محللون إسرائيليون: جولة قتال اخرى بين حماس في غزة وإسرائيل مسألة وقت
أكد محللون اسرائيليون ان حركة حماس حافظت على مكانتها كقائدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، متوقعين نشوب جولة قتال اخرى بين الجانبين في الوقت القريب.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة "بسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أن "القرار نفسه بالامتناع عن الحرب هو قرار شرعي، حتى لو بدا بنظر معظم الجمهور أنه خاطئ"، مشيرا إلى أنه "كانت أمام أنظار صناع القرار ما يكفي من الأسباب من أجل عدم الانجرار إلى تبادل ضربات واسع، بينها التحسب من التورط، سقوط إصابات عديدة ودمار كبير (في الجانب الإسرائيلي)، بدء فصل الشتاء والانصراف إستراتيجيا عن الالتفات إلى الجبهة الشمالية، والإدراك بأنه في اليوم التالي بعد الحرب لن يتغير شيئا في غزة وإنما العكس، إذ سيسوء الوضع".
ورأى ليمور أن إسرائيل وحماس حافظتا على تناسبية في ضرباتهما: الجانب الفلسطيني امتنع عن تصعيد كبير ولذلك لم يحاولوا استخدام الأنفاق الهجومية ومدى الصواريخ لم يكن واسعا ولم يصل إلى بئر السبع وأشدود؛ إسرائيل تعمدت تحذير الفلسطينيين قبل أي قصف لمبان أو مواقع، زاعما أن سقوط 14 شهيدا فلسطينيا وإصابة 30 آخرين بجروح خطيرة هو "عدد قليل"، ويدل على أن إسرائيل تحسبت من عدد مصابين مرتفع في القطاع، لا يبقي خيارا أمام حماس إلا بتوسيع القتال.
إقرأ/ي أيضا: ملخص 48 ساعة من التصعيد بين غزة وإسرائيل.. كيف بدأ وانتهى ؟
وتوقع ليمور أن استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر والأمم المتحدة وقطر ودول أخرى، حول التهدئة وتبادل أسرى وتخفيف الحصار "يضمن أن الصداع الغزي سيستمر في مرافقتنا في الفترة القريبة أيضا. وبغياب قرار بشأن حل إستراتيجي، ستواصل إسرائيل إخماد الحرائق. وهذه سياسة شرعية رغم خطورتها، لأنها تبقي حيز مناورة أوسع مما ينبغي بأيدي الفصائل في القطاع".
نتنياهو تفهم دوافع حماس
استعرض المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، الاعتبارات التي قادت نتنياهو إلى اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، والعودة إلى مسار التهدئة. واعتبر أن نتنياهو "يفضل الهدوء على الحرب، ومستعد لتحمل مخاطر ليست صغيرة من أجل التوصل إليه".
ونقل هرئيل عن مشاركين في اجتماع الكابينيت، أمس، قولهم إن "نتنياهو لا يرى بأحداث الأيام الأخيرة تغيرا جوهريا للوضع على الأرض. وبالنسبة له، التصعيد كان مسألة تكتيكية وحسب ويعيد الجانبين إلى النقطة نفسها التي بدأت بها الاتصالات حول التسوية (التهدئة)، وبالتأكيد لا حاجة إلى فرض تغيير في المستوى الإستراتيجي. إضافة إلى ذلك، فإن نتنياهو تفهم، بقدر معين، دوافع حماس".
ولفت هرئيل إلى متغير آخر لعب دورا في اتخاذ القرار، وهو التوقيت، وذلك بسبب حقيقية أن هذه الجولة القتالية نشبت في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية في خان يونس، مساء الأحد الماضي، "والاعتقاد هو أنه في هذه الحالة، كان من الصعب على إسرائيل إظهار قوتها".
لكن هرئيل لفت في الوقت نفسه إلى أنه "حتى لو يُقل ذلك صراحة، فإن الكابينيت يستعد لاحتمال تشوش الخطط والاتصالات حول التسوية مرة أخرى ويشتعل الجنوب. وعندها سيُطرح خيار الاجتياح البري للقطاع مجددا على الطاولة، وربما أكثر من ذلك".
واضاف أن نتنياهو عبر منذ مدة عن اعتباراته، التي ردعته من اتخاذ قرار بشن حرب ضد غزة: "هو يعتقد أن عملية عسكرية برية في غزة قد تتعقد وتكلف ثمنا باهظا، ويخشى ألا يكون هناك من يتسلم الحكم في القطاع حتى لو طردت إسرائيل حماس من هناك. ويبدو أن رئيس الحكومة يؤمن بأن في إمكانه الاستمرار في دفع العلاقات مع دول الخليج بعد الزيارة العلنية إلى عُمان، وربما الاستعانة بها من أجل ضخ أموال إلى القطاع من أجل تخفيف مشاكل البنية التحتية هناك. وما زال هناك التهديد الإيراني في سورية ولبنان، الذي يستوجب برأي نتنياهو رصد انتباه وموارد".بحسب عرب 48
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أن "نتنياهو قد يكون عمل بشكل صحيح في مجمل الاعتبارات الإسرائيلية التي يتعين على قائد أن يدرسها". ومن الجهة الأخرى، أشار إلى أنه تعين على نتنياهو قول "الحقيقة" للجمهور الإسرائيلي، وهي برأيه أنه "لا يوجد الآن من يمكن الانتصار عليه. ولا يوجد سبب لدفن ثمانين شابا (من الجنود الإسرائيليين). لدينا مهمات ملحة ومهمة أكثر. تركيزي على الجبهة الشمالية. وأستعد لخطة ترامب. لا يوجد حل سحري لغزة ولا يوجد من يمكن أن نسلمه القطاع. فدعونا نبتلع العزة ونستمر قدما".
إقرأ/ي أيضا:وزراء الكابينيت: خطط الجيش لقطاع غزة غير مرضيه
وتابع كسبيت أن نتنياهو لا يمكنه قول ذلك للجمهور لأنه سيخسر ناخبين لصالح رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، أو رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، الذي على ما يبدو سيقدم استقالته اليوم، بسبب قرار الكابينيت أمس. "هكذا كان نتنياهو، وهكذا سيبقى أيضا".
رأى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن "حماس تستعرض نصرا، إذ أنها جلبت إسرائيل إلى وقف إطلاق نار مريح لها، ولم تركع وبثمن معقول. وإسرائيل ايضا تحاول استعراض نجاحها، إذ أن حماس طلبت وقف إطلاق نار. والوسطاء المصريون سيتعاونون مع الجانبين ويقولون أن كلاهما انتصر. وهذا مشهد يتكرر المرة تلو الأخرى، بشكل متعب".
وأضاف فيشمان أن "القتال هذه المرة أيضا لم يخدم أي هدف سياسي. وكانت غاية هذه الجولة، أكثر من سابقتها، خدمة احتياجات داخلية لدى الجانبين. فحماس كانت ملزمة بتقديم تفسير لجمهورها حول مقتل أفرادها في عملية الجيش الإسرائيلي في خان يونس، والقيادة الإسرائيلية لم يكن بإمكانها السماح لنفسها بامتصاص مئات القذائف الصاروخية من دون رد. وبعد انتهاء الجولة، لم يكن لدى أحد هدفا حقيقيا، باستثناء إعادة الجانب الآخر إلى حالة الهدوء. ولم يحسّن أي جانب، ولو بسنتيمتر واحد، وضعه الاستراتيجي".
وتابع أنه كان بالإمكان بالنسبة لحماس إنهاء القتال في أعقاب استهداف حافلة الجنود بقذيفة مضادة للدبابات، مساء يوم الاثنين الماضي، لكن إسرائيل ردت على ذلك بإلقاء أكثر من 100 طن من المواد المتفجرة على قطاع غزة.
وشدد على أنه "لأنه لا توجد دروس سياسية هنا، ولأنه لا توجد أية نية لدى حكومة إسرائيل بتغيير الستاتيكو (الوضع القائم) مقابل الفلسطينيين عامة ومقابل القطاع خاصة، فإنه لم يتبقِ سوى الانشغال بدروس عسكرية" مثل التحقيق في قصف حافلة الجنود.
وأشار فيشمان إلى أنه "يوجد في الجيش الإسرائيلي رضى من شكل ممارسة القوة. والقيادة السياسية حددت هدف القتال، وهو العقاب وعودة التهدئة".