العوض: منظمة التحرير نختلف بداخلها ولا نختلف عليها

عضو المجلس الوطني والقيادي في حزب الشعب الفلسطيني وليد العوض -ارشيفية

قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني خلال مقابلة تلفزيونية: "منظمة التحرير نختلف بداخلها ولا نختلف عليها والذي يريد ان يختلف على منظمة التحرير الفلسطينية يكون لديه اجندات تتعارض مع اجندات الشعب الفلسطيني".

وتابع بحسب ما وصل "سوا"، "إن الشيء المفاجئ في لقاءات موسكو هو نكوص حركة الجهاد الإسلامي عن التوقيع على بيان يحمل ذات الصيغ التي سبق وان وقعت عليها عشرات المرات منذ وثيقة الوفاق الوطني حتى اتفاق أكتوبر 2017، وأضاف ان الجديد في الامر اتخاذ الجهاد الإسلامي الحديث عن منظمة التحرير مناسبة لرفض الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني". 

وبتقدير العوض "ان الذي فشل في موسكو ليس فقط قدرة الفصائل الفلسطينية على التوصل لإعلان فما حدث ناتج عن أصابع إقليمية حاولت ان توجه رسالة لموسكو بان روسيا لا تتصرف بمعزل عن اطراف إقليمية أخرى في ترتيبات المنطقة والاقليم سواء في سوريا او لبنان أوفلسطين، وبالتالي كانت هذه حجة الأطراف الإقليمية لإحباط الجهد الروسي في الوصول لمثل هكذا بيان كان يراد له ان يكون في مواجهة ما حدث في وارسو، وأكد ان الذي افشل هذا البيان يعمل لإفشال الدور الروسي في المنطقة والعالم وكانه يصب في طاحونة ما تسعى له الولايات المتحدة الامريكية." 

وحول بعض المواقف من منظمة التحرير أوضح العوض: "أن منظمة التحرير ليست وليدة الساعة وليست وليدة بعض الفصائل التي نشأت على النضال الوطني الفلسطيني في وقت متأخر، فمنظمة التحرير مثلت الكيانية الفلسطينية عبر تضحيات الشعب الفلسطيني بمئات الالاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وحازت على اعتراف المجتمع الدولي في ظروف دولية وإقليمية كانت تنصر حركات التحرر الوطني  في العالم وفلسطين،  وبالتالي واهم من يعتقد ان القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية او تقديم نفسه كبديل او موازي لها ممكن ان يوفر له الاعتراف، الذي يقفز فوق الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ويطعن بهذه المشروعية يطعن في كفاح الشعب الفلسطيني وي فتح المجال واسعا امام ما تسعى له الإدارة الامريكية من تبديد التمثيل الفلسطيني الموحد المعبر عنه بمنظمة التحرير الفلسطينية ".

وأضاف العوض: "منظمة التحرير نختلف بداخلها ولا نختلف عليها والذي يريد ان يختلف على منظمة التحرير الفلسطينية يكون لديه اجندات تتعارض مع اجندات الشعب الفلسطيني الذي التف وما زال ملتفا حول منظمة التحرير ويسعى لتطويرها وتحسينها بمشاركة الجميع".

وحول اسقاط الورقة في موسكو وامام الأصدقاء الروس قال العوض ان: "هذا له بعد سياسي ستكون له آثار سلبية في المستقبل القريب
وأوضح العوض ان الإعلان الذي كان مقدم من مركز الاستشراق في روسيا وخاصة البند الذي اعترضت عليه الجهاد ومن ثم حلفائها كان نص بسيط جدا خاصة في الفقرة المتعلقة بمنظمة التحرير حيث كان هناك تص (يتوجه المشاركون بالتحية والتقدير لروسيا على دعمها وتأييدها لكفاح الشعب الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني) فالنص عبارة عن توجيه التحية لروسيا لما قدمته وما تقدمه وسوف تقدمه للشعب الفلسطيني وكفاحه تحت راية منظمة التحرير فالمستغرب هو ان توجيه الشكر لروسيا عما قدمته للشعب الفلسطيني هو الذي رفض  والمستغرب ان الرفض لم يقتصر فقط على الجهاد الإسلامي فدائرة الرفض اتسعت بحجة التضامن لتشمل قوى أخرى وهذا معناه ان الاصطفاف اصبح ليس لخلاف على سطر هنا او هناك فالخلاف كأن هناك استقطاباً فلسطينيا إقليميا (الفصائل التي رفضت التوقيع بحجة تضامنها مع الجهاد هي: الصاعقة والقيادة العامة و حماس والجبهة الشعبية) كان ممكن استحضار صيغة سابقة كـ 2005 أو 2011".

وعقب العوض بأن الفرصة التي وفرها لقاء موسكو كان ممكن الاستفادة منها لكن للأسف تم إضاعة هذه الفرصة ووضعتنا امام مربع اكثر توتير. لكن يجب ان لانعدم الوسيلة من اجل إعادة الأمور لنصابها لكن من المبكر الحديث عن لقاءات حول المصالحة بالرغم من أهمية وضرورة ذلك 

وحول العلاقة بين فصائل منظمة التحرير قال العوض ان "منظمة التحرير بفصائلها المختلفة كانت دائما تشهد تباينات واختلافات لكن في القضايا الكبرى كان يتم الاتفاق عليها وأضاف انه قد يكون العام الماضي شهد اتساعا في حدة هذه التباينات وتقلص لقاعدة الشراكة السياسية لفصائل منظمة التحرير وهذا امر يتطلب الاستدراك خصوصاً من الاخوة في حركة فتح والرئيس أبو مازن والنظر برؤية مختلفة للعلاقة مع فصائل منظمة التحرير ومن ثم توسيع هذه المظلة لتشمل كافة القوى الوطنية".

وأضاف" "أن ما حدث في موسكو يجب ان يعطي ضوء احمر لطبيعة العلاقات داخل المنظمة وحول سبل تنظيم العلاقات مع مختلف مكونات النظام السياسي الفلسطيني بما يتجاوز كل ما يتم التذمر منه حول الشراكة واليات العلاقة بين مختلف فصائل منظمة التحرير والية تنفيذ القرارات التي اتخذها المجلس الوطني والمجلس المركزي، فعلى منظمة التحرير إعادة النظر بمختلف الجوانب لتستقيم وتستعيد دورها ومكانتها وتقطع الطريق على كل من يحاول ان يبدد دور منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. واكد انه لم يعد مقبولاً استمرار العلاقة على هذا الشكل لان استمرارها يمثل ثغرة ينفذ منها كل من يريد ان يقفز فوق منظمة التحرير". 

وحول ملف المصالحة أوضح: "إن ملف المصالحة يواجه تعقيدات اخرها ما حدث في موسكو، وأضاف كان هناك جهدا مصريا مكثفا وسيتواصل من اجل الخروج من عنق الزجاجة ووضع قطار المصالحة مجددا على سكته على امل التقدم للأمام".

وقال العوض: "أعتقد أن أحد الملفات التي تبحث بين السيد إسماعيل هنية والمخابرات المصرية هو ملف المصالحة، لكن الملف الاخر هو ملف تفاهمات التهدئة التي تنتقل بين تفاهمات رعتها مصر (وهي حريصة على ان تكون هذه الملفات مدخلا للولوج لمسار المصالحة) وما بين تفاهمات رعتها قطر وحاولت ان تضعها في مسار يتعارض مع المصالحة بل ادخلتها لمسار الابتزاز" .

وأضاف العوض" "ان الاشقاء في مصر والاخوة في حركة حماس يحاولون ان يعطوا الأولوية للتفاهمات التي رعتها مصر ولديها القدرة على فرضها على دولة الاحتلال التي تحاول ان توظف التهدئة التي رعتها قطر لمصلحتها ، اما الملف الثالث فهو حول ترتيب العلاقة بين الاخوة في حركة حماس والاشقاء في مصر خاصة بعد ان شهدت في السنوات الماضية سلسة من التوترات الوضع الان نستطيع القول انه جيد وهذا سينعكس على وضع غزة وعلى مسار المصالحة لان لمصر قدرة على التأثير الإيجابي في هذا المسار".

وحول الإجراءات التي تطال روات الموظفين في قطاع غزة ومحاولة البعض للتوجه لقوى دولية حول الموضوع قال العوض: "انا مع الرفض الشديد لعملية قطع الرواتب او تقليصها، الا ان مسار تدويل قضية الرواتب ومحاطبة جهات دولية لن يساعد في معالجة هذا الملف، فمعالجته تتطلب رؤية فلسطينية وموقف فلسطيني داخلي في منظمة التحرير الفلسطينية ينطلق من تحييد قضايا المواطنين عن قضايا الخلاف والصراع السياسي، وهذا يتطلب بان يتقاضى جميع الموظفين الفلسطينيين رواتبهم كاملة وان ينطبق عليهم قانون الخدمة المدنية او قانون الخدمة في قوى الأمن الوطني ويجب العمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي بهذا الصدد".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد