الإعلام الإسرائيلي: الرابحون والخاسرون من الآلية الجديدة للمنحة القطرية
ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومحلليها خلال الساعات الماضية، على رفض حركة حماس استقبال المنحة القطرية لقطاع غزة ، معددةً الرابحين والخاسرين من هذا التطور الميداني.
فقد قال أليئور ليفي محلل الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "الاتفاق النهائي بشأن الآلية الجديدة لإدخال الأموال القطرية تكشف عن الرابحين والخاسرين منها، ففي حين أن إسرائيل لن تشعر بالإهانة مجددا من طريقة إدخال الحقائب المملوءة بالأموال إلى قطاع غزة، فإن حماس كان لها حصرية تسجيل الإنجاز الجوهري، وفي أي توتر أمني قادم لن تشعر الحركة أنها مقيدة، أو مكبوح جماحها عن التصعيد مع إسرائيل".
وأضاف في مقال له أن "الانطباع الأولي بأن طي صفحة المنحة القطرية لموظفي حماس ستوقف بث الصور المثيرة "الأكشن" التي كانت تسوقها حماس لإحراج إسرائيل، باعتبار أنها أدخلتها إلى غزة رغما عنها، لكن ذلك لن يعتبر إنجازا حقيقيا لإسرائيل، فصاحبة الانجاز الأساسي هي حماس".
وأكد أنه "بدا واضحا أن تأخير إسرائيل لإدخال الدفعة الثالثة من المنحة القطرية تسبب لحماس بإهانة قاسية أمام الرأي العام الفلسطيني في غزة، مما دفع الحركة لإظهار عزة نفس اتضح أنها أغلى من مبلغ الـ15 مليون دولار قيمة المنحة القطرية". وفقا له.
وأوضح أن "الساعات الأخيرة شهدت انخراط أربعة لاعبين أساسيين: مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف الذي تولى مسؤولية تنفيذ الصفقة، المبعوث القطري السفير محمد العمادي الذي تنقل عمليا بين غزة وتل أبيب، ومنسق شؤون المناطق في وزارة الأمن الجنرال كميل أبو ركن الذي مثل الموقف الإسرائيلي، في حين وقفت قيادة حماس في الجانب المقابل".
وأشار إلى أن "إسرائيل تخلصت من الصور المهينة التي كانت تتناقلها وسائل الإعلام بداية كل شهر متمثلة بحقائب المال القطري تدخل إلى غزة، لكنها في الوقت ذاته فقدت وسيلة الضغط الأساسية على حماس، مع أن إسرائيل لم تعلم أن ضغطها على الحركة سيصل لمرحلة غير محتملة، لكن الحركة وصلت هذه النقطة في الأسبوع الأخير".
وختم بالقول إن "مآلات تجميد المنحة القطرية أعادت لحماس الاحترام الذاتي، وأظهرت نفسها متحررة من أي ضغوط وابتزازات إسرائيلية، ولذلك لا ترى بعد اليوم أنها ملزمة بالحفاظ على ضبط النفس أمام أي تصعيد إسرائيل، لأنها لم تعد تتلقى المال القطري بموافقة إسرائيلية".
آفي يسسخاروف محرر الشؤون الفلسطينية في موقع ويللا الإخباري قال "إن حماس برفضها الحصول على المال القطري، إنما تقدم هديتها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في ذروة موسم الانتخابات، مما تسبب له بإحراج وخيبة أمل كبيرة، فيما نجحت حماس باستعادة صورتها الوطنية لدى الرأي العام الفلسطيني، لكن مشكلة الجانبين أن ضائقة غزة لن تغيب عن أجندتهما قريبا". وفق صحيفة عربي 21.
وأضاف في تقرير له أن "أهم نقطة في أزمة الدفعة الثالثة من المنحة القطرية أن حماس خرجت رابحة منها، وحظيت بدعم شعبي فلسطيني، في حين أن خصوم نتنياهو لن يعيدوا من جديد اتهامه بأنه خضع لحماس بإدخال المزيد من الأموال القطرية إلى غزة".
وأكد أن "الجانبين، حماس وإسرائيل، خرجا رابحين من وقف هذه الدفعة القطرية، لكن مشكلتهما أن مستوى التصعيد آخذ بالارتفاع، وليس هناك من مؤشرات تشير إلى تغيير في هذه المسألة، لكن موازين الربح والخسارة يؤكد أن حماس استعادت شعبيتها التي تضررت خلال الشهور الثلاثة الماضية".