الرجوب: زيارة القدس واجب واستحقاق وذلك أضعف الإيمان
اختتم المجلس الأعلى للشباب والرياضة، اليوم الخميس، فعاليات مؤتمر "نصرة القدس "، في فندق جراند بارك بمدينة رام الله ، الذي عقد في الفترة الواقعة من 24 ولغاية 27 من شهر ديسمبر الجاري، بمشاركة دول عربية وإسلامية مناصرة للقدس وللقضية الفلسطينية.
ورحب الرجوب بالحضور، مستهلّاً كلمته بشكر كل من حضر إلى فلسطين، وكذلك كل من حاول الحضور وتعذر عليه ذلك بسبب معيقات الاحتلال.
وأكد على أن القدس ببعديها المسيحي والإسلامي كانت وستبقى عربية أبية على الإنكسار، وهي تمثل ملحمة بطولية، لما فيها من دمار ومعاناة يومية يتعرض لها المقدسيون، كون هذا الاحتلال البغيض يستهدف انسانيتهم ويهدد حياتهم في كل لحظة.
وقال الرجوب في بيان وصل سوا الاخبارية نسخة عنه، "نحن كفلسطينيين، على المستوى الرسمي والشعبي، نأمل أن تبقى القدس بعيدة عن كافة التجاذبات، وأن تبقى هذه الروح الوحدوية في التعامل مع قضية القدس حاضرة دوماً، بل وأن تتحول الى منهج واستراتيجية في التعاطي مع ما يخص قضيتنا لدى أمتنا العربية جمعاء.
وتابع: " يجب بناء سد ما بين العرب من جهة والاحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى، وينبغي توفير شبكة أمان للمقدسيين على كافة الأصعدة، بما يضمن أن يكون هنالك آليات تتعلق بخلق التواصل وتوفير الرعاية وكذلك توفير حد أدنى من الدعم لأنديتنا في القدس، كما يجب أن يكون هنالك آليات محددة لتكثيف الزيارات لمدينة القدس، فقدومكم إلى هنا يحمل رسالة ضمنية للإحتلال أننا لسنا وحدنا وأن لنا امتداد عظيم"
وأكد الرجوب على أهمية أن يكون هنالك منصات إعلامية في الدول العربية ومنصة إعلامية لشبابنا في القدس، لتسليط الضوء على ممارسات الاحتلال بحق شعبنا والانتهاكات التي تتعرض لها إنسانيتهم، ما يساهم في تشكيل وعي الشباب بأهمية ارتباطهم بهذه الأرض، ودفاعهم عن حقوق الإنسان فيها.
وأضاف إن الزحف الى القدس هو أضعف الإيمان، وهو واجب واستحقاق، وشكر كل من أنجح المؤتمر وأكد أن الشعب الفلسطيني على العهد بأن تبقى فلسطين عربية شاء من شاء وأبى من أبى، متمنياً أن يكون عام 2019 عام خير ومحبة وسلام للدول العربية والإسلامية، كما تمنى في ختام كلمته أن يشرّف المنتخب الفلسطيني كل الفلسطينيين في كأس أمم آسيا.
وشكر عبد المنعم الشاعري، اللواء الرجوب، ووجه لشباب فلسطين والعرب رسائل مهمة، عاهدهم فيها على أن تشهد الأنشطة المستقبلية مشاركة شبابية عربية نشطة في فلسطين، وأن يكون عدد الشباب الفلسطيني غير محدد في كافة المشاركات الخارجية التي تدعمها جامعة الدول العربية، وتعهد باستمرارية الدعم المعنوي والمادي للشعب الفلسطيني، وحمّل الوفود العربية المشاركة أمانة نقل القضية الفلسطينية لشعوبهم، بما تعانيه القدس من حصار وتهديد، وأكد على أن هذه الزيارات لا تعد بأي شكل تطبيعاً مع الاحتلال، فالتطبيع الحقيقي يكمن في الامتناع عن زيارة فلسطين وشعبها، وشكر القائمين على إنجاح فعاليات المؤتمر وأمل أن تتكرر هذه اللقاءات قريباً.
وألقى المشارك محمود أبو محفوظ، ممثل الوفد الأردني، كلمة بالنيابة عن الوفود العربية، قال فيها: "يعز علينا مفارقة فلسطين الحبيبة، فلقد جئنا لنشارك في المؤتمر بتصورات بسيطة عن هذا المكان المقدس وها نحن نخرج وقد اتسعت مداركنا من خلال اللقاءات والحوارات مع صناع القرار في فلسطين العروبة، وتتوجت تجربتنا بزيارة القدس الشريف ولقاء المؤسسات المقدسية وكذلك بلقاء دولة رئيس الوزراء دكتور رامي الحمد الله.
واضاف: إن من أكثر ما تعلمناه من أخواننا الفلسطينيين انتزاع الأفضل من قلب المعاناة، وقد قال الشاعر العظيم محمود درويش في أشعاره "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، ونحن نقول على هذه الأرض كل الحياة، وشكر باسم الوفود المشاركة، اللواء جبريل الرجوب، وكافة طواقم المجلس الذين سهروا على راحة الوفود، كما شكر الجامعة العربية آملاً أن يتم تكثيف الزيارات لفلسطين، ووعد أن يكون الشباب المشاركين خير رسول لقضية فلسطين للشعوب العربية.
وتلا المشارك الفلسطيني، أحمد الشاطر، البيان الختامي وتوصيات المشاركين وفيما يلي نص البيان:
نحن الشباب المشارك في فعاليات مؤتمر "نصرة القدس" المنعقد في دولة فلسطين بتنفيذ المجلس الأعلى للشباب والرياضة وبرعاية كريمة من جامعة الدول العربية في الفترة الواقعة ما بين 24-28/12/2018 إذ نؤكد على موقفنا الداعم والمساند لشباب فلسطين، فإننا نشكر قيادة المجلس الأعلى للشباب والرياضة ممثلة باللواء جبريل الرجوب، كما نثمن دور جامعة الدول العربية، الداعمة والمساندة لدولة فلسطين، وكذلك نتوجه بالشكر الجزيل لكافة الجمعيات التي حضرت وشاركت في أعمال المؤتمر وكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث.
وبعد، فإننا نسجل بكل فخر ومسؤولية نجاح هذا المؤتمر على جميع المستويات حيث حضر المؤتمر شباب ممثل لسبع دول عربية وإسلامية انخرطت في الفعاليات المنظمة داخل فلسطين وشاركت بفعالية في جميع جلسات هذ المؤتمر.
هذا وقد خلص المشاركون والمشاركات إلى مجموعة من الرسائل يوجهونها للملوك والرؤساء والقادة العرب، من أهمها:
القدس عاصمة فلسطين الأبدية وهذا خط أحمر لا يقبل المساس به أو التفاوض بشأنه
الشباب العربي والإسلامي يشجب كل أشكال الترويع والتهديد التي يتعرض لها شباب القدس من قبل قوات الاحتلال.
يؤكد المشاركون على أن زيارة البلدة القديمة ودعم أهلها، لا يشكل بأي حال من الأحوال نوعاً من التطبيع مع المحتل الإسرائيلي.
الشباب المشارك يوجه دعوة للعالم العربي والإسلامي لتكثيف الزيارات لمدينة القدس.
في ذات السياق يرفض الشباب العربي والإسلامي قطعياً أي شكل من أشكال التطبيع مع المحتل.
يدعو الشباب المشارك إلى تدشين جسم إعلامي موحد لدحض الإعلام المضاد الهادف لتشويه صورة شعب فلسطين بين الأمم.
الشباب المشارك يطالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بتخصيص صندوق لدعم الأندية الرياضية والمؤسسات الشبابية المقدسية، خصوصاً تلك المؤسسات التي تعمل في البلدة القديمة.
يقترح المشاركون أن يكون عقد هذا المؤتمر في فلسطين دورياً.
وختاماً يثمن المشاركون الدور الهام الذي يلعبه المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بالدفاع عن المؤسسات الشبابية في القدس.
كما وجه الوفد العماني رسالة شكر للرئيس محمود عباس ، وحيا روح التضحية في سبيل فلسطين وشعبها، ومؤكدين أنهم لن يتركوا شعب فلسطين وحيداً في معركة البقاء، وسيسندون هذا الشعب المرابط حتى تتحرر مدينة القدس.
وفي ذات السياق، تم توجيه كلمة شكر من الشباب العربي للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، تضمنت أصدق مشاعر التقدير، مثمنين جهوده الجبارة على الساحة العربية في دعم الفلسطينيين والقدس الشريف، ومؤكدين اعتزازهم بهذه المشاركة التي توجت بزيارة المدينة المقدسة.
جدير بالذكر أن القرار بعقد هذا المؤتمر كان أحد التوصيات التي انبثقت عن اجتماع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الذي عقد في شهر أيار الماضي.