مع التراث والذكريات التي لا تموت.
هواية جميلة عمرها ثماني وأربعون عاماً عاش خلالها الستيني جميل الريس وهو يجمع الأثار القديمة من قطع معدنية، سلاسل وأحجار وكتب قديمة.
بكلمات مؤثره بدأ صاحب المكان يروي قصته مع مقتنيات وحضارات متعددة سكنت فلسطين وكبرت معها الهواية ليحمل مسمى متجر البلدة القديمة قائلا " محل الأنتيكا يعد حياة وروح معلقة في جسدي ومكان لتوفير قوت أطفالي".
وقال " أن المساحة الأكبر في المتجر تضج بالكتب القديمة العظيمة والذي اهملها الناس في ظل الثورة التكنولوجية التي طمست معالم الثقافة الموروثة من الكتب والتذكاريات فالتطور التكنولوجي كان له الأثر الأسوأ على الإطلاق في ابتعاد الناس عن هذه الأماكن التي تضم الذكريات القديمة.
وأشار الريس أيضاً إلى أكثر ما يجذب الانتباه هو الساعات المعلقة على الجدران، والأواني القديمة، التي تتمثل في بكارج القهوة والمحامص والصبابات والساعات الرملية والنجف وأواني الفخار والمطاحن اليدوية القديمة والعملات المعدنية والاشرطة الموسيقية.
ويتابع: يتوفر لدي قطع أثرية استعملها أجدادي كبكرج القهوة والمحامص القديمة المستخدمة في القهوة ومحراث الأرض وقطع الأنتيكا التي تتمثل في أشكال ولوحات نحاسية ومجسمات حجرية مصنوعة من الحجارة والسراميك والقطع الفضية والزجاجية.
وأكد أن السياح الأجانب يقبلون على شراء المقتنيات القديمة التي تعود آثارها إلى الثلاثينات والأربعينيات مشيرا إلى أن طبيعة الزوار والوافدين المحليين يمثلون شرائح مختلفة من المواطنين الفلسطينيين المهتمين بالتراث الفلسطيني وقطع الأنتكيا.
وبين الريس أن الحصار الإسرائيلي والوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة قلل من عدد رواد محل الأنتيكا والمشتريين، فيما أثر إغلاق المعابر وخاصة معبر إيرز من إنعدام السياح الأجانب المهتمين بالقطع الأنتيكا في العالم.
وقال "أن سوء الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن اصحبت المقتنيات القديمة حبيسه لعدم قدرة السياح بالدخول بسبب الاحتلال الإسرائيلي".
ويجمع الريس مقتنياته الاثرية من الأسواق والبيوت القديمة ، الى جانب شراء المقتنيات من أشخاص يعرضونها للبيع منوها الى ان أقدم الآثار الموجودة هي القطع المعدنية التي يعود أصلها للحضارة الرومانية .
ويشير الريس الى انه يتوفر لديه العديد من المفاتيح القديمة التي ورثها عن أجداده والتي ترمز للتمسك بالأرض والوطن، إضافة الى اقتناء فواتير لتجار فلسطينيين من يافا والقدس وعدد من المدن الفلسطينية تعود أصولها إلى ما قبل النكبة الفلسطينية عام 1948.
ويطمح الريس الى فتح قناة تواصل بينه وبين معارض الأنتيكا في دول العالم لإبراز المعالم الفلسطينية الحبيسة وقطع الأنتيكا القديمة التي تؤكد أن الأرض ل أصحابها الفلسطينيين.