جامعة بيرزيت تطلق محرك بحث معجمي متعدد اللغات
أعلنت دائرة علم الحاسوب ب جامعة بيرزيت ، اليوم الثلاثاء، عن محرك بحث يسمح للباحث باسترجاع ترجمة ومترادفات ومعاني كلمة معينة من 150 معجما عربيا ومتعدد اللغات.
وحضر حفل الإطلاق رئيس جامعة بيرزيت عبد اللطيف أبو حجلة، والوكيل المساعد لوزير التربية والتعليم لشؤون التعليم العالي إيهاب القبج، ورئيس أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا مروان عورتاني ، وأمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ممثل فلسطين في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" مراد سوداني، حسب الوكالة الرسمية.
ويحتوي محرك البحث على أضخم قاعدة بيانات لغوية استغرقت حوسبتها ثماني سنوات، وذلك ضمن مشروع بحثي غير ربحي وطويل الأمد لخدمة اللغة العربية، وإغناء الإنترنت بمحتوى عربي نوعي، خاصة أن قاعدة البيانات تحتوي على عدد ضخم من معاجم المصطلحات المعاصرة وفي شتى العلوم والمجالات العلمية والهندسية والتجارية والأدبية وغيرها، بالإضافة إلى المعاجم والمسارد اللغوية التقليدية.
كما يحتوي المحرك على الانطولوجيا العربية، وهي تصنيف لمفاهيم الكلمات العربية وتعريفها بحدودها وبلغة المنطق.
وقال أبو حجلة، إن هذا الإنجاز يعزز من دور الجامعة العلمي والريادي في خدمة الأمة العربية. وبيَّن، أن حوسبة هذا الكم الهائل من المعاجم كان عملاً شاقاً، خاصة أنه تمت طباعتها ومراجعتها على مدار عدة سنوات، وأنه وبالرغم من ضعفِ الإمكانيات المادية، إلا أنه تم إنتاج ما حلمت به العديد من المؤسسات العربية قديما لحفظ وحوسبة المعاجم العربية.
بدوره، قال عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا واصل غانم، إن هذا الإنجاز يضاف إلى العديد من الإنجازات الريادية والتاريخية، ومن ضمنها حوسبة اللهجة العامية الفلسطينية قبل عدة سنوات، والتي تهدف لمساعدة الحاسوب على فهم وترجمة النصوص العامية.
وأضاف ان التطور التكنولوجي هو الذي يدفع عجلة الاقتصاد، وان مثل هذه الأبحاث هي التي تقحم فلسطين في الثورة الصناعية الرابعة.
بدوره، قال القبج، إننا "نقف أمام انجاز علمي فلسطيني، يعكس قدرة الفلسطينيين على الإبداع والريادة رغم ضعف الإمكانيات المادية".
وبين أن الوزارة تسعى جاهدة إلى تحسين جودة التعليم في فلسطين، وأنها ستعمل على إيصال هذا المشروع إلى كافة طلبة المدارس وتعميمه على مؤسسات التعليم العالي بالتنسيق مع القائمين عليه.
من جانبه قال عورتاني إن أهمية محرك البحث تتعدى استخداماته كمعجم من قبل الجمهور العربي، وإنه يؤسس لتطوير العديد من التطبيقات الذكية، وإن غياب المصادر اللغوية المحوسبة أدى إلى ضعف أداء التطبيقات بالرغم من حاجتنا واستعملنا اليومي لها.
ان أكاديمية فلسطين تسعى لتطوير ومأسسة قطاع البحث العلمي الفلسطيني وتأطير الباحثين الشباب لزيادة مهاراتهم وقدراتهم البحثية والريادية، وانها تنفذ حاليا عدة برامج للتشبيك العلمي مع العالم الخارجي. وصرح عورتاني أن الاكاديمية تشهد إعادة تطوير ومأسسة داخلية لتكون صوت العلماء والبحث العلمي في فلسطين.
من جهته، لفت سوداني إلى أن المعاجم الالكترونية تعد من أهمّ الوسائط المعتمدة في حفظ الذّاكرة اللغويّة للأمة العربية، ويتوجب تطويرها لتواكب حركة الانفجار المعلوماتي الهائل.
بدورها، بينت رئيسة قسم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "الاسكوا" بالأمم المتحدة نبال إدلبي في كلمتها عبر "سكايب"، أن عدد صفحات الانترنت العربية تمثل 0.6% فقط من عدد صفحات الانترنت، وذلك بالرغم من أن العرب يشكلون 5.7% من سكان الكوكب.
وحول الأنطولوجيا، أوضح المدير والباحث الرئيسي للمشروع د. مصطفى جرار، أنها شجرة للمفاهيم العربية، أي تصنيف لمعاني الكلمات وليس الكلمات نفسها، مصنفة ومعرفة حسب ما توصلت إليه العلوم، وليس حسب ما شاع بين الناس كما المعاجم. وأن الأنطولوجيا بنيت بلغة المنطق المحوسب، ما يتيح استخدامها في العديد من التطبيقات الذكية، مثل البحث والاسترجاع دلالياً، والترجمة الآلية، والتحليل الدلالي وفك الغموض الآلي، والبيانات الضخمة وتوحيد قواعد البيانات، و"الويب" الدلاليّ، وغيرها.