رئيس أسبق للوكالة اليهودية والكنيست ينضم لحزب فلسطيني
القدس / سوا / في خطوة مفاجئة أعلن أفرهام بورغ، رئيس أسبق للكنيست والوكالة اليهودية عن انضمامه المفاجئ ليلة أمس للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة داخل أراضي 48.
وعلل مبادرته بالتأكيد على رغبته في تأمين المستقبل لأحفاده بدلا من البقاء عالقين في الماضي، وبالهرب من « القومية اليهودية « موضحا رفضه للانتقال لـ « قومية عربية « وسط تباينات حول أهمية خطوته.
وشغل بورغ رئاسة البرلمان الإسرائيلي ( الكنيست ) لعدة شهور بعد استقالة سابقه عازار وايزمان عام 2000 وقبلها أشغل أيضا رئاسة الوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية (1999-1995).
وفي حديث للقناة الإسرائيلية العاشرة وبخلاف المزاعم الإسرائيلية أكد بورغ (59 عاما) أمس بوضوح وجود أنظمة تمييز عنصرية بين اليهود والعرب وأخرى تميز بين مجموعات سكانية في إسرائيل كالمهاجرين الروس والإثيوبيين والنساء وغيرهم. وأعلن بورغ عن انضمامه للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بقيادة النائب محمد بركة خلال اجتماع موسع لمجلسها الليلة قبل الماضية في الناصرة اتخذ فيه قرارا بمشاركتها بقائمة عربية مشتركة شريطة أن تضم مرشحين يهودا أيضا. واستقبل بورغ الذي اعتزل السياسة في 2004 في مجلس الجبهة بتصفيق حماس ي سارع للتأكيد أنه لن يرشح نفسه للكنيست. وفي كلمة قصيرة جدا أشار إلى أن التوجهات القومية المتطرفة وعمليات الإقصاء المنتهجة في إسرائيل تجهز على كل بقعة خضراء فيها. وتابع القول «إن إسرائيل بحاجة لتغيير كبير لأن مواطنة العرب فيها على سبيل المثال فارغة».
وردا على سؤال القناة العاشرة حول رأيه في تغيير قانون العودة الذي يتيح لليهود فقط عودة فورية وحصول على مواطنة في إسرائيل، قال إنه يؤيد إلغاء القانون لأن الظروف التي دفعت لسنه قد انتهت. وأوضح أن يهود العالم ليسوا في خطر اليوم وإن 98% منهم يعيشون في دول ديمقراطية عدا 25 ألف منهم في إيران. وتابع «لذا لا حاجة لعودة فورية وليقف من يريد من اليهود العودة لهنا والحصول على مواطنة أن يقدم طلبا وينتظر جوابا».
وردا على إنه يؤيد الجبهة وصوت لها ثلاث مرات ويرفض التوجهات القومية والقائمة العربية المشتركة لخوض انتخابات الكنيست لكن التجمع الوطني الديمقراطي يدعو لدولة مواطنين فلماذا تعارض التحالف معه، قال بورغ إن «دولة المواطنين» المتساوية لكل المواطنين فكرة ممتازة، لكنها ليست الوحيدة المعتمدة في التجمع الوطني وفي بقية الأحزاب، لافتا إلى أن الخطاب السائد في إسرائيل اليوم قومي ومتطرف وهذا ما يرفضه لأنه ينم عن رؤية استعلائية على الآخرين بل تلغيهم. وسألت القناة العاشرة التي وصفت مبادرة بورغ بالشجاعة والجديرة، عن اليسار في إسرائيل فقال إنه غير موجود لأن معارضة الاحتلال من قبل بعض الأوساط لا تعني وجود يسار يقاتل من أجل المساواة والمواقف الإنسانية المتنورة وفصل الدين عن الدولة.
كما سئل عن الرد المتوقع لوالده الراحل وهو وزير صهيوني بارز ومن مؤسسي حزب «المفدال» ذي الطابع الاستيطاني، قال بورغ «لا أعيش في تاريخ والدي بل أنا منشغل بمستقبل أحفادي. كما أنه ليس كل ما كان سليما وعلينا ألا نبقى عالقين بالماضي.
ويكشف بورغ الذي أعلن في مقالاته وكتبه خلعه للثوب الصهيوني خاصة في كتابه البارز «كي ننتصر على هتلر»، أن شقيقته الكبرى لم تصوت لحزب والده بل كانت تصوت لحزب «مبام» اليساري والقريب بأفكاره للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.