ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم!"
إعلاميات الجنوب تعرض فيلم "فرط رمان الذهب"
عرض ملتقى اعلاميات الجنوب،الأسبوع الماضي، فيلم فرط رمان الذهب للمخرجة اللبنانية غادة الطيراوي، وذلك ضمن فعاليات مشروع "يلا نشوف فيلم!"
مشروع شراكة ثقافية – مجتمعية تديره مؤسسة شاشات سينما المرأة"، بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات ب غزة "، وجمعية "عباد الشمس لحقوق الإنسان والبيئة"، بدعم رئيس من الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع "تعزيز المواطنة والحكومة في فلسطين" وبتمويل مساند من مؤسسة "CFD" السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.
قدمت ميسرة الجلسة آلاء أسعد بداية العرض تعريف بالمشروع وشرحت نبذة عم فيلم "فرط رمان الذهب"، ذلك بعد ان رحبت بالحضور في ملتقى اعلاميات الجنوب.
وتحدثت آلاء، في تصريح وصل وكالة سوا الإخبارية نسخة عنه، عن فكرة الفيلم ومدي أهمية قضيته، حيث أنه يسلط الضوء على قضية مجتمعية أخلاقية حساسة وفي غاية الخطورة، ظاهرة لا تقتصر على المجتمعات العربية فقط بل على العكس فهي تنتشر في المجتمعات الغربية بشكل أوسع، فالصين تحتل المرتبة الأولي من حيث انتشار ظاهرة التحرش فيها وتليها الهند.
وأضافت الميسرة أن أحداث الفيلم تدور حول فتيات تعرضن للتحرش الجنسي فمنهم من اختارت الصمت حلاً، وبقيت مدفونة داخل قوقعة الصمت ليؤول مصيرها في النهاية أن تقع بكارثة أكبر.
ومنهن من اختارت الصمت في البداية ولكن حان الوقت لقول لا وكفي في وجه من حول حياتهن لجحيم، ليخبروا العالم بحكايتهن بكل قوة، فيكونن مصدر قوة لكل فتاة مازال تعيش في حالة الخوف والصمت.
من جانب آخر ناقشت ميسرة العرض مفهوم المواطنة والحكومة وأهميتها بالمجتمع، ومدي دراية الحاضرين بها.
فعرف أحد المشاركين المواطنة هي مدي انتماء الفرد لمجتمعه ووطنه بكل كيانه واحترامه لشعبه، فيما عرف آخر أنها مجموعة حقوق وواجبات تجمع المواطن بمجتمعه وحكومته.
عبر مشارك بالجلسة عن رأيه بالفيلم قائلاً أن ظاهرة التحرش الجنسي موجودة بالفعل داخل المجتمع الفلسطيني وأن أحداث الفيلم واقعية جداً، وأضاف أن السبب وراء ذلك يرجع لطبيعة حياة بعض الأسر الفلسطينية فضيق البيوت ووجود العديد من الأزواج تحت سقف واحد مع الأطفال يدفع الأطفال والمراهقين لتجربة مثل هذه الأمور.
بالإضافة إلى الانفتاح التكنولوجي الواسع جداً، وعدم وجود ضوابط على مواقع الإنترنت، والاستغلال الإلكتروني، والفساد الأخلاقي وأن النقوس أصبحت ضعيفة جدا في وقتنا الحاضر.
وأردف أن جميع هذه الأسباب ليست بمبرر على الإطلاق وراء قيام الجاني بمثل هذه الجرائم.
وأضاف أن المشكلة تكون أكبر وأصعب عندما يكون المعتدي من داخل الأسرة، بالأخص من المحارم، فحينها تصبح المسألة معقدة جداً ويصعب حلها، فالفتاة إن فقدت الثقة والأمان داخل أسرتها من سيعوضها، والي من ستلجأ لحمايتها والجاني هو أقرب الأشخاص اليها.
وأفاد المشارك أن اختيار الناجية الصمت في مثل هذه الأمور يرجع وراء العادات والتقاليد التي ما زالت سائدة في المجتمعات العربية، فالفتاة تدرك جيداً نتيجة بوحها أنها تعرضت للتحرش، فالمجتمع لن يصبح بإمكانه تقبلها على انها خالية من العيوب وألسنة الناس لن ترحمها.
أيدت مشاركة أخري رأي سابقها قائلة إن المجتمع الفلسطيني ذكوري بامتياز فعندما تتعرض الفتاة للتحرش أول من يعينها على الصمت هم الأهل خوفاً من الفضيحة،مبررين أنها فتاة ولا يمكن أن ننشر مثل هذا الخبر، والمجتمع الفلسطيني مجتمع محافظ، فلن يتزوجها أحد لو انتشر بينالناسأنها تعرضت للتحرش.
وأكدت مشاركة أخري أن قلة الوازع الديني السبب الرئيسي وراء انتشار ظاهرة التحرش الجنسي، وبعد الإنسان عن دينه الإسلامي الذي أمرنا بالحفاظ على الأنفس من السوء بالتعبد والتقرب الي الله.
وعلقت إحدى المشاركات عن أسباب انتشار هذه الظاهرة قلة الردع وعدم وجود عقوبات صارمة بحق كل من يرتكب هذه الجرائم، لكن من جهتها أفادت مشاركة أخري مختصة بالأمور القانونية أن القانون يقر عقوبات صارمة في مثل هذه الجرائم، وأن القضاء يتعامل بحدة مع الجاني ويسن بحقه أقصي العقوبات.
من جانب آخر عبرت مشاركة أن الفيلم لم يجسد مفهوم المواطنة في المجتمع، وأن الفكرة ليست مرتبطة بالمواطنة.
بينما رأي آخر أن أحداث الفيلم لها علاقة مباشرة بمفهوم المواطنة، موضحاً عندما تتعرض الفتاة للتحرش ولم تجد منصف لها سواء من الأهل او المجتمع فأنها تفقد الثقة تماما بأي شخص وبالتالي لم تعد تشعر بالانتماء لا للأسرة او للمجتمع، فالخوف وعدم الشعور بالأمان والألم هم ما يسيطر عليها.
ختاماً أوصي أحد الحاضرين بضرورة إنتاج أفلام وثائقية تعالج قضايا مجتمعية جديدة بعيدة عن عين الإعلام، وتسليط الضوء عليها، وأيضاً مواصلة عرض هذه الأفلام في العديد من المؤسسات الأهلية والتعليمية التي تضم فئات الشباب من كلا الجنسين لنشر الوعي الثقافي والمجتمعي حول هذه الأمور.