عودة سفينة نوح لإنقاذ البشرية مجدداً

سفينة نوح العصر الحديث قد تنقذ البشرية مستقبلا

وضعت مجموعة مكونة من 24عالم دولي، خطة للحفاظ على التنوع الميكروبي الموجود في جسم الانسان، لوقايته من بعض الامراض الخطيرة، متمثل في بناء "سفينة نوح"، التي من المتوقع أن تحدث "ثورة في فهمنا للتطور"

وحسب موقع روسيا اليوم، فإن هذه الفكرة ترتكز على سابقة وضعتها Svalbard Global Seed Vault في النرويج، تضم ما يقرب من مليون عينة في محاولة لحماية تنوع المحاصيل، في حال تحول سيناريو يوم القيامة إلى حقيقة واقعة.

وبالمثل، فإن ما يسمى بـ "بنك البذور العالمي" (global microbiota vault)، سيجمع الميكروبات المفيدة من المجموعات السكانية التي حافظت على التنوع الميكروبي، حيث تفقد بقية التجمعات العالمية هذا التنوع بسبب المضادات الحيوية والوجبات الغذائية المعالجة، وعوامل أخرى من المجتمع الحضري.

ويشير الباحثون من جامعة Rutgers في نيو برونزويك، إن "خزنة" يوم القيامة قد تساعدنا في ضمان صحة البشرية على المدى الطويل، في مواجهة فقدان التنوع الميكروبي على مستوى الكوكب، الذي يشكل تهديدا على قدم المساواة مع تغير المناخ.

وتعيش تريليونات من الميكروبات في جسم الإنسان، ويعزز الكثير منها صحتنا. ولكن في المناطق الحضرية من العالم، انخفض ذلك التنوع الميكروبي.

ويقول الباحثون إن معظم الأمريكيين، على سبيل المثال، لديهم ميكروبات في أجسامهم تقدر بحوالي نصف التنوع الذي يشهده الناس الذين يعيشون في قرى الأمازون المعزولة.

وبدون هذه الميكروبات الحيوية، يمكن أن يكون البشر أكثر عرضة لتطوير جميع أنواع المشاكل الصحية، مثل البدانة والربو والحساسية.

واشارت ماريا غلوريا دومينغيز-بيلو، الأستاذة بقسم الكيمياء الحيوية والأنثروبولوجيا بالجامعة: "نواجه أزمة صحية عالمية متنامية تتطلب منا أن نحافظ على التنوع في الكائنات الحية المجهرية والمحافظة عليها بينما ما تزال موجودة. وتطورت هذه الميكروبات مع البشر على مدى مئات آلاف السنين، وهي تساعدنا على هضم الطعام وتقوية جهاز المناعة لدينا والحماية من الجراثيم".

واضافت موضحة: "على مدى حفنة من الأجيال، شهدنا فقدا مذهلا في التنوع الميكروبي، يرتبط بارتفاع عالمي في اضطرابات المناعة وغيرها".

ويقول الباحثون إن السكان في المناطق النائية من أمريكا اللاتينية وإفريقيا، لديهم حاليا أكبر تنوع في الكائنات المجهرية.

ومن خلال جمع الميكروبات المفيدة من هذه المناطق قبل فقدانها بسبب التحضر، كما كانت في بقية العالم، يمكن الحفاظ عليها وإعادة إدخالها في المستقبل للوقاية من المرض.

ويمكن أن تساعد الجهود المبذولة على عكس الاتجاهات الصحية الحالية المنتشرة في المجتمع الغربي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد