تفاصيل عرض مصر والامم المتحدة على حماس في غزة
ذكرت صحيفة العربي الجديد، اليوم الاثنين، أن مصر والامم المتحدة قدمت عرضا لحركة حماس من أجل تثبيت التهدئة في قطاع غزة .
وقالت الصحيفة إن الوسيطين الأممي نيكولاي ميلادينوف (منسق عملية السلام في الشرق الاوسط)، والمصري أحمد عبد الخالق ( اللواء في المخابرات المصرية) قدّما لحركة "حماس"، خلال لقاء جمعهما مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ورئيس "حماس" في غزة يحيى السنوار، الجمعة الماضي، تعهدات جديدة.
وهذا اللقاء هو الأول الذي يلتقي فيه موفدان مع "حماس" في لقاء ثلاثي.
وأشارت المصادر إلى أن ذلك يعود إلى طلب "حماس" ضمانة أممية على كل ما سيتم بحثه وتقديمه لغزة خلال الاجتماع، رغبة منها في إلزام الجانب المصري بتنفيذه، خصوصاً بعد تراجع القاهرة عن تعهدات قدمتها للقطاع، بحسب الصحيفة.
وتعهدت مصر، في اللقاء، وفق المصادر، أنّ يستمر عمل معبر رفح ، رغم موقفها السابق من عدم فتحه إلا بوجود السلطة الفلسطينية، وكذلك استئناف إدخال المواد التي كانت تدخل لغزة من المعبر التجاري مع مصر منذ أكثر من عامين، وتعثر إدخالها أخيراً بعد التوتر بين "حماس" والسلطة الفلسطينية.
وقدم الوسيط الأممي تعهداً للحركة بإزالة الشروط الإسرائيلية الجديدة المتعلقة ب المنحة القطرية لتغطية رواتب موظفي حكومة غزة السابقة من المدنيين، بعد أنّ كانت الحركة رفضت "الابتزاز" الإسرائيلي المتعلق بالمنحة، ورفضت استقبالها، وفق المصادر ذاتها.
ووصل وفدان من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى القاهرة أمس الأحد للقاء المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، بناءً على دعوة مسبقة، لبحث ملفات التهدئة والمصالحة والانتخابات. لكن الموضوع الأهم على جدول الزيارة هو تثبيت تفاهمات التهدئة على حدود غزة وفي مسيرات العودة، بعد تهديدات فلسطينية بعودة خيار "التصعيد الشعبي" لمسيرات العودة، نتيجة تراجع الاحتلال عن بعض التفاهمات خلال الأسبوعين الأخيرين.
وتدخلت القاهرة مجدداً بعد شبه انقطاع في الاتصالات مع "حماس" عقب الخلاف الذي اشتعل مع حركة "فتح" في غزة بداية العام الحالي، وانسحاب عناصر السلطة الفلسطينية من معبر رفح، وإغلاقه من قبل مصر في وجه المغادرين من غزة.
وأعادت القاهرة فتح معبر رفح، من دون وجود عناصر السلطة الفلسطينية، رغم تعهدها للسلطة بعدم فتحه للمغادرين من غزة إلا بعد عودة موظفيها، وذلك نتيجة للتسريبات التي تحدثت عن طلب إسرائيلي من القاهرة بفتح المعبر لتفادي الانفجار في غزة.
ورغم سعي الوسطاء لعودة الهدوء التام إلى القطاع، وتقليص فرصة الاشتباك والذهاب إلى تصعيد غير محسوب النتائج، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ومسؤولوه إطلاق التهديدات والوعيد للقطاع المحاصر، ولحركة حماس التي تدير المشهدين الحكومي والأمني.
وتتزامن التهديدات، وأحدثها التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ، مع استمرار عمل الفرق الهندسية الإسرائيلية في الجدار الحدودي لمنع "خطر الأنفاق"، ومع بدء المرحلة الثانية منها المتعلقة بالجدار فوق الأرضي. ووجه نتنياهو تهديداً لحركة "حماس" والمقاومة في غزة، قائلاً "إذا لم يحافظوا في غزة على الهدوء، فإن إسرائيل لن تتردد في العمل ضد القطاع خلال الحملة الانتخابية أيضاً".