هآرتس: مصالحة فتح وحماس تبتعد.. وعامِلان يعجلان الحرب بغزة

خلال توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في 12 أكتوبر الماضي -توضيحية-

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إن المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح و حماس "تبتعد"، مبرزة "عاملين" قد يعجلان وقوع حرب جديدة في قطاع غزة .

وذكر مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، نقلاً عن مصادر عسكريّةٍ وأمنيّةٍ، وصفها بأنّها واسعة الاطلاع، أنّ المعنيين في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة، قدّروا أنّ احتمال حصول مواجهةٍ عسكريّةٍ مع حركة "حماس" ارتفع بشكلٍ جوهريٍّ في الأسابيع الأخيرة.

وبحسب ضباط في جيش الاحتلال، أضافت الصحيفة، فإنّ عدم وجود تقدّمٍ في اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية و"حماس" وبديل عن مساعدة " الأونروا " يشير إلى أنّ المُواجهة العسكريّة باتت مسألة وقت ليس إلّا، على حدّ تعبيره.

اقرأ/ي أيضًا: مصر تطرح على حماس تصورا يتضمن تهدئة جزئية في غزة

وأشارت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّ الحديث لا يدور عن تغيير في موقف المؤسسة الأمنيّة، مضيفةً أنّه سبق وحذّر ضباط في الجيش الإسرائيليّ من أنّ الوضع يقترب من التصعيد أكثر من التسوية، لكن مؤخرًا يُلاحِظ المعنيون في المؤسسة الأمنية نشاطات “حماس” التي تُعزز التقدير أنّ الحركة معنية بمواجهة مع إسرائيل، حتى ولو كانت محدودة، على حد تعبيره المُحلّل هارئيل.

وتابع المُحلّل قائلاً في سياق تقريره إنّ حركة حماس جدّدّت المظاهرات، وحتى أنّها أنشأت وحدات من المتظاهرين لساعات الليل والصباح الباكر، وهذه الوحدات تنضم إلى وحدات البالونات، والإطارات، وتفاصيل أخرى يلاحظها جنود الجيش خلال المواجهات، بحسب ما أكّدته المصادر العسكريّة في تل أبيب للصحيفة العبريّة.

وبحسب المصادر ذاتها، شدّدّت الصحيفة العبريّة، فإنّ هدف الحركة هو إدارة مواجهات مع الجيش الإسرائيليّ في كلّ أيام الأسبوع، ليس فقط أيام الجمعة بعد الظهر، مشيرةً إلى أنّه في الأسابيع الأخيرة لاحظ المسؤولون في إسرائيل تحضيرات “حماس” للمواجهة، فقد أجرت الأخيرة مناورة داخلية لسكان القطاع، تُحاكي حربًا مع إسرائيل، وواصلت تدريب القوات المقاتلة.

وأردفت الصحيفة العبريّة أنّ تل أبيب تُلاحِظ عاملين أساسين لتصعيدٍ محتملٍ وهو فشل المصالحة الداخليّة الفلسطينيّة والوضع الإنساني في غزة، والعامل الثاني يعتبر قابلًا للانفجار أكثر، كما قالت المصادر الإسرائيليّة.

علاوةً على ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ التقدير السائد في المؤسسة الأمنية في إسرائيل هو أنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، يدفع “حماس” باتجاه مواجهة مع إسرائيل، مُضيفةً في الوقت ذاته أنّ المواضيع الأساسيّة التي لم يتّم الاتفاق عليها في المصالحة هي: نزع سلاح حماس، ونقله إلى أيدي السلطة الفلسطينيّة، استعادة الأراضي العامّة في غزة من “حماس″، إعادة عاملي “فتح” إلى وظائفهم ، لافتةً إلى أنّ المصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين تبتعد.

وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أنّ عدم إيجاد بديلٍ لمساعدات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” هو عامل إضافيّ يزيد خطورة الوضع في غزة وخاصة لناحية الوضع الإنساني، مُضيفةً أنّ المسؤولين في الدولة العبريّة يُلاحِظون أنّه إذا لم يتّم إيجاد بديلٍ لمساعدة “الأونروا”، فإنّ المواجهة ستكون حتميةً، على حدّ تعبير الصحيفة.

وخلُص المُحلّل هارئيل إلى القول إنّه بحسب تقديرات الأجهزة المختلفة في كيان الاحتلال، فإنّ توقيف نشاطات الأونروا واستمرار الوضع الأمنيّ قد يؤديان إلى انهيار الأوضاع بشكل تامٍّ وكاملٍ في قطاع غزّة، بحسب تعبيره.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد