الرجوب: صواريخ حماس تؤذينا أكثر ما تؤذي إسرائيل

جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح

أكد جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، أن المقاومة الشعبية هي الخيار الاستراتيجي، مشيرا إلى أن "من لديه رأي آخر، فيجب أن يطرحه على الطاولة وليس من تحتها".

وقال الرجوب خلال ندوة نظمتها صحيفة المصري اليوم : "صواريخ حماس تؤذينا أكثر ما تؤذي إسرائيل (..) فلا تقولوا سلم أم حرب"، موضحا "أننا لا نستطيع أن نقرر حرب أو سلم في المنطقة، وعلى هذا الأساس فإن المقاومة مُشكلة".

وخاطب حركة حماس قائلا : "فليأتوا لنتفق ونضع السلاح على الطاولة، إذا كنتم تريدون المشاركة".

وفي تعقيبه على دعوة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للرئيس عباس بالذهاب إلى غزة والجلوس معه، قال الرجوب : "لا لا، أبو مازن لن يجلس مع هنية، فالمشكلة مع فتح فقط".

وأضاف : "لا بد ألا يكبر هنية من حجمه ويحدد مع من يجلس، ولا يجب أن يضع رأسه برأس أبو مازن". وفق حديثه.

وتابع الرجوب : "هناك مشكلة ونحن مستعدون لحلها، والدليل أننا ذهبنا لروسيا للحل، والرئيس الروسي قال لهم أعطونى موقفا موحدا لكم حتى أستطيع التحرك لإيجاد حل لقضيتكم".

واستدرك قائلا : "لكن لا نعلم ماذا تفعل حماس، فهنا حماس تحكى معنا بلغة، وهناك تحكى بلغة أخرى، فهل تأخذ قراراتها من جهات أخرى لا نعلمها؟!". يتساءل الرجوب.

وحسب الرجوب، فإن الرئيس عباس كان منذ عام يرتب أموره للذهاب إلى غزة، ودعا هنية لاستقباله، لكن هنية خرج وقال الوضع الأمني لا يسمح بالزيارة.

وقال الرجوب : "لكن هناك سؤالا من هو هنية؟ هل هو رئيس غزة؟ هذا كلام غير معقول، ونحن لن نأمن على أنفسنا بالذهاب لغزة بعد تفجير موكب رئيس الحكومة، وأبومازن لن يذهب لغزة تحت رحمة حماس". بحسب تعبيره.

وفيما يلي نص الحوار كما ورد عبر موقع المصري اليوم:

■ بداية ما طبيعة زيارتكم لمصر خاصة أنها تأتى بعد زيارة وفد حركة حماس وأين تقف المصالحة الفلسطينية ؟

- هناك قضايا على الساحة الفلسطينية لا نستطيع إخفاءها، ومن بينها الانقسام الموجود بين «فتح وحماس»، وكفلسطينيين نعيش فى خط الدفاع الأول والمواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلى، والاحتلال عدوان على كل المنطقة العربية ويستهدف العرب وثرواتهم ومقدساتهم وممراتهم المائية وكل ما هو موجود فى المنطقة، والإسلام السياسى جزء من شعبنا ظل فى حالة حياد حتى 1987، وأصبح جزءا من المقاومة الفلسطينية، لكن هذا التيار لم يحدد هل هو جزء من الشعب الفلسطينى ببعده الإسلامى أم جزء من حركة الإسلام السياسى فى فلسطين، كما أن فهمه لحل الصراع ظل غامضا حتى قبل عامين، والآن يتحدثون عن مقاومة شعبية، ونحن اعتبرنا ذلك تطوعا منهم، وهذا لا يعنى أن قبل ذلك لم نكن نتألم ونتأذى سواء بسبب تغريدهم خارج السرب أو فى اختيارهم دائما للجغرافيا التى لا تريد دولة بحيث تكون ملاذا لهم، ورغم ذلك ووفق عقيدتنا الوطنية فنحن نعتبرهم جزءا منا وجزءا من نسيجنا، ناضلوا وقاوموا وسجنوا واستشهدوا، واعتبرنا أن مراعاتهم الأخيرة قد تشكل أساسا للمصالحة، لكن من الواضح أنهم حتى الآن غير قادرين على ترجمة ذلك بفهم له علاقة بعدم إقصاء الآخرين، وفهم معنى التعددية السياسية والديمقراطية ومعنى الشراكة.

وزيارتنا للقاهرة شهدت لقاءات مع وزير الخارجية، سامح شكرى، وأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، وخلال هذه اللقاءات تحدثنا عن تطورات الإجراءات الاحتلالية العدوانية، ولكن برأيى، نحن فى وقت قمة عربية- أوروبية حاسمة وتاريخية، وأهم بند تحدثت فيه هو موضوع الانقسام، وسمعت من الأشقاء فى مصر حديثا مشجعا فيما يخص الجهد المصرى والموقف المصرى، وأتمنى أن يكون هناك استجابة، وإعادة الاعتبار فى القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية.

■ هل يعنى ذلك استبعاد المصالحة مع هذا التيار؟

- فتح عانت كثيرا مع هذا التيار من 1967 إلى 1987 كحركة وطنية، ومن 1987 إلى 2017، خاصة أنهم طول الوقت لديهم أجندتهم الخاصة، ففى الانتفاضة الأولى كان لهم أجندتهم، وكذلك بعد أوسلو، ثم أجروا انتخابات مرة واحدة فقط، واعتبروا الموضوع انتهى، ثم حدث انقلاب بمبررات أعتقد أنها كانت غير صحيحة، وكل ما كانوا يتحدثون عنه قاموا بعكسه تماما، كما وقعوا «اتفاق تهدئة» مع إسرائيل برعاية هيلارى كلينتون فى عام ٢٠١٢ بحضور الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى.

وعلى أية حال ما يهمنا، الوحدة الوطنية، وهى بالنسبة لنا هدف استراتيجى، والحوار والاتفاق مع كل القوى الوطنية الفلسطينية يعد الوسيلة، وليس لدينا أى لغة ثانية، والآن مصر لديها تفويض من الجامعة العربية برعاية المصالحة لإنهاء الانقسام، وقدمنا رأينا إلى كل شخص حريص على أن تقوم الدولة الفلسطينية، ونحن نقول إنه لا دولة بدون وحدة وطنية فلسطينية ترتكز على الشرعية الدولية وعلى مفهوم دور الدولة وأهميتها مستقبلا، لاستقرار السلم الإقليمى والعالمى، وعلى هذا الأساس نحن نقول إن حماس جزء منا ومن نسيجنا، لكن يظلون فى نظرنا خاطفين لغزة، ونحن لن نقبل بأى شكل من الأشكال أن تكون هناك دولة بدون غزة، فدولتنا تضم غزة والضفة الغربية و القدس وكلها على أراض فلسطينية، ونؤمن أن الهدف النهائى لنا، الشراكة، لكن هناك طريقا لابد أن نسير فيه معا حتى نصل إلى هذه الشراكة التى يجب أن تكون مقبولة ومعترف بها فى العالم، بمعنى أن تكون شراكة تنهى الحصار عن الشعب الفلسطينى وتقوى الدولة الفلسطينية، وليست شراكة تريد سحب اعتراف العالم بالمنظمة، شراكة تحاصر الاحتلال لا تساعده وتعطيه المبرر للاستمرار فى قمعنا، ولذا لابد من الاتفاق على حل لقيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كافة الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، وحل مشكلة اللاجئين حسب قرارات الأمم المتحدة، أما بالنسبة للمقاومة فنحن نرى أن المقاومة الشعبية فى هذه المرحلة أكثر إيذاءً للاحتلال وأكثر منفعة لقضيتنا، كما أننا نريد بناء سلطة لها سلاح واحد وقانون واحد، سلطة واحدة فيها تعددية، وليس تعدد فى السلطات، والطريق إلى ذلك هو صندوق الاقتراع، وأن تقبل حماس بما قدمته منظمة التحرير بإرادة وطنية وعربية تجاه الاستقرار الإقليمى والسلم العالمى.

■ هل تشعرون أن هناك استهدافا لمنظمة التحرير من قبل بعض القوى الفلسطينية؟

- المنظمة أصبحت حقيقة، فهى الهوية وبالطبع مستهدفة، وحاولت حماس الانقلاب على منظمة التحرير فى دمشق، ومصر تدخلت وأنهت تلك الأمور، وحماس ترى فى نفسها البديل، ومن هنا أقول إن مشروع الإسلام السياسى يجب أن يقوم بالمراجعة ويكون جزءا من حركات التحرر الوطنى.

المشكلة أن بعض قوى الفصائل لا يعرفون قيمة قضيتهم وأبعادها، ومن لم يوقع على بيان موسكو والذى كان فيه الإقرار بمنظمة التحرير يريد إما احتلال إرادة المنظمة أو تدميرها، لأنهم لم يستطيعوا احتلال إرادة المنظمة.

■ كيف ترى الدور المصرى تجاه القضية الفلسطينية؟

- ما لمسته من أشقائنا فى مصر أن هناك إرادة جدية لدى المصريين شركائنا منذ عام 1948 وإلى الآن، وهناك بند واحد على أجندة النظام المصرى، القضية الفلسطينية، ومصر دائما رائدة وسباقة فى الدعوة إلى قيام دولة للشعب الفلسطينى.

وأظن أن الكرة الآن فى ملعب «حماس»، ونريد منهم أن يخبرونا بمدى استفادتهم من هذا الانقلاب الذى قاموا به، وما الفائدة التى عادت على الإسلام بما فعلوه أو وجه الاستفادة العائد على القضية الوطنية الفلسطينية، نحن نريد أن نصيغ النظام السياسى الفلسطينى على أساس مشاركة الجميع، وإذا كان الإخوة فى حماس صادقين ورغبتهم حقيقية فى تحقيق المصالحة فلماذا لا يقبلون بإزالة كافة مظاهر سلطتهم على الأرض فى قطاع غزة، فكيف نوقع على اتفاق اليوم وغدا يذهب رئيس الوزراء إلى القطاع فيتم تفجير موكبه، ورغم ذلك فنحن على استعداد لنسيان هذا كله، مقابل أن تعود حكومة الوحدة لممارسة عملها فى القطاع، ونبدأ حوارا برعاية إخواننا المصريين وتحديد يوم للانتخابات وأن يتم الاتفاق بين فصائل المنظمة وفصائل الإسلام السياسى على من هو المنوط به قيادة الشعب الفلسطينى، لنصل إلى الانتخابات برعاية مصرية لضمان الشفافية والنزاهة، وإذا فازوا سنقوم بتهنئتهم وتسليم السلطة لهم على قاعدة أننا شعب واحد وأسرة واحدة والوطنية الفلسطينية تكون هى المرجعية وليس أى بعد أيديولوجى أو دينى، والجميع يعيش فى دولة بها سيادة قانون، أما أن يستلموا السلطة ويطلبوا من الدول تهريب أموال لهم كما يحدث منذ استيلائهم على القطاع فى عام 2007، فهذه ليست حكومة دولة، لكنها حكومة «جلاجلا».

