المونيتور: 3 أسباب تجعل مصر تدرك عدم وجود فرصة لترتيبات أوسع بغزة

الوفد المصري والفصائل الفلسطينية في غزة - توضيحية

نشر موقع "المونيتور" الأمريكي تقريراً للصحفي الاسرائيلي شلومي إلدار، حول الجهود المصرية الهادفة إلى "إخماد انفجار غزة "، والتوصل إلى تهدئة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي.

وقال إلدار إن مصر لم تيأس بعد من الوصول لترتيبات شاملة بين إسرائيل وحماس في غزة، متحدثا عن الجولات المكوكية للوفد الأمني المصري خلال الأسابيع الماضية.

وأشار إلى أن المصريين يدركون أنه في الوقت الراهن، "لا توجد فرصة لترتيبات أوسع بسبب عدد من المعيقات". 

ووفق "المونيتور"، من المعيقات، رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس دخول غزة (بمعني السيطرة والمسؤولية) ورفض حماس وقف المظاهرات على الحدود، ورفض اسرائيل التقدم دون صفقة تعيد مواطنيها و "جثث" جنودها، ودون آلية يمكن ان تضمن أن كتائب القسام لن تضع يديها على الأموال والمواد الخام التي يمكن ان تتدفق الى غزة  خلال أي تهدئة في حال حدوثها.

وفيما يلي نص التقرير كما ترجمته (سوا):

كيف تحاول مصر إخماد انفجار غزة؟

لم تيأس مصر بعد من الوصول إلى ترتيبات شاملة بين اسرائيل وحماس من أجل منع نزاع مسلح واسع النطاق بين الطرفين.

خلال الأسبوعين الماضيين، حضر ممثلون عن المخابرات المصرية إلى غزة أربع مرات والتقوا برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية  وزعيم الحركة في غزة يحيى السنوار. 

أكثر الاجتماعات شمولا، حدثت في يوم 16 اكتوبر حينما حضر وفد مصري كبير، مكون من 20 مسؤولا كبيرا ودبلوماسيا ويرأسه وكيل المخابرات المصرية أيمن بديع.

بعد هذه الاجتماعات كان من المفروض ان يقوم عباس كامل وزير المخبارات المصري بزيارة الى إسرائيل وقطاع غزة روام الله، ولكن ألغيب الزيارة بعد الصاروخ الذي اصاب منوزلا في بئر اسبع يوم 17 اكتوبر.

كان هناك دواعي للقلق من مواجهة عسكرية بين الاطراف ستندلع نتيجة لذلك، ووجد اللواء بديع نفسه يستمثر في جهد أكبر لمنع الحرب بدلا من التقدم في المحادثات وصولا إلى ترتيبات.

وقد أثمرت جهود بديع، حيث كانت استجابة اسرئيل مقيدة إلى حد ما بعد أن قام هو ومعاونيه بتقديم ونقل رسائل طمانة من طرف لاخر .

بالتوزاي فإن المسؤول عن الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية أحمد عبد الخالق وصل إلى غزة لمواصلة المحادثات حول الترتيبات ودخل غزة عبر معبر "ايرز" الفاصل بين غزة وإسرائيل بعد ان التقى بمسؤولين كبار في المؤسسة الامنية الإسرائيلية.

يدرك المصريون أنه في الوقت الحالي لاتوجد فرصة لترتيبات أوسع بسبب عدد من المعيقات، ومنها رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس دخول غزة (بمعني السيطرة والمسؤولية) ورفض حماس لوقف المظاهرات على الحدود ورفض اسرائيل التقدم دون صفقة تعيد مواطنيها وجثث جنودها ودون آلية يمكن ان تضمن ان الذراع المسلح لحماس، لن يضع يديه على الاموال والمواد الخام التي يمكن ان تتدفق الى غزة  خلال اي تهدئة في حال حدوثها.

وبالافتقار إلى أي فرصة فورية لترتيبات أوسع يمكن أن تحدث تخفيفا مهما للاغلاق، فإن مصر توصلت إلى انها يجب ان تصل لحل مؤقت لتهدئة الموقف، وبالتالي على سبيل المثال في يوم 25 اكتوبر قام ليبرمان بالسماح بمعاودة تقديم الوقود القطري إلى غزة بعد ان اتخذ قرارا بوقف تدفقه كرد على الصاروخ الاسبوع الماضي والتظاهرات العنيفية حول السياج الامني الفاصل.

"وفد مصري قدِم الى غزة وطلبوا فرصة اضافية وبعد ذلك مباشرة قام مبعوث الامم المتحدة ملادينوف بالاتصال وقام بطلب نفس الشيء". 

ويقول ليبرمان : "بعد ذلك أنا رايت موقفهم: وقد قمنا بتقييم الموقف مع كل المؤسسة العسكرية وكانوا جميها موافقين على اعطاء فرصة اخرى".

ويضيف ليبرمان إن رئيس الوزراء نتنياهو يمارس ضغوطا كبيرة للسماح بتدفق الوقود إلى غزة 

يتميز ليبرمان بلعب اللعبة السياسية حيث انه يقدم لناخبيه خطا متشددا من اجل ان يوضح لماذا يتصرف بالنقيض لمواقفه المعلنة حول ضرب حماس لكنه في ذات الوقت يتلقى رسائل من حماس من خلال الوسطاء المصرييين وهو يستمع الى تقديرات المؤسسة الامنية بما فيها تلك الصادرة عن جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي وكلام رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت ورئيس الاستخبارات يسرائيل كاتس وتقارير مستمرة من الادارة المدنية، وكل هذه الاطراف تدعم الخطة المصرية لحفظ وابقاء حالة الوضع القائم. 

علمت المونيتور من مصدر سياسي في حماس أن قيادة حماس ترفض وقف المظاهرات بشكل كامل كما تطلب اسرائيل. تفهم قيادة حماس أنه حال انتهاء المظاهرات فسيكون من الصعب عليهم اعادة بناء البنى التحتية التنظيمية المتعلقة بالمظاهرات والتي تم بذل جهد كبير لبنائها.

المصدر الذي تحدث شريطة اخفاء اسمه، اقتبس ما قاله هنية لبديع : "لا يمكن ان نخالف ارادة الشعب، إرادة الشعب الفلسطيني هي مكافحة الحصار بشكل عنيف ومن حق الشعب الفلسطيني ان يقاوم الاحتلال".

لا يوجد نقاش حول ما يرغب قادة حماس في فعله حيث انهم يسيطرون على "ارادة الشعب"، في الحقيقة وفي يوم 19 اكتوبر وفي اعقاب قرار المجلس الدبلوماسي السياسي لتوسيع المنطقة العازلة بين الجدار وقطاع غزة فإن حماس عملت على ضبط المظاهرات .

بناء على المصادر الامنية الإسرائيلية، فإن المظاهرات كانت الأهدأ خلال الشهور الماضية فيما كان اعضاء حماس يقفون الى جانب السياج لضمان عدم اجتياز المتظاهرين وصولا الى الاراضي الاسرائيلية.

وبالنظر الى المعيقات وغياب اي ترتيبات أوسع، فإن اسرائيل وغزة تسمي التفاهمات الحالية "نص نص"، فمن جهة يصر قادة حماس أن التظاهرات ستتواصل بعدد اقل من المتظاهرين وبمسافة ابعد من الحدود وفي المقابل ستسمح اسرائيل ومصر بدخول مصادر الطاقة والمواد الخام والغذاء الى غزة. كما وعدت مصر بتخفيف كبير على مغادرة الاشخاص من خلال معبر رفح البري. 

فعليا، التفاهمات قائمة على ارض الواقع ميدانيا، وذُكِر في تقرير في 26 اكتوبر ان مصر توصلت الى تفاهمات بين حماس واسرائيل يتم بمقتضاها تخفيف الحصار فيما تقوم حماس من جهتها بانهاء العنف والبالونات الحارقة 

هذه التفاهمات تُمكِن من منع وقوع حرب اخرى بين الاطرف وتسمح على الاغلب بتأجيل ترتيبات اوسع نطاقا حتى يتم على الاقل ازالة احد المعيقات. 

هذا التكتيك القائم على تثبيت الواقع يسمح للتوتر على الحدود بأن يخف كما يمنع "طنجرة الضغط" المسماه غزة من الانفجار أملا في ان يقوم عباس بتغيير موقفه.

لدى المصريين امل أقل ان عباس سيقوم حقا بتغيير موقفه ويدعم الترتيبات ويبدو انه  لن يسمح للسلطة الفلسطينية بدخول غزة. وفي نفس الوقت يقدر المصريون أن ايام حكومة عباس معدودة وان المستقبل القريب سيشهد تغييرات جذرية في القيادة الفلسطينية. 

يأمل المصريون ان حماس واسرائيل ستحافظان على قواعد اللعبة الحالية وأن اي من المنظمات في غزة يمكن ان تدفعهما نحو نزاع غير مرغوب فيه.

حقا هذا النوع من التسويف استمر لمدة 11 عاما بسبب حقيقة ان اي من الطرفين غير جاهز للنزول عن الشجرة العالية التي تسلقوها.

حماس اعتقدت أنها يمكن ان تدير غزة وفي نفس الوقت يمكن ان تقاتل "العدو الصهيوني"، فيما اعتقد اسرائيل أن اغلاق قطاع غزة يمكن ان يزيح حماس التي تهددها على حدودها الجنوبية، ولكن أي من تلك الخيارات لم يحدث ودون وجود اي حلول سحرية تفهم مصر ان كل ما يمكن أن تفعله هو بقاء الوضع على ما هو عليه.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد