أقامت الممثلية الأوكرانية في رام الله ، اليوم الاثنين، احتفالًا بعيد الاستقلال الوطني الـ27 بحضور السفير الأوكراني نيكولا ليشينكو، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.

وقال الخالدي، في كلمته نيابة عن الرئيس محمود عباس ، "إن علاقات الصداقة والتواصل بين الشعبين الفلسطيني والأوكراني تمتد لعشرات السنوات، وتتعمق كل عام من خلال العديد من النشاطات، أبرزها اللقاءات التي قامت بها الغرفة التجارية بالخليل في أوكرانيا، بهدف زيادة التبادل التجاري والاستثمارات".

ونقل الخالدي تحيات رئيس دولة فلسطين وتهنئته لمناسبة الاحتفال بيوم استقلال أوكرانيا.

وأكد أن التعاون بين الجانبين لا يقتصر على التبادل التجاري فقط، وإنما يمتد إلى مجال السياحة، حيث تشير الأرقام إلى أن هناك 150 ألف سائح أوكراني يزورون فلسطين سنويا، ما يزيد من فرص التعرف على الثقافات في البلدين، عدا عن آلاف الطلبة الذين تخرجوا من الجامعات الأوكرانية.

وبين الخالدي أنه خلال الـ40 سنة السابقة تشكلت أكثر من 1500 عائلة نتيجة الزواج المختلط بين فلسطينيين وأوكرانيين، تعيش في فلسطين، وهناك 4 آلاف من أبناء الجالية الفلسطينية يعيشون في أوكرانيا، وهذا دليل على عمق العلاقات بين الشعبين والبلدين.

وأشار إلى ما قام به الفنان الفلسطيني التشكيلي جمال بدوان من رسم أكبر لوحة زيتية في العالم وعرضها في كييف و بيت لحم ، كما لديه العديد من الإبداعات، وأيضا الزيارة التي قام بها رئيس بلدية كييف، ما يعكس مظاهر عمق العلاقات والتعاون بين البلدين، مضيفا أن النائب العام الفلسطيني أحمد براك سيزور أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، للقاء نظيره الأوكراني.

وبين الخالدي أنه خلال أسبوع الثقافة الأوكراني، زارت فرقة عباد الشمس الأوكرانية فلسطين وقدمت العديد من العروض في المدن الفلسطينية، كما اقترح على السفير الأوكراني إقامة تماثيل في الحدائق أو رسم لوحات ذات رموز ثقافية في البلدين، لكل من الشاعرين تراس شفتشينكو ومحمود درويش.

من جانبه، قال السفير ليشينكو "إن الموقف الأوكراني واضح ويقوم على أن أوكرانيا تقف بجانب حقوق الشعب الفلسطيني، وأن بلاده دائما ترى أن الحل يكمن في إقامة دولة فلسطينية تعيش بأمن وسلام بجانب إسرائيل، وأنها تعترف بالدولة الفلسطينية ولديها علاقات دبلوماسية مع دولة فلسطين وممثلية تعمل في رام الله".

وبين أن الموقف الأوكراني تجاه قرار الإدارة الأميركية الأخير حول القدس يتمثل بأن أوكرانيا تدعم وترى أنه لا بد من الالتزام الكامل لأحكام القانون الدولي، وضرورة تنفيذ القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن الدولي بشأن وضعية القدس، كما عبرت بلاده عن أسفها لسقوط الضحايا والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني.

وأكد ليشينكو أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ليس وليد اللحظة، وإنما هو منذ زمن بعيد، مبينا أن حجم التبادل التجاري مع فلسطين يبلغ 50 مليون دولار سنويا، وأن السوق الفلسطينية مشجعة للاستثمار، بحكم تبادل الخبرات من خريجين ورجال أعمال فلسطينيين وأوكرانيين، قاموا بزيارات متنوعة إلى البلدين.

وفيما يخص جمعية الخريجين، أشار السفير إلى دور الجمعية في التنسيق والتعاون مع السفارة فيما يخدم المصلحة الوطنية، والتنسيق المستمر والمثمر بينهما وما ينبثق عنه من إنجازات من شأنها خدمة المصلحة الوطنية العليا، كما أشاد بدور كل من وزارة الخارجية والمغتربين ومحافظة رام الله والبيرة والبلديات، في تسهيل عمل السفارة والمقيمين من الجالية الأوكرانية في فلسطين.

وشارك في الاحتفال عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وشخصيات من السلك الدبلوماسي، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام ، وقادة أجهزة الأمنية، ورجال دين مسلمين ومسيحيين، ورجال أعمال، وأعضاء جمعية خريجي الجامعات والمعاهد الأوكرانية.