أدّت المنخفضات الجويّة التي ألّمت بقطاع غزة خلال فصل الشتاء الحالي إلى تدمير المحاصيل الزراعية؛ الأمر الذي أثر سلبًا على المزارعين الذين تعرضوا لخسائر عديدة؛ وذلك نظرًا إلى أن القطاع الزراعى فى قطاع غزة قطاع هش يفتقر الى العناية التى تستحقها فى ضوء الحالة السياسية المضطربة السائدة وانعدام الامن الغذائى، وفق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، 2019.

وقد أحصت جمعيّة التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية)، الأضرار الناجمة عن موجات البرد الأخيرة في القطاع، ففي 16/ يناير من العام الجاري أصابت موجة برد كافة أنحاء القطاع وجاءت على شكل أمطار غزيرة ورياح قوية منتشرة في جميع أرجاء القطاع، وصلت سرعتها إلى 90 كم/ ساعة في معظم المناطق.

ووفق استطلاعات الإغاثة الزراعية فإن حوالى ثلاثة مزارعين من مختلف محافظات قطاع غزة عانوا بشكل أساسي من تضرر محاصيلهم ودفيئاتهم الزراعية بشكلٍ بالغ من المنخفضات الجويّة، فيما تأثر 700مزارع من أضرار جزئية، وقد قُدِرت الخسائر المالية بما يزيد عن 350 ألف دولار.

وجاءت معظم أضرار المزروعات من الكوسا، الباذنجان، الطماطم، الخيار، الخبيزة وأنواع أخرى من المحاصيل الزراعية الأساسية كالخضروات والفواكه التي يعتمد النظام الغذائي عليها؛ مما يعني أن تضرر هذه المحاصيل يؤثر سلبًا على الأمن الغذائي لدى الأهالي في القطاع بحيث يجعلها غير متاحة للجميع أو يرفع أسعارها فتصبح في متناول فئات محدودة فقط.

وكانت الإغاثة الزراعية قد شكّلت فريق من المختصين والخبراء الزراعيين في المسح الميداني لجمع المعلومات المتعلقة بأضرار المزارعين، كما قيّمَ فريق الطواريء احتياجات المزارعين الذين عانوا من الظروف الجويّة القاسية، وقد أجرى أيضًا الفريق الفني زيارات تفقدية للمناطق الريفية المتضررة بحيث تبين أن جنوب قطاع غزة أكثر المواقع تضررًا نظرًا لكثافة وجود الدفيئات الزراعية فيه.