■ ما موقفكم من الدعوة المصرية لاجتماع بين الفصائل الفلسطينية خلال الأسابيع المقبلة؟

- مبدأ الحوار مازال موجودا لدينا، ولكن نحن نعتقد أن هذا الحوار لا يجب أن يكون من أجل الحوار، ويجب أن يكون فيه تحديد للمشاكل العالقة بيننا، فحماس تقول إنها مع المقاومة الشعبية، وأنهم ليسوا إخوان مسلمين، وأنهم جزء من الشعب الفلسطينى ومع الانتخابات وإقامة دولة على حدود 67، إذا ماذا تبقى، فكل شىء قيل من جانبهم، لكن يجب أن يتقدموا بالتزامات للطرف المصرى، وقلنا موقفنا لأشقائنا المصريين، ونريد أن تكون مصر شريكا وتراقب خطوات التنفيذ على الأرض، ويجب أن يُدعم ذلك بالقمة العربية.

ونحن مع الشراكة، ولكن يجب أن تفهم حماس مع معنى مفهوم الشراكة، نحن نشك فيهم، ولكن فى الأخير ذاهبون لشراكة وذاهبون لانتخابات، وهذا ما نريده ونحن متفائلون.

■ ما نقاط الاتفاق والاختلاف فيما يخص المصالحة مع حماس؟

- حماس قالت إنها جزء من حركة التحرر الوطنى الفلسطينى ببعد إسلامى، وهذا يعتبر تحولا فى موقفهم، وأذكر أنه فى عام 1990 كان هناك حوار بيننا وبينهم فى السودان وفى اليمن، وسأل الوسطاء الرئيس الفلسطينى الأسبق ياسر عرفات، قائلين، ماذا تريد من حماس؟، فقال أريد كلمة واحدة، أن يقولوا نحن فلسطينيون وليس إخوان مسلمين، ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن ونحن نطلب منهم نفس الطلب، وحماس أيضا لا تستطيع المزايدة علينا فى مجال المقاومة، والمسألة تنتهى إذا قالت حماس أنا فلسطينى انتهج المقاومة الشعبية وأؤيد قيام دولة على حدود 1967، ومصر يجب أن تكون شريكا فى هذه المباحثات وأن تذهب للقمة العربية المقبلة وتعرض عليهم أوراقها وتحدد من المخطئ ومن المصيب، ورغم كل ذلك نحن لن نتخلى عن مسؤولياتنا، ومنذ عام 2007 وحتى الآن دفعنا 18 مليار دولار، بواقع 120 مليون دولار شهريا، و90% من المستفيد منها حماس، ورغم أن هذه الأموال التى ندفعها تعتبر تمويلا للانقسام، إلا أننا متمسكون بكوننا شعب واحد ومسؤوليتنا فى غزة كما هى فى الضفة تماما، ولا نستطيع الاستمرار كصراف آلى لحماس التى تقوم بتحصيل الفواتير ووضع الأموال فى جيبها، وكذلك بالنسبة للعلاج، كما أنهم يفرضون ضرائب على أهالى القطاع، وأتحداهم إذا فى يوم من الأيام قدموا دولارا واحدا لفلسطينى لا ينتمى لحماس، وعضو المكتب السياسى لحماس الدكتور خليل الحية، قال: «مال حماس لحماس وإذا زاد سنزكى على الشعب الفلسطينى»، ونحن نتساءل ماذا يعنى قبولهم أموالا تأتى من الدوحة وإيران إلى غزة عن طريق تل أبيب، ونحن لسنا ضد أى دولة تعطى أموالا لغزة أو تبنى بها مدارس ومستشفيات وملاعب، وكل ما يحتاجه القطاع، لكن شريطة ألا يكرس ذلك للانقسام، ونأمل من القمة العربية القادمة أن تؤكد على ضرورة منع تمويل الانقسام.

■ هل هناك مطالب أخرى من القمة العربية التى ستعقد الشهر القادم فى تونس؟

- نحن فى انتظار أن تجعل القمة العربية القادمة القضية الفلسطينية قضية مركزية، وفى الوقت نفسه يوفروا لنا شبكة أمان اقتصادية كواجب قومى وإنسانى ودينى ووطنى، وليس شفقة منهم، وكذلك يجب أن يكون هناك رفض للقرارات الأحادية الجانب التى اتخذها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ توليه السلطة، وأن يقوموا ببناء جسر لمواجهة صفقة القرن التى يروج لها «ترامب» وصهره «كوشنر» فى المنطقة بكل قوة وبشروط إسرائيلية.

■ حماس قالت إن شرط المصالحة مشاركة منظمة التحرير فى الحرب على إسرائيل ما رأيك؟

- مبدؤنا الدولة والهوية، والمقاومة كانت الوسيلة لتحقيق تلك الغاية، لكن إذا كانت حماس تريد المشاركة فليأتوا لنتفق ونضع السلاح على الطاولة، وأريد أن أقول إن صواريخ «حماس» تؤذينا أكثر ما تؤذى إسرائيل، فلا تقولوا «سلم أم حرب»، فهل تصدق أنت أننا نستطيع أن نقرر «حرب وسلم» فى المنطقة لا لا هذا غير صحيح، فنحن لا نستطيع، وعلى هذا الأساس أقول لكم إن المقاومة مشكلة، لأننا لم نتفق على كيفية أن نقاوم سويا، وإذا سألتنى عن شكل المقاومة فأنا أرى أن المقاومة الشعبية هى الخيار الاستراتيجى، ومن لديه رأى آخر فيجب أن يطرحه على الطاولة، وليس من تحت الطاولة، ولذلك نحن نريد أن نحسم هذه القضايا قبل الذهاب للانتخابات، ولكن هذا ما لا تريده إسرائيل وأمريكا وقطر.

■ هنا فى مقر الجريدة وفى نفس المكان طرح رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية مبادرة مفادها أن يذهب الرئيس الفسطينى محمود عباس أبومازن إلى غزة للقائه.. ما تعليقك؟

- أولا قرأت على لسان هنية فى جريدتكم بأنهم ليسوا إخوان مسلمين، وهذا نراه تصريحا طيبا منه، ومنذ عام قال أبومازن إنه جاهز للذهاب إلى غزة، ودعا هنية لاستقباله، وكان أبومازن يرتب أموره للذهاب إلى غزة، ولكن هنية خرج وقال الوضع الأمنى لا يسمح بالزيارة، وآمل ألا يكون هذا التصريح للاستهلاك المحلى، لكن يجب على هنية أن يذهب لغزة ويقول إن «الانقلاب الموجود فى القطاع يجب أن ينتهى، وتعمل الحكومة الفلسطينية التى شكلتها مع أبومازن وتمارس سلطاتها بمعزل عن ميليشيات حماس الموجودة على الأرض»، وإذا تحقق هذا ستعلن الحكومة مسؤوليتها كاملة فى غزة والضفة بنفس المسؤولية، وبعد ذلك سنجلس ونتفق على من سيقود الحكومة فى هذه المرحلة الانتقالية، ولكن هناك سؤالا من هو هنية؟ هل هو رئيس غزة؟ هذا كلام غير معقول، ونحن لن نأمن على أنفسنا بالذهاب لغزة بعد تفجير موكب رئيس الحكومة، وأبومازن لن يذهب لغزة تحت رحمة ميليشيات حماس.

■ برأيك كيف يجلس «أبومازن» مع «هنية»؟

-لا لا.. أبومازن لن يجلس مع هنية، المشكلة مع حركة «فتح» فقط، ولابد ألا يكبر هنية من حجمه ويحدد مع من يجلس، ولا يجب أن «يضع رأسه برأس أبومازن»، فهناك مشكلة ونحن مستعدون لحلها، والدليل أننا ذهبنا لروسيا للحل، والرئيس الروسى قال لهم أعطونى موقفا موحدا لكم حتى أستطيع التحرك لإيجاد حل لقضيتكم، ولكن لا نعلم ماذا تفعل حماس، فهنا حماس تحكى معنا بلغة، وهناك تحكى بلغة أخرى، فهل تأخذ قراراتها من جهات أخرى لا نعلمها؟!.

■ إلى أى مدى تقلق السلطة من مخرجات مؤتمر وارسو؟

- لا نقلق من ذلك لأن الإخراج (مسخ) ودون طموح نتنياهو والإدارة الأمريكية، بداية من حجم المشاركة ومستواها إلى المخرجات، فنتنياهو كان يريد تغيير المرجعيات والأولويات وكان يريد إجراء تطبيع مع 14 مسؤولا عربيا وهذا الكلام لم يحدث.

■ كيف تقيم اجتماع وارسو الذى عقد مؤخرا بحضور قادة عدة دول؟

- أعتقد أن ما حدث فى وارسو كان بروفة لصفقة القرن بتغيير الأولويات بأن العدو المركزى والمشكلة ليست فى الإسرائيليين وأنهم لا يمثلون أى خطر على الاستقرار والسلم الإقليمى والعالمى، وكذلك تغيير مرجعيات حل الصراع، بحيث لا تكون الشرعية الدولية أو المبادرة العربية، وكوشنر نفسه قال إن المبادرة العربية لا تصلح لحل القضية، لذلك فهو كان يريد عمل صيغة أو أن تكون أحد مخرجات مؤتمر وارسو أن يحدد مرجعيات جديدة لا تكون فيها قدس أو لاجئين وشرعنة الاستيطان فى الضفة الغربية، أما الغرض الآخر من وارسو فهو استخدامه كممر للتطبيع والتطويع واحتلال إرادات العواصم العربية، ونحن نرى أن كوشنر فشل فى تحقيق أهدافه عمليا، ولكن هذا لا يعنى أنه لن يستمر فى بذل الجهود لتحقيق هدفه.

■ من المقرر أن يشارك «أبومازن» فى القمة العربية – الأوروبية المقبلة ما أهم القضايا الفلسطينية التى سيتم طرحها فى القمة؟

- سنطالب ببند واحد.. الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الجانب الأوروبى ـ فهذه الخطوة اعتراضية أمام مشروع قتل حل الدولتين، وإذا أراد الأوروبيون رفع كارت أحمر فى وجه من يريد قتل حل الدولتين، فيجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ونحن نراهن على ذلك، وسيكون هناك لقاء قبل القمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، و«أبومازن».

■ برأيك هل تؤثر نتيجة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة على مسار القضية الفلسطينية؟

- لا تعنينا نتيجة الانتخابات نهائيا، لكن يجب أن نعتمد على أنفسنا ونراهن على صلابة موقفنا وترتيب بيتنا من الداخل، وكذا ترتيب علاقتنا مع عمقنا الإقليمى والدولى على أساس أن تبقى الدولة الفلسطينية على أجندة الجميع، كما يجب علينا تعزيز أسباب الصمود لدينا، ورفع كارت أحمر فى وجه من يمول الانقسام الفلسطينى، لأن هذا الانقسام مصلحة ل بنيامين نتنياهو ، رئيس وزراء إسرائيل، ولليمين المتطرف فى إسرائيل.

■ أنتم لا تثقون الآن بالإدارة الأمريكية.. برأيك من البديل؟

- لن نثق بهم ولم ولن نحكى معهم فى هذا الملف، ولنا بديل يكون مرجعية دولية، ولابد أن ننهى الاحتكار الأمريكى لهذا الملف.

■ قلت منذ أسبوع أن من سيشارك فى مؤتمر وارسو سيكون بمثابة طعنة فى ظهر القضية هل ترى أن العرب الذين شاركوا طعنوكم فى ظهوركم؟

- بالقياس الاستراتيجى بالنسبة لنا مؤتمر وارسو ولد ميتا ولم يحقق أهدافه، وكنت أتمنى ألا يذهب أحد.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد