في مقابلة لصحيفة يسرائيل هيوم قال نتنياهو بكل صراحة أنه سعيد بالإنقسام , وأن الضفة الغربية لإسرائيل , و القدس كاملة لإسرائيل , وأنه لا يرغب بعودة السلطة الى غزة , وأنه سيبقي كافة المستوطنات بل وعددها سيزيد , وأن إنفصال غزة عن الضفة هي خدمة مجانية لدولة إسرائيل.. وفي المقابل تعودنا أن نسمع من بعض الساسة وصناع القرار في أحزابنا السياسية بعد كل تصريح أو تصعيد أو عدوان أو إقرار قانون ضددنا يصدر من الكيان الإسرائيلي , أنه في سياق الدعاية الإنتخابية , وذلك لأن بعض ساستنا يريدون الهروب من الواقع وما يترتب عليه من ردات فعل , ويحصرون الموضوع بأن الشحص المصرح يريد الوصول الى الحكم فقط , وذلك من خلال هذه التصريحات .

إن عدم الفهم أو الفهم المصحوب بعدم المسئولية من قبل ساستنا ناتج عن إنقسام الأحزاب السياسية عن بعضها البعض , وأيضاً إنقسامها عن المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته , بدليل أننا أحياناً نسمع أن حزب معين أو مركز دراسات أو صحيفة أو محلل سياسي أو مؤسسة حقوقية أو إحصائية , قدمو لنا دراسة أو تقرير يضع إستراتجية مدروسة وجاهزة لحل أزماتنا ومشاكلنا كي نستطيع من خلالها أن نصنع قراراً سليماً , ولكن سرعان ما يتم تهميشه وركنه على الرف , وبعكس ساسة إسرائيل فهم يعتمدون على مراكز البحوث والدراسات والمحللين لصياغة قرارات إستراتجية , وهذا الفارق بيننا وبين إسرائيل , فصناع القرار في إسرائيل يحاربون من أجل الدولة , وصناع القرار لدينا يحاربون من أجل الكرسي والحزب والجهة الممولة للحزب .

تصريحات نتنياهو ليس مجرد تهديدات أو دعاية إنتخابية , بل هي إستراتيجة تهدف الى القضاء على السلطة , ومن ثم تهويد الضفة الغربية والقدس , والتعامل مع دويلة غزة أمنياً وإقتصادياً.. وبناء على هذه التصريحات إذا لم يتم تغيير جذري وحقيقي في واقعنا الفلسطني كرد عليها , فلم ولن يكون الوطن بخير طالما بقي الداخل الفلسطيني كما هو.. هذه التصرحات الخطيرة تستدعي الرد من جميع الفصائل بالعمل وليس بالتصريحات المضادة , فهناك مئات الخطوات من الممكن عملها , ومن أهم هذه الخطوات إنهاء حالة الإنقسام فوراً ووصل غزة بالضفة , وتبني إستراتيجية جديدة وموحدة تجمع كل الأحزاب والسلطات والمجتمع المدني , وتستند على آراء المتخصصين ومراكز البحوث والدراسات , وأيضاً توحيد منظومة المقاومة بحيث يتم الدفاع عن كل بقاع الوطن وقضاياه , بدلاً من الدفاع عن غزة فقط , وليذهب الجميع وبإسم دولة فلسطين لجلب الدعم العربي والدولي لتثبيت حق الملكية للأرض والهوية الفلسطينية , وهذا بعد تحصين الجبهة الداخلية تماماً , وتوفير الحد الأدنى من مستلزمات حياتنا اليومية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد