أطلقت مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبدعم من مؤسسة التعليم فوق الجميع القطرية من خلال برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين، مؤتمر "ألهم" الشبابي التفاعلي الأول بتخطيط وتنظيم طلبة برنامج الفاخورة وبحضور ما يزيد عن 300 شاب وشابة وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، في فندق المشتل شمال غرب قطاع غزة .

حضر المؤتمر كل من السيد هاني شحادة ممثلا عن برنامج الفاخورة في قطاع غزة، والسيد جيفري بريويت، نائب الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسيدة ميرا أبو الهانود مديرة مكتب مؤسسة النيزك في قطاع غزة، بالإضافة إلى ثلة من الشركاء من المجتمع المحلي والدولي.

يعتبر مؤتمر "ألهم" الشبابي الأول من نوعه في قطاع غزة، حيث تم التخطيط له وتنظيمه من قبل طلبة برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين كأحد فعاليات المرحلة الثانية من البرنامج. يسعى المؤتمر إلى تمكين الشباب، وإعدادهم للعب دور فعّال في مجتمعاتهم، عبر صقل مهاراتهم، وتطوير كفاءاتهم، وتعميق معارفهم، ومراكمة خبراتهم، ليؤسّسوا نواة استثمار ناجح في مجتمعاتهم المحليّة. شارك بتنفيذ وتنظيم المؤتمر بنسخته الأولى أكثر من 150 شاب وشابة ممّن تتراوح أعمارهم بين 18-25 عاماً، حيث تم تقسيمهم الى خمسة لجان مختلفة بناءً على اهتماماتهم، وهي: لجنة الحوار، لجنة التيسير، لجنة التواصل الاعلامي، لجنة إنشاء المحتوى ولجنة اللوجستيات، وعملوا على اعداد منصات حواريّة مختلفة بتيسير منهم، تناولت مفاهيم الريادة والقيادة والتعليم المستمرّ بالإضافة الى عدد اخر من المواضيع التي تمسّ حياة الشباب اليومية. ويُعدّ المؤتمر الأول من سلسلة مؤتمرات "ألهم" السنوية التي يديرها، يُصمّمها ويُقدّمها الشباب الفلسطيني تحت إشراف مؤسسة النيزك وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين.

افتتح المهندس عارف الحسيني، مؤسس ورئيس مجلس ادارة مؤسسة النيزك، المؤتمر بكلمة ترحيبية مسجلة لعدم مقدرته الحضور، أكد من خلالها على دور الشباب والشابات في تنمية المجتمع الفلسطيني وصناعة التغيير المجتمعي عن طريق علمهم وإبداعهم، كما شدد على أهمية إعداد الشباب بالمهارات اللازمة للانطلاق نحو التنمية الاقتصادية، وشدّد على أهمية الابتكار وخاصة في التعليم. وشكر الحسيني برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الفاخورة للمنح الدراسيّة والتمكين على عملهم وتعاونهم المستمر في تنفيذ هذا البرنامج، وفي دعم الشباب الفلسطيني والريادة المجتمعيّة، وأشاد بالدور الذي تلعبه مؤسسة التعليم فوق الجميع ودعمها للبرامج التعليميّة النوعيّة.

وفي كلمته، أفاد السيد هاني شحادة ممثلاً عن برنامج الفاخورة في قطاع غزة أننا في عصر لم تعد فيه الشهادة الجامعية كافية، أو طرائق التعليم التقليدية وافية، فكان لا بد لنا من ابتكار أسلوب حديث، يُحرض على السؤال ويحُض على التفكير ويُغري بالبحث عبر التفسير والتحليل لنعد جيلاً قادراً على المنافسة، مُمتلكاً زمام المبادرة، بارعاً في القيادة. تجسيداً لهذه الرؤية جاء اهتمام مؤسسه التعليم فوق الجميع ايمانا منها بأهمية المشاركة في هذا الحدث، ولإصابة ذلك الهدف، من خلال برنامج الفاخورة للمنح الدراسية والتمكين برؤيته القائمة على تعزيز الحق في التعليم للشباب الفلسطينيين، عبر بناء وتمكين جيل جديد من القادة المتعلمين الملهمين، ليشكلوا بوصلة توجه المجتمع نحو حياة أشد تماسكاّ، وأعظم ازدهاراّ وأسرع نمواّ.

وأعرب السيد جيفري بريويت، نائب الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن أهمية التعليم كحق من حقوق الإنسان يسمح للشباب بتحقيق إمكاناته، وإدراك فرص العمل، وتطوير المهارات الحياتية. كما وأوضح ان التعليم أمر أساسي للنمو وهو على رأس جدول أعمال التنمية الدولية التعليم فهو أحد أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. مضيفا ان نسبة البطالة بين الشباب في غزة أكثر من ٦٠٪ ولهذا علينا توسيع نطاق الاستثمار في خلق حركة تعليم وتحفيز الشباب لإحداث تغيير مجتمعي هادف.

يأتي هذا المؤتمر لاستكمال العمل ضمن المرحلة الثانية من البرنامج القيادي، الذي تم اطلاقه عام 2017 وتنفيذه من قبل مؤسسة النيزك على مدار السبعة أشهر المنصرمة، حيث تم تدريب ما يقارب 600 طالب وطالبة من قطاع غزة على فن التواصل المتقدم، كما وتعلّم الطلبة كيفية التيسير المحايد والمستقل للنقاشات المعقدة والحساسة، وكيفية نشر روح التفاهم بين الأطراف المختلفة. تبع هذا التدريب النظري مرحلة التدريب العملي بحيث عمل الطلبة المشاركين على تصميم 30 منصة حوارية مختلفة، ناقشت بمضمونها عدداً من النصوص الأدبية الفلسطينية التي تتناول مفاهيم الهوية والثقافة، وقاموا بعرضها أمام لجنة مختصة من الخبراء والأكاديميين ورجال الأعمال.

تستمرّ مؤسسة النيزك على مدار العام الحالي، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الفاخورة للمنح الدراسيّة والتمكين، بالعمل على تطوير المهارات القيادية لدى الطلبة المشاركين، وذلك من خلال عدد من البرامج المتنوعة مثل الفرص الارشادية للطلبة المشاركين، وتصميم المبادرات المجتمعية المختلفة وإنشاء عدد من النوادي الطلابية، بالاضافة الى بناء قدرات المؤسسات الشريكة في البرنامج.