تحدث عن المصالحة والتهدئة
أبو مرزوق يكشف عن تفاصيل زيارة حماس الأخيرة للقاهرة
كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، اليوم الأحد، عن تفاصيل الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وقال أبو مرزوق لصحيفة القدس المحلية، إن "اللقاءات تناولت كل القضايا التي ممكن ان يتناولها حوار سياسي بين اشقاء، واختتمت هذه اللقاءات التي استمرت أربعة ايام بلقاء السيد الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية".
وأضاف: "هذه اللقاءات عرضنا خلالها العلاقات الثنائية بيننا واستعرضنا أيضا ملف المصالحة وملف التهدئة والأوضاع في قطاع غزة وأوضاع القضية الفلسطينية السياسية بشكل عام".
ووصف أبو مرزوق اللقاءات التي عقدها وفد حماس مع الوزير عباس كامل ومساعدوه بأنها "كانت شفافة ومثمرة، واعتبرها من أفضل اللقاءات التي جمعت الحركة بالمسؤولين في المخابرات العامة المصرية".
وأعرب ابو مرزوق عن اعتقاده بأن "هذا اللقاءات سيكون لها آفاق طيبة على كل الملفات التي تم استعراضها لاسيما ملف المصالحة، مؤكدا أن "حماس تريد ان تصل الى نهاية هذا الملف النهاية الطبيعية وهي إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لشعب واحد وحكومة واحدة ومجلس تشريعي واحد وقانون واحد ونظام أمني واحد".
وأردف أبو مرزوق: "مصر أبلغتنا بانها ستبذل كل جهد ممكن من أجل إنهاء هذه الملفات، ونحن نثق في قدرتها على ذلك"، مشيرا إلى أن "مصر تقدم وقدمت على مر التاريخ تضحيات كبيرة من أجل القضية الفلسطينية، ودفعت ثمنا غاليا من اجل فلسطين ولازالت تقدم".
وذكر أبو مرزوق:" هذا ما نتوقعه من المسؤولين المصريين فهم دائما حاضرون من اجل خدمة القضية الفلسطينية لأنها قضية العرب والمسلمين الاولى".
وحول معبر رفح ، قال ابو مرزوق: "إننا تحدثنا مع الاخوة المصريين في العلاقات الثنائية وأعطى الوزير عباس توجيهاته ب فتح معبر رفح بصفة مستمرة، معتقدا ان المعبر منذ شهر رمضان الماضي وحتى اللحظة يعمل بانتظام.
وتابع: "هناك تحسينات لتخفيف المعاناة عن المواطن الفلسطيني في السفر من رفح للقاهرة، احيانا كانت تستغرق اربعة أيام، وبلا شك اننا نأمل ان تحل هذه المشاكل، واعتقد ان هناك وعود وهناك إصلاحات في الطرق بعد الهدوء في الوضع الأمني كاملًا وتعود الأمور الى ما كانت عليه سابقا من أجل رفع المعاناة عن ابناء الشعب الفلسطيني، وفي هذا الصدد تم الافراج عن عدد من المعتقلين وعادوا إلى قطاع غزة مباشرة مع الوفد العائد إلى غزة".
وحول الغاز والبترول والمواد الغذائية قال ابو مرزوق: "ان مصر مشكورة تقوم بتزويد القطاع بكثير من المواد المعيشية بسبب ما يتعرض له القطاع من نقصان في الغاز والبترول والدواء ونحن نعرف ان مصر عليها مسؤوليات بالنسبة لقطاع غزة وهي لم تقصر في هذا الصدد إطلاقا ".
المصالحة أولا أم التهدئة
وقال أبو مرزوق:" نحن لا نرى ان قضية المصالحة مرتبطة بالتهدئة نحن نقول انهما قضيتان منفصلتان ، فقضية التهدئة شيء وقضية المصالحة شيء اخر ، قضية المصالحة شأن فلسطيني داخلي بين مكونات الشعب الفلسطيني، وقضية التهدئة هى نتاج لحرب بين الفلسطينيين وإسرائيل".
وأوضح أن "هذه الحرب أنتجت اتفاقية لم يلتزم بها العدو في ٢٠١٤، وبالتالي ما جرى في ٢٠١٤ وما تم الاتفاق عليه سواء كان من فتح المعابر او حرية الحركة او حرية التنقل او مساحة الصيد والى ذلك من قضايا المفروض تطبيقها لم تطبق".
ونوه إلى أن "مسيرات العودة تعالج هذه القضية وتعالج ما استحدث بعدها من شدة الحصار وشدة العقوبات حتى يعيش المواطن الفلسطيني عيشة كريمة".
وتابع قائلا: "نحن نتحدث عن التهدئة، ولا تمانع حماس بأن تكون هذه التهدئة هى ايضا على المستوى الوطني بل بالعكس نحن نحبذ هذا لكن لابد ان تكون الأمور موضوعية ومسؤولة وحماس تقوم بمسؤولياتها في هذا الصدد لأنها هى المعنية رقم واحد في موضوع التهدئة".
وقال ابو مرزوق:" نحن نريد مصالحة شاملة وكاملة في كل اجزاء الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، مصالحة تعكس صورة الفلسطيني القوي الموحد الذي يجابه قضاياه بمسؤولية ويجابه ما يحاك من مؤامرات بتضحيات والقيام بواجبه على أكمل وجه".
ولفت إلى أن حركته "أبلغت المسؤولين المصريين أن المصالحة ستبقى قائمة وهدف اساسي لنا حتى تتحقق؛ لأنه لا خيار أمامنا كشعب فلسطيني الا الوحدة الوطنية ولا نستطيع ان نواجه اي من الملفات السياسية المطروحة على الاجندة الوطنية إلا إذا كنا موحدين".
وأضاف: "يجب تحقيق الوحدة والسعي لتكاتف فلسطيني خاصة ونحن تحت الاحتلال وأمامنا صعوبات متعددة وتحديات كبيرة وأمامنا المخطط الامريكي لإعادة ترتيب المنطقة، ولاسيما القضية الفلسطينية او ما يسمى ب صفقة القرن ".
وقال: "ان صفقة القرن حتى ولو لم تكن مكتوبة الا انها تطبق على الارض وتقرأ بوضوح خاصة حينما تتحدث عن القدس عاصمة لـ (إسرائيل) وتتحدث ايضا عن ضغوط أمريكية ليس فقط لنقل سفارتهم للقدس بل لنقل سفارات دول اخرى الى القدس، متابعا:" فحينما تتحدث عن مستقبل القضية الفلسطينية تتحدث عن دولة يهودية وقانون القومية الذي طرح اخيراً في الكنيست والموقف الامريكي من كل هذه الأحداث وتعلم تماما ان ما يحاك من مؤشرات على القضية الفلسطينية أكبر من التصدي لها فلسطينيا موحدين بل نحن نحتاج الى المنطقة بمجملها وعلى رأسها الإخوة هنا في مصر".
حكومة وحدة وطنية
وقال ابو مرزوق:" نحن تحدثنا مع الاخوة المصريين عن موضوع الحكومة وموقفنا هو موقف الفصائل الفلسطينية التي التقت في يناير 2017 في بيروت، بما فيها حركة فتح وهيئة المجلس الوطني ومعظم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وبعض اعضاء اللجنة التنفيذية عندما اجتمعنا فى بيروت وقررنا تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأكدنا على ضرورة أن يباشر الرئيس عباس مشاوراته مع الفصائل لتشكيل هذه الحكومة".
واستطرد:" نحن نريد حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، حكومة قوية وتستطيع أن تنهي كل معاناة المرحلة وان تجرى انتخابات عادلة وشفافة وسنحترم نتائجها".
وأعرب أبو مرزوق عن أمله بأن "نرى حكومة فلسطينية واحدة في فترة مقبلة تبسط سيادتها كاملة وتقوم بمهامها كافة ومسئولة عن جميع المواطنين بلا تمييز كجزء من نظام سياسي فلسطيني ديمقراطي موحد تشارك فيه جميع القوى لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثل لهذا الشعب الفلسطيني والدور محفوظ للمجلس التشريعي والمجلس الوطني كلا في اختصاصه".
برنامج المقاومة والحرب والسلم
وأكد أبو مرزوق أن "حركة حماس أبلغت الاخوة المصريين أنها تريد نظاما سياسيا فلسطينيا قائما على الشراكة وأن يتحمل كل واحد منا مسؤولياته عن هذا الوطن وهذه القضية ومجابهة كل الأضرار والمؤشرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني".
ومضى قائلا:" نحن نريد أن نتوافق جميعا على برنامج للمقاومة ولإدارة الصراع ويكون قرار الحرب وقرار السلم بلا شك متفق عليه ويكون هناك توافق وطني عليه لا نتنازع في اي قضية من القضايا".
وقال:" نحن لا نريد محاصصة بل نريد مشاركة مع الجميع لا يهيمن أحد على أحد ولا يؤدي هذا في النهاية الى سيطرة أحد أو استئثار بالقرار على حساب الاخر لأننا نريد نظاما سياسيا قويا".
وأبدى أبو مرزوق استعداد حماس "للاتفاق مع فتح على آليات للتحرك خلال الفترة القادمة لمواجهة كافة التحديات بما في ذلك اوسلو ومكانة المقاومة".
حماس ومنظمة التحرير
وقال أبو مرزوق: "ان حماس لا تريد ان تستأثر بمنظمة التحرير ولا تسعى لأغلبية في المجلس الوطني، بل نريد شراكة وطنية للكل الفلسطيني وان يكون الكل الفلسطيني مجتمع في بوتقه واحدة هذا الذي عبرنا عنه بوضوح في هذه المرحلة بالذات".
إلى ذلك، أكد أبو مرزوق أن حركته منفتحة جدا على كل الفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني من أجل الوصول الى نهايات لكل الملفات الخلافية المطروحة بطريقة تضمن فيها الوحدة الوطنية والشراكة ووحدة النظام السياسي وتوفير الحياة الكريمة لكل ابناء الشعب الفلسطيني.
وقال أبو مرزوق إن "الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يستطيع ان ينهي كل المشاكل والقضايا الخلافية الداخلية بمنتهى السهولة واليسر وخلال ايام إذا ما قرر ذلك".
وأشار إلى أن "الرئيس عباس يستطيع ان يذهب الى قطاع غزة في أي وقت وفِي اي لحظة يشاء وينهي كل مظاهر الخلافات الموجودة وينهي العقوبات ويعلن المصالحة ويستطيع أن يبث في (الشعب الفلسطيني في قطاع غزة) مبادئ الاخاء والمحبة والتراحم وليس العداء والتهديد والقطيعة، وسيجد الناس قد نسيت وتناست كل الماضي بصورة إيجابية".
وتابع أبو مرزوق: "إن الأخ أبو مازن يستطيع ان ينهي كل الخلافات ببساطة وسيتجاوب معه الناس ولا يجب أن يصر على قضايا مستحيل تحقيقها أو اهداف من المستحيل إنجازها"
وشدد القيادي في حماس أن الرئيس عباس بإمكانه فعل كل ذلك، وان يشرع بترتيب البيت الفلسطيني ترتيبا يرضي الكل الفلسطيني، مضيفا أنه لا يجوز ولا يصح ولا يستقيم أن نختلف ونحن تحت الاحتلال، ولا مصالحة تحت التهديد والحصار والعقوبات".