مصر تطرح على حماس تصورا يتضمن تهدئة جزئية في غزة
كشفت صحيفة العربي الجديد، اليوم الثلاثاء، أن "مصر طرحت خلال اجتماعاتها الجارية مع وفد حركة حماس تصورا يضمن تهدئة جزئية في غزة ، وتخفيف للحصار بشكل مؤقت، لضمان استمرار تفاهمات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن "مصر من خلال هذا التصور لا تريد إثارة غضب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الذي يشترط إتمام المصالحة الفلسطينية الداخلية، قبل البدء في أي مفاوضات متعلقة بالتهدئة مع الاحتلال".
ولفتت المصادر إلى أن "التصور المصري، ربما يكون جزءاً من تصور آت من واشنطن، بحيث يتم الإعلان المبدئي عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام المعروفة باسم صفقة القرن ، خلال شهرين أو ثلاثة على الأكثر كما يرغب الرئيس الأميركي، على أن يكون الإعلان مصحوباً بهدوء متفق عليه في قطاع غزة".
وأكدت المصادر أن "هناك نشاطاً ملحوظاً بشأن ملف صفقة القرن أخيراً، على عكس الأشهر الماضية التي شهدت تراجعاً ملحوظاً لهذا الملف، إذ تعكف دوائر داخل منظومة صناعة القرار المصري لمراجعة إجراءات أميركية متعلقة بالخطة، وتحديد التحركات اللازمة لها خلال الأيام المقبلة".
أقرأ/ أيضا: تفسيرات جديدة من مصر لحماس حول ملاحظات فتح بشأن المصالحة
كما أشارت المصادر إلى أن "الحديث خلال اللقاء مع قيادات جهاز المخابرات والمسؤولين المصريين تطرّق لخطط متعلقة بوضع اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، من دون أن توضح طبيعة تلك المناقشات".
ولفتت إلى أن "القاهرة شددت على وفد حماس، ضرورة عدم تصعيد مسيرات العودة ومظاهر الاحتجاجات، بشكل يصعب معه السيطرة عليه، والعودة إلى خط الرجعة مجدداً"، مؤكدة في الوقت ذاته على "الجهود التي يبذلها الجهاز لمنع انزلاق الأوضاع العسكرية في القطاع لمربع الحرب الموسعة".
وبحسب المصادر: "قدّر الجانب المصري لحركة حماس التزامها خلال الاتصالات اليومية المتعلقة بالوضع الأمني في غزة، بما يتم الاتفاق عليها، وتنفيذ ما يتم طلبه بشكل سريع لمنع التصعيد مع الاحتلال".
يذكر أن وفدا رفيع المستوى من حركة حماس بقيادة نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري وصل العاصمة المصرية القاهرة، السبت الماضي.
وعقدت اجتماعات مطولة بين وفد حماس والمسؤولين المصريين بجهاز المخابرات في مقر قيادة الجهاز بحضور اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول ملف فلسطين، واللواء عمرو حنفي وكيل الجهاز، نوقشت خلالها ملفات عديدة.
وشارك في اللقاءات إلى جانب العاروري، مسؤول ملف العلاقات الخارجية، موسى أبو مرزوق، ومسؤول دائرة الإعلام في الحركة، خليل الحية، وأعضاء المكتب السياسي للحركة نزار عوض الله وعزت الرشق وحسام بدران وروحي مشتهى، إضافة إلى القيادي طاهر النونو.
ومن المقرر أن يعقد الوفد لقاءً آخر مع رئيس الجهاز اللواء عباس كامل ، قبل مغادرته القاهرة، بشأن التوصل للتفاهمات النهائية قبل توجه الوفد مجدداً إلى غزة لمراجعة قيادة الحركة هناك، فيما تم التباحث بشأنه.
وأكدت المصادر أن "اللقاءات التي جرت في القاهرة، شهدت تقارباً وتفاهماً كبيراً بين الجانبين".