تقرير: الظروف الصعبة تجبر طلبة بغزة على تأجيل دراستهم الجامعية
اضطر عشرات الطلبة الجدد والجامعيين في قطاع غزة ، إلى تأجيل دراستهم قسرا هذا العام، بسبب الظروف الاقتصادية المتردية.
وازداد الوضع في غزة سوءًا بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الثاني عشر على التوالي، وبقاء الانقسام الفلسطيني على حاله، وما نتج عنه من انعكاسات سلبية، خاصة فيما يتعلق بمسألة الرواتب والمخصصات.
ولا تبشر الحالة الفلسطينية الحالية، بوجود انفراجه قريبة، في ظل تعثر مباحثات المصالحة الفلسطينية ، وكذلك الجهود متعددة الأطراف من أجل إبرام تهدئة في غزة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
الطالبة أمل حاتم تخرجت من الثانوية العامه هذا العام وهي واحده من الطلبة الذين لم يتمكنوا من التسجيل بالجامعة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها عائلتها.
وحسب أمل، فإن والدها كان يعمل موظفًا لدى السلطة الفلسطينية، لكنه أحيل مؤخرا إلى التقاعد، ويعيل أسرته المكونة من ستة أفراد.
وتقول لوكالة (سوا): راتب والدي أصبح لا يكفي لتغطية نفقات العائلة لذلك قمت بتأجيل التسجيل بالجامعة هذا الفصل على أمل أن تتحسن الظروف خلال الفصل القادم.
وواقع الحال مع الطالبه "أمل طه" ليس ببعيد عن سابقتها فالظرف المادي للعائلة ولذات السبب السابق حال دون التحاقها بأي من جامعات غزة للعام الثاني على التوالي.
وكانت أمل تطمح بالدراسة في إحدى الجامعات، لكن أحلامها اصطدمت بصعوبة الواقع.
اما الطالب أحمد يوسف، فتحدث لوكالة "سوا" ان الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها عائلته، اجبرته على ترك الدراسة، رغم انه على اعتاب التخرج.
وقال : "نحن ثلاثة طلبة جامعين وبعد الازمة الاقتصادية الصعبة التي نعيشها لم يتمكن أي منا من التسجيل للعام الدراسي الجديد، نظراً لضيق الحال وعدم مقدرة والدي على توفير الرسوم"، مضيفا : "من المحتمل ألا نعود للدراسة مرة أخرى".
من جهته، يقول مدير القبول والتسجيل بالجامعة الاسلامية بغزه زهير الكردي لوكالة "سوا" إن الظروف العامة والاقتصادية في غزة تؤثر بشكل سلبي وواضح على الملتحقين بالجامعة، ولكن لا يمكن الحكم نهائياً على حجم الملتحقين إذ ان الفئة المستهدفة سجلت بالجامعة كالتحاق لكن لم يسددوا جميعا الرسوم".
ولفت إلى أن الجامعه من باب المسؤولية الاجتماعية ومن باب رسالتها في نشر العلم في قطاع غزة تعمل على تقديم كافة التسهيلات من اجل التخفيف عن الطلبة وذويهم كي يلتحقوا بركب العلم ويحصلون على شهادة تأهلهم لسوق العمل بعد ذلك" .
وعن وجود برامج تخفف أعباء الرسوم الجامعية، تحدث لوكالة "سوا" ان هناك تسهيلات في الدفع حيث ان الطالب يستطيع ان يدفع نصف الرسوم عند الالتحاق بالجامعة والنصف الاخر خلال الفصل الدارسي.
وأشار إلى أن جامعته تعاقدت مع وزارة المالية بغزة من اجل تقسيط الرسوم عبر المستحقات من خلال خصم 25 في المائة منها.
وذكر ان الجامعه وفرت قرابة "2000" منحة لطلبتها الجدد بنسبة 25 في المائة من الرسوم.
وأضاف الكردي ان الجامعه قدمت ايضا 1000 منحة للطلاب الحاصلين على 90% فما فوق مع امكانية ان يجمع الطلاب بين المنحتين معا.
وعلى الرغم من أن سعر رسوم الساعة بجامعة الأقصى هو الأقل بين الجامعات الأخرى إلا أن الإقبال ما زال دون توقعات دائرة القبول والتسجيل حيث قدر عميدها د. عدنان الكحلوت ان نسبة كبيرة من خريجي الثانوية العامة لم يلتحقوا بأي جامعة أو كلية حتى اللحظة.
وقال "الكثير من الطلبة تواصلوا معنا للاستفسار عن التسجيل وتكاليف الدراسة ورغبتهم بها لكن ليس بمقدورهم دفع أية رسوم أو تكاليف".
وأضاف الكحلوت لوكالة "سوا" "النظرة العامة حول تسجيل الطلبة سلبية في الجامعات ككل"، منبهاً إلى أن جامعة الأقصى اضطرت إلى تقسيط الرسوم الجامعية للطلبة الجدد لمساعدتهم في الالتحاق شرط أن يدفع الطالب نصف الرسوم الفصلية، ومن ثم يقوم بتقسيط باقي المبلغ على عدة دفعات.
وأشار الكحلوت إلى ان جامعة الاقصى تقدم العديد من المنح والاعفاءت للطلاب وليس من هذا العام فقط.
وأكد أن الجامعه تعمل كل ما بوسعها من اجل الا ترد الطلبة وتحرمهم من المسيرة التعليمية .
وأفاد الكحلوت أن رسوم الساعة لأغلب التخصصات تقدر بـ 10 دنانير، و15 دينارًا في قسم العلوم الطبية "مع تقديم خدمة أكاديمية منافسة للجامعات الأخرى وفق وقوله.