في حوار خاص مع وكالة سوا
حوار: حسين الشيخ:وفد من فتح للقاهرة خلال الأيام المقبلة ولا مانع من لقاء حماس بشرط
أكد وزير الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ أن وفدا من حركة فتح سيتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة في الأيام القليلة القادمة، لاستكمال بحث ملف المصالحة الفلسطينية إضافة للعديد من الملفات.
وقال الشيخ في حوار خاص مع وكالة سوا الإخبارية :" نحن نرحب بأي دعوة من أشقائنا في مصر لزيارة القاهرة عبر وفد من حركة فتح لاستكمال المباحثات والمشاورات فيما يتعلق بموضوع المصالحة وملفات سياسية أخرى بيننا وبين الأشقاء المصريين التي تحتاج لتنسيق متبادل".
وأضاف:" الطريق بيننا وبين القاهرة مفتوح، ونحن بانتظار توجيه دعوة من الأشقاء في مصر، وخلال ايام قليلة سيتوجه وفد من فتح للقاهرة".
وحول إمكانية عقد لقاء ثنائي مع حماس ، قال الشيخ:" نحن عندما يصلنا من الأشقاء المصريين أن الظروف قد تهيأت تماما للقاء ثنائي مع حماس تحت رعاية مصر فلا مانع لدينا إطلاقا".
وشدد على أهمية "جسر الفجوة أولا للموقف الواضح بيننا وبين حماس في الرؤية للمصالحة"، مشيرا إلى "اختلاف كبير في رؤيتنا لموضوع المصالحة ورؤية حماس في هذا الموضوع".
وأوضح أن " الموضوع الآن على طاولة البحث وتحت رعاية وإشراف الأشقاء المصريين، والقاهرة تقوم بدور كبير أولا لجسر الهوة وخلق قدر الإمكان مجموعة مفاهيم مشتركة بيننا وبين حماس، وفي حال توفر هذا المناخ الإيجابي والتقارب في وجهات النظر لا اعتراض لدينا إطلاقا".
واستدرك الشيخ:" أما أن يكون الاجتماع لمجرد الاجتماع والخروج بنتيجة فاشلة من هذا الاجتماع لا سمح الله، حينها سيكون هناك تداعيات كبيرة لفشل أي لقاء بيننا وبين حماس".
وتابع:" بناء عليه نحن قلنا إننا نريد من مصر أن تلعب هذا الدور الاستراتيجي في تقريب وجهات مع حماس، وإذا أحس الأخوة في مصر أن الفجوة تقلصت كثيرا وأن هناك مفاهيم مشتركة يمكن أن يبنى عليها تكريس المصالحة سنكون إيجابيين إلى أبعد مدى في هذه القضية".
وقال :" نأمل بألا نذهب الى السلب لأن فشل المصالحة الفلسطينية سيكون كارثة على القضية الفلسطينية"، مؤكدا لسوا أن الكل يدرك ما تتعرض له القضية وتحديدا بعد الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية".
وجدد الوزير الشيخ التأكيد أنه "يجب أن ننطلق أولا من مربع المصالحة لأنها الاساس وتشكل الاداة الفلسطينية الشاملة لمواجهة المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية".
وقال:" إذا غرقنا في أي ملف آخر قبل ملف المصالحة سواء كان بحسن نوايا أو بسوء نوايا، سيكون ذلك تعاطيا مع ما يخطط ويرسم له من تنفيذ البند الأخير المتعلق ب صفقة القرن وهو الخاص بقطاع غزة ومستقبل غزة وفصلها عن الضفة الغربية وهذا لا يمكن أن يقبله أي فلسطيني".
وأضاف:" نريد الاندفاع بقوة باتجاه تنفيذ ملف المصالحة الفلسطينية الذي ترعاه جمهورية مصر العربية"، مشيرا إلى أن هناك جهد كبير تقوم به القاهرة لإنجاز ذلك".
وأشار إلى أن الحوارات تتم بين أشقائنا المصريين وبين التنظيمات الفلسطينية المعنية بهذا الموضوع، متمنيا أن "يكلل الجهد بالنجاح حتى نتمكن من وضع القطار على السكة بالوضع الصحيح وألا نضيع أو نتوه في مربعات اخرى ربما تشكل خطر على المشروع الوطني ووحدة أرضنا وشعبنا".
وأكد الشيخ لسوا على موقف القيادة الفلسطينية :" نريد أولا البدء بالحديث عن المصالحة الوطنية الفلسطينية لأنها القاعدة والأساس التي ممكن أن يكون هناك إجماع وطني فلسطيني يمكن الحديث مع كل الجهات الاقليمية والدولية فيما يتعلق بتبعات أي حالة موجودة أو مشروع أو خطة سواء كانت التهدئة أو غيرها".
وأشار إلى أن "المصالحة تشكل الركيزة الأساسية والارضية الصلبة لإيجاد موقف وطني فلسطيني شامل لمواجهة هذه القضية والحديث تحت راية الإجماع الوطني ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وباقي فصائل العمل السياسي".
وشدد على أنه "لا يجوز الانطلاق من مربع الى مربع آخر قبل أن ننجز المربع الأساسي وننتصر به وهو مربع المصالحة وإعادة اللحمة للأرض والشعب".
وتابع:" هذا هو موقفا الذي أكدناه لكل الجهات المعنية وسنستمر به لأننا مقتنعين أننا إذا أنجزنا المصالحة سنتمكن من الذهاب باتجاه المربعات الأخرى سواء كان التهدئة أو أي مربع آخر".
لقاء السفير العمادي مع الرئيس عباس
وبشأن اللقاء الذي جمع الرئيس عباس بالسفير القطري محمد العمادي في رام الله مساء الخميس، قال الشيخ لسوا:" السفير العمادي نقل رسالة للرئيس عباس من أمير قطر بدعم الشرعية الفلسطينية والجهود التي تبذلها جمهورية مصر لإنجاز المصالحة".
وأشار إلى أن قطر ثمنت دور القيادة الفلسطينية الايجابي فيما يتعلق بالتعاطي مع ملف المصالحة.
ولفت إلى أن "السفير العمادي تحدث في نفس الوقت مع الرئيس حول جملة من القضايا التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، ودعم قطر واسنادها للرئيس في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها القضية".
واستطرد: قلنا إننا نرحب بأي دعم وإسناد لشعبنا الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة من أي جهة كانت ومن أي دولة كانت، وطرحنا أولويات الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، وقلنا إن الجهد يجب أن يصب أولا باتجاه إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية".
وأردف الشيخ قائلاً أن "هذا المربع الذي يجب ان يأتي إليه الكل الوطني الفلسطيني (..) متابعا لسوا "يجب ألا نغرق في أي ملفات أخرى تتعاطى مع القضية الفلسطينية وكأنها قضية إغاثية إنسانية".
وبين أن الشعب الفلسطيني لا ينقصه رغيف الخبز، وإنما يحتاج إلى الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال.
ومضى قائلا:" القضية قضية وطنية من الطراز الأول ونرفض تحت أي ظرف من الظروف التعاطي مع قضية قطاع غزة وقضية الشعب الفلسطيني وكأنها قضية كارثية بالبعد الإنساني".
ونوه إلى أن القضية الفلسطينية إنسانية وكارثية نتيجة الاحتلال والحصار الاسرائيلي للشعب الفلسطيني.
صفقة القرن
في سياق آخر، قال الشيخ إن "المؤشرات التي لدينا تشير إلى أن الإدارة تتجه نحو تطبيق صفقة القرن خطوة وراء خطوة"، لافتا لسوا إلى أن "ذلك بدأ في اعتبار منظمة التحرير منظمة إرهابية وإغلاق مكتب المنظمة وثم الاعتراف ب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها انتقالا إلى ملف اللاجئين واعتبار الاستيطان شرعي وانتهاء مفهوم حل الدولتين".
وأكمل قائلا:" الآن يبحثوا عن صيغة معينة لقطاع غزة لتكريس الانقسام بين شطري الوطن، موضحا أن" كل هذه المؤشرات تعطينا دليل قاطع على أن هذه الإدارة تذهب بعيدا في مشوارها ومشروعها التأمري ضد القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أنه "لا يمكن أن نواجه هذا المشروع الكبير الذي يستهدف القضية الفلسطينية دون أن يكون هناك مصالحة تشكل الأرضية القادرة على مواجهة هذا المشروع التأمري".
وأضاف: الأميركيون سيبحثون عن ضالتهم في وجود أي طرف فلسطيني يقبل هذا المشروع، وبناء عليه نحن نؤكد أن المصالحة هي المدخل والمفتاح لمواجهة هذه المؤامرة ووجودنا على هذه الأرض".
الإجراءات الأميركية الأخيرة
وشدد الوزير الشيخ على أن "الشعب الفلسطيني لا يباع ولا يشتري، مؤكدا أن من يعتقد بان شعبنا يمكن ان يبتز بحفنة من الدولارات فهو واهم، فقضيتنا أكبر وأغلى بكثير من كل دولارات هذا العالم وليس فقط الأمريكان".
وقال لسوا:" إذا اعتقدت أميركا أنه بهذا الحصار المالي يمكن أن يدفعوا القيادة للاستسلام والقبول بما هو معروض علينا من قبل الإدارة الأميركية هو وهم سيتبدد، كما تبددت كل الأوهام السابقة".
ولفت إلى أن "القضية الفلسطينية عمرها 100 عام والشعب الفلسطيني صامد صابر لم تستطع كل قوى الأرض أن تمرر أي مؤامرة عليه".
وأكد أن "هذا الحصار السياسي والمالي الأميركي الذي تتعرض له السلطة الفلسطينية لن يؤثر على موقف القيادة وما يوجد بين أيدينا سيقتسمه شعبنا الفلسطيني حتى يحافظ على ثباته على أرضه".
ونوه إلى أن هذا الحصار لن يؤثر لا على مناحي الحياة ولا على رواتب ولا غيره، والشعب الفلسطيني سيستمر بمواجهة هذه المؤامرات.