مسؤول سعودي سنعتمد على إسرائيل في مواجهة إيران
قال مسؤول سعودي، أمس الأربعاء، أن المملكة ستعتمد على إسرائيل في مواجهة "عدوان" إيران بالشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال حفل أقامته السفارة السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لتجميل صورة المملكة السعودية، في ظل الدعوات التي تطالب الإدارة الأمريكية، بإعادة النظر في العلاقات مع السعودية، في أعقاب التقارير التي تؤكد تورط ولي العهد محمد بن سلمان بجريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية في إسطنبول.
ونشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي، كلمة السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، الأمير تركي الفيصل خلال الحفل، التي عبر فيها عن رفضه إقامة أي تحقيق دولي في قضية خاشقجي، مؤكداً على اعتماد بلاده في مواجهة إيران على إسرائيل.
وشدد الفيصل، على رفض السعودية لإجراء تحقيق دولي في مقتل خاشقجي، متذرعًا في ذلك بأنّ الولايات المتحدة رفضت التحقيق بأعمالها في سجن أبو غريب بالعراق، مكررًا بذلك مضمون تصريحاته أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية.
ونوه السفير السعودي السابق، إلى الخطر الإيراني، والبعد الاقتصادي للعلاقات التي تربط السعودية بالولايات المتحدة، والبعد الإقليمي الذي تحصله الولايات المتحدة من علاقتها بالسعودية، معبرًا عن ذلك بالقول: "لا يمكن أن يبتعدا عن شراكتهما الإستراتيجية"، مشيراً إلى أن "هناك الكثير من القضايا على المحك، بما في ذلك مواجهة عدوان إيران في الشرق الأوسط، وفي سبيل ذلك، فإنّ السعودية سوف تعتمد على إسرائيل أيضًا".
ونقل الموقع عن شخص حضر الاجتماع، أن الفيصل تحدث لمدة قدرت بـ15 دقيقة، قبل طرح الأسئلة عليه، وتابع أنه "كان من الواضح جداً أننا كنا جميعاً هناك لسبب ما. ولم يكن الحفل لمجرد تقديم كأس من النبيذ، وإجراء دردشات".
وأشار الموقع، إلى أنّ الحفل الذي أطلق عليه اسم "كوكتيل"، كان على ما يبدو "آخر محاولات الفيصل لتلميع صورة السعودية"، مؤكدًا أن "الرياض حاولت من وراء الكواليس، على مدى الشهر الماضي، مواجهة تداعيات مقتل خاشقجي والإدانة الدولية اللاحقة، عبر شخصيات معروفة مثل الأمير فيصل، من أجل تدارك الأمور".
وأكد الموقع التقارير التي أفادت بأن الرئيس السابق للاستخبارات السعودية تركي الفيصل، الذي يعيش في فرجينيا ودرّس في جامعة "جورج تاون"، شرع خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حملة للتواصل مع السياسيين ورجال الأعمال وقادة الفكر، لاستعادة العلاقات التي تعتمد عليها السعودية للحفاظ على تأثيرها في واشنطن. وفق ما نشره موقع "عرب48"
وخلال الحفل، أخبر الفيصل الحاضرين، أنّه على الرغم من القتل الوحشي لخاشقجي من قبل عملاء سعوديين، "ليس هناك ما يدعو للقلق"، مضيفًا أنّ "الرياض في النهاية تعمل على إجراء تحقيق شامل في العملية في إسطنبول وستعاقب المسؤولين عنها وفقًا للنتائج".
وفي حديث المشاركين لـ"ديلي بيست" أكدوا أن وجهة نظر الفيصل، بأن أي شيء لن يتغير في العلاقات الأمريكية السعودية، على الرغم من الجريمة، التي "أزعجت كثرًا من الحاضرين".
وأضافوا، إنّ الفيصل "لم يحاول تغيير رأي الحاضرين بشأن ما حدث لخاشقجي، بل حاول بدلاً من ذلك، إقناعهم بأنّه على الرغم من كل ما حدث، بإمكان الولايات المتحدة العمل كالمعتاد مع السعودية".