هل قرار وقف مساعدات الأونروا جزءا من صفقة القرن؟
أثار قرار الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب القاضي بوقف المساعدات التي تقدمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ، ردود أفعال غاضبة من قبل الفلسطينيين، خاصة وأنه يأتي بعد أشهر قليلة من إعلان واشنطن القدس عاصمة لإسرائيل.
وأجمع محللون سياسيون أن هذه القرارات تأتي ضمن ما يسمى " صفقة القرن " التي يعمل فريق أمريكي على صياغتها لتقديمها على الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الصراع بينهما، مؤكدين أنه تتبنى المشروع الصهيوني القاضي بإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني.
وهذا ما قالته صحيفة "هآرتس" العبرية،بأن "الإعلان الأمريكي عن وقف المساعدات للأونروا، يشير إلى أن إدارة ترامب، تنفذ بالفعل خطتها بشأن الصراع والقضاء على الحركة الوطنية الفلسطينية".
وقال المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي أحمد رفيق عوض في حديث مع وكالة "سوا" الإخبارية، إن القرار الأمريكي هو المكمل والجزء الثاني لقانون القومية العنصري، والذي يحصر حق تقرير المصير لليهود على أرض فلسطين التاريخية، وبالتالي يعيد اليهود إلى فلسطين التاريخية، وفي نفس الوقت يأتي القرار بنفي الأونروا بهدف شطب حق العودة.
وصادق الكنيست الإسرائيلي في الثامن عشر من يوليو الماضي على قانون القومية ،والذي ينص على أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي"، وأن حق تقرير المصير فيها "يخص الشعب اليهودي فقط".
اقرأ/ي أيضا:وقف رواتب موظفي غـزة يحظى بدعم دولتين عربيتين
وأضاف عوض: "صفقة القرن عمليا تُنفذ بصمت وهدوء وربما بضجيج أيضا، وفي الليل والنهار، بمعنى نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ودعم الاستيطان وتجفيف منظمة الأونروا وطرد منظمة التحرير من أمريكا وإغلاق ممثليتها ودمج إسرائيل في المنطقة من خلال العلاقات السرية كل ذلك هو صفقة القرن".
وأكد أن الفلسطينيين لن يستطيعوا مواجهة صفقة القرن والإجراءات الأمريكية في حال بقي الانقسام، مضيفا "أنهم ضعفاء جدا ومواجهة صفقة القرن أو غيرها لا تتم إلا بوحدة فلسطينية".
ويتفق المحلل السياسي وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني تيسير محيسن مع عوض، بأن هذه القرارات تأتي في سياق ما تطلق عليه صفقة القرن.
وأوضح محيسن "إننا فعلا كفلسطينيين نقول أن هذا جزء من صفقة القرن بالرغم أنه لم يتم الإعلان عنها، ولكن بالنسبة لي صفقة القرن تعني التحالف الإسرائيلي الأمريكي على حساب القضية الفلسطينية والفوز بدولة يهودية خالصة وهذا ما عبر عنه قانون القومية وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وإخراجها من المفاوضات النهائية بالإضافة إلى ضم الضفة الغربية وفصل قطاع غزة ".
ويعتقد محيسن في حديث لوكالة "سوا" الإخبارية، بأنه لا بد من وقفة اتجاه هذه "السياسة المجنونة" بدءا من الفلسطيني الذي عليه أن يستعيد وحدته الوطنية والنضالية ووقف المهاترات والخلافات التي لا معنى لها إلا إضعاف قدرة الممانعة والمواجهة، مطالبا جامعة الدولة العربية بأن تتخذ موقفا قويا اتجاه هذه السياسة.
ويرى بأن سلوك الفلسطينيين في السنوات الأخيرة بات يشجع هذه السياسة، مشيرا إلى أنه كان يمكن الانتباه لهذه المسالة من البداية، لأن هناك ثمنا يجب أن يدفعه الفلسطينيون جراء كل أخطائهم وانقسامهم وانشغالهم بالمشاكل الداخلية.
وأعلن ترامب في الرابع عشر من مايو الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي أدى قطع السلطة الفلسطينية العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، والتخلي عن اعتبارها وسيطا وحيدا ونزيها في عملية السلام.
ويقول المحلل والكاتب السياسي حسن عبدو، إن البيئتين المحلية والإقليمية توفر مناخا مناسبا لإنهاء وجود الشعب الفلسطيني حتى على الصعيد المعنوي،بمعنى تفتيته وتنفيذ الإعدام السياسي للشعب الفلسطيني والتنكر لحقوقه السياسية.
وأضاف في تصريحات لوكالة "سوا" الإخبارية، أن الشعب الفلسطيني يواجه مخاطر وتحديات ربما هي الأكثر شراسة خلال العقود والسنوات الماضية، مستبعدا إمكانية مواجهة هذه التحديات بسبب حالة الانقسام.
وتابع "ما لم يكن هناك تداعي فلسطيني من كافة القوى السياسية والشعبية لوقف هذا الانهيار وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني وإنهاء الانقسام واستعادة وحدة الشعب الفلسطيني فلا اعتقد بأن القيادة الحالية والحالة الفلسطينية تملك مقومات لمواجهه هذه المخاطر".