نريد زوال الاحتلال قبل الخبز

العالول: 'نسعى لمصالحة شاملة وسنتخذ قرارات صعبة بالمركزي المقبل

محمود العالول - نائب رئيس حركة فتح

أكد محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، تمسك حركته ب المصالحة الفلسطينية الشاملة مع حماس ، موضحًا أنها مه التهدئة لكن على أساس وطني.

وقال العالول في حديث مع موقع اللواء اللبناني : "نحن نتحدّث عن المصالحة الشاملة، التي تُنهي معاناة شعبنا الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزّة، ولا نريد أنْ يكون الأمر جزئياً".

وأضاف : "بالتأكيد نحن مع التهدئة - أي بمعنى تخفيف حدّة المعاناة - التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة، لكن على أساس وطني، ليس على أساس جزئي". 

وشدد على رفض حركته للتهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصيل فلسطيني، مبينًا أنه "لا بد من أن تكون على أساس وطني، كما جرى في العام 2014".

وتابع : "نبذل جهداً كبيراً للغاية، أولاً لدينا الرغبة بأنْ تكون هناك مصالحة شاملة، وليس أنْ نتناول قضايا مجتزأة هنا وهناك، لأنّ التحديات التي يعيشها الشعب الفلسطيني كبيرة وضخمة، وبحاجة إلى اصطفاف فلسطيني في مواجهتها". 

وتحدث أنه "خلال فترات سابقة، اتخذ الرئيس محمود عباس  أكثر من مرّة مبادرات، ووجّه نداءات إلى حماس، لتأتي لنصنع اصطفافاً معاً في مواجهة ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، ومواجهة هذه التحديات التي يتعرّض لها، لكن لم تكن ردود الفعل مشجّعة على الإطلاق". 

وقال : "مع ذلك سنستمر، وسنبذل الجهد دائماً من أجل هذه المسألة، لأنّ ما ندعو إليه هو أنْ تكون الدوافع محض فلسطينية، وألا يقع أحد في هذه الكمائن، التي ترسمها الولايات المتحدة الأميركية، والتي أحياناً تسعى لاستثمار المعاناة الفلسطينية تحت شعار الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، أو أن يقع في فخ الإغراءات التي تتحدّث أحياناً عن طريق بحري أو ميناء في قبرص أو عن مطار أو عن غيرها في هذا الموضوع". 

وجدد التأكيد على أن القضية الفلسطينية "ليست قضية معاناة إنسانية، لكنها سياسية"، مضيفًا : "نريد الحرية وزوال الإحتلال قبل الخبز".

وذكر أن "واشنطن تسعى بشكل أساسي إلى إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية"، متابعًا : "ونحن حذرون إلى درجة كبيرة، لأنّنا نرى ما يجري، وما تحاوله الولايات المتحدة الأميركية حتى بشأن قطاع غزّة، فهو أمر مرتبط بما أسموه صفقة العصر، إذ هم يسعون إلى استثمار الأوضاع الإنسانية في قطاع غزّة، من أجل تكريس الانقسام، وإبعاد القطاع عن الجسم الفلسطيني، والهدف من هذه الخطوة تصفية القضية الفلسطينية، وأن تحقّق إسرائيل من خلالها حلاً للمشكلة الديمغرافية التي تواجهها".

ونوه إلى أن القيادة الفلسطينية تراهن على عدم التجاوب مع كل هذه المخطّطات الأميركية، والصمود في مواجهتها، وعلى أنّهم من دون الفلسطينيين لا يمكن أنْ يحققوا شيئاً، "وجربوا ذلك". 

وقال : "لذا لا يمكن بموقفنا وصمودنا ومقاومتنا أنْ تنجح مثل هذه المخطّطات، بل المهم أنْ نبقى كفلسطينيين على الأقل، وبالحد الأدنى في مواجهة هذا المخطّط وصفقة العصر، أنْ نكون موحّدين ولا نتجاوب مع أي طرح أميركي.

قانون القومية

وحول قانون القومية، عدّ العالول أن "هذا القانون الذي أقره الكنيست بالقوة، ضد الطبيعة ولا يمكن أن يطبق، موضحا أن "هناك 25% من السكان في الداخل ليسوا يهوداً، فكيف يُمكن أنْ نقول بأنّ هناك قانون قومية، وإنّ حق تقرير المصير لليهود فقط؟، لا يُمكن ذلك، البشر كلهم ضد ذلك".

وفيما يتعلق بمواجهة القانون، قال : "نبذل جهداً كبيراً من أجل ذلك، وحينما نناضل في ملف ما، نناضل به على كل الصعد. مقاومة في الميدان، ومقاومة سياسية في العالم، والذهاب بالاتجاهات كلها، المقاومة القانونية في المحاكم والمؤسّسات الدولية، لحصار مثل هذه القوانين". 

وأضاف : "لن نتوانى عن استخدام كل الوسائل الممكنة في هذا الموضوع، والتوجّه إلى المؤسّسات الدولية من أجل الإدانة على الرغم من أنّنا ندرك أنّ هذا الإحتلال الإسرائيلي الذي يمتلك من البشاعة الكم الكبير، ولا يلتفت على الإطلاق إلى القانون والموقف الدوليين، فهذا سيكون جزءاً أساسