تقرير: ماذا سيحمل خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة؟
يترقب الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم خطابا للرئيس محمود عباس سيلقيه في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 من الشهر الجاري في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
يأتي هذا الخطاب في وقت تواجه فيه القضية الفلسطينية الكثير من التحديات الداخلية متمثلة في ملفي المصالحة والتهدئة، والخارجية متمثلة بالقرارات الأمريكية الأخيرة الصادرة بحق الفلسطينيين، بالإضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة في القدس والضفة الغربية وأراضي عام 48، وأبرزها ملف الخان الأحمر وقانون القومية العنصري.
وأصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام الأخيرة عدة قرارات، كان أهمها على الإطلاق إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ، بالإضافة إلى قطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية وعن مستشفيات القدس الشرقية.
وعقدت القيادة الفلسطينية مساء السبت اجتماعا موسعا في رام الله ، بحث تطورات القضية الفلسطينية والتحديات التي تواجهها في ظل المستجدات الجديدة، والبدء العملي لتنفيذ صفقة القرن كما أكد بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
أقرأ/ي أيضا: حسين الشيخ لسوا: لا مانع من لقاء حماس في القاهرة بهذه الشروط
وقال الرئيس عباس قبل بدء الاجتماع، إن القيادة ستذهب للأمم المتحدة لتواجه العالم بالقضايا التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وإبلاغ رسالته حول كافة القضايا دون استثناء، خاصة الموقف الأميركي الأخير، والمواقف الإسرائيلية.
وأكد أحمد مجدلاني عضو اللجنة والمقرب من الرئيس عباس، إن رسائل ستوجه من خلال هذا الخطاب للولايات المتحدة، وإسرائيل، والرأي العام الفلسطيني الذي بات قلقًا جراء الموقف الأمريكي العدائي والمتساوق مع موقف حكومة الاحتلال، والهادف إلى تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية".
في هذا الإطار، توقع المحلل السياسي طلال عوكل أن يكون خطاب الرئيس عباس "مهما"، ولكنه لن يحدث "أي شيء دراماتيكي ولن يكون هناك جديد"، مشددا على ضرورة أن يطرح موضوع الأونروا للتصويت من جديد أمام الأمم المتحدة؛ لتثبيت مرجعيتها حول حقوق اللاجئين ووجود وكالة الغوث.
وقلّل عوكل من أهمية اجتماع المجلس المركزي الذي سيُعقد في شهر أكتوبر المقبل، لافتًا إلى "القرارات العديدة التي اُتخذت بالمجلسين المركزي والوطني واللجنة التنفيذية والمركزية لفتح، لكنها لم تنفذ حتى الآن".
وتوقع أن يتم تكرار التهديد بتنفيذ القرارات وإعطائها مزيدا من الجدية، لكنها لن تكون حاسمة، مؤكدًا أهمية "تحريك المصالحة قبل كل شي إذا كان الفلسطينيون جادين في مواجهة صفقة القرن، وحل مشاكل غزة ".
أقرأ/ي أيضا: عريقات يهاجم مستشاري ومبعوثي ترامب بالشرق الأوسط
وأكد الرئيس عباس في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن جلسة للمجلس المركزي ستعقد في رام الله بعد العودة من الأمم المتحدة لــ "نقدم كل ما رأيناه وسمعناه، والقرار النهائي سيكون للمجلس".
وفيما يتعلق بالوضع بغزة، حذر عوكل في تصريحات لسوا من أن "هناك إصرارا أمريكيا إسرائيليا للعمل على تأهيل غزة بوجود السلطة أو بدونها"، مشددًا على ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية .
وأشار عوكل إلى أن إسرائيل لا تريد الحرب رغم تهديداتها المستمرة؛ كونها تشعر أن الظروف مهيأة لتنفيذ ما تريد في غزة من باب الأزمة الإنسانية دون الحاجة إلى حرب، لا سيما أنها قد تكون مقبلة على انتخابات مبكرة، وليس لها أهداف واضحة من ذلك.
وتوقفت قبل أسابيع قليلة محادثات كانت تجرى بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة أممية ومصرية، للتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، وذلك بسبب رفض الرئيس والسلطة الفلسطينية لهذه المفاوضات.
بدوره استبعد المحلل السياسي هاني حبيب أن يتطرق الرئيس عباس خلال خطابه عن القضايا الداخلية، متوقعا أن يتحدث عن الاستيطان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني، وأن يطالب بالاعتراف بتحويل عضوية فلسطين بالأمم المتحدة من مراقب إلى كاملة.
وحسب حبيب، فإن خطاب الرئيس عباس سيكون في نطاق الرد على خطاب الرئيس الأمريكي الذي يسبقه، وعلى جملة السياسات التي اتخذتها إدارته خلال العام الماضي، بما فيها قرارها بشأن القدس ومنظمة التحرير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية والتسريبات المتعلقة بالكونفدرالية.
وشدّد على ضرورة إصلاح الوضع الداخلي بين فتح وحماس؛ كون ذلك يقوّي الموقف الفلسطيني على الصعيد الدولي.
وقال حبيب إن إنجاز ملف المصالحة " يجعلنا أكثر قدرة بالتأثير على القرارات الدولية وعلى المجتمع الدولي للوقوف بجانب القضية الفلسطينية، وأن وجود الانقسام الفلسطيني يعكس ذلك كله"، منوها إلى أنه لن يؤثر على موقف الرئيس عباس خلال خطابه المرتقب.
واعتبر أن الوضع فيما يتعلق بالمصالحة والتهدئة "عاد إلى المربع الأول، في ظل تبني الوسيط المصري لرؤية فتح بأولوية المصالحة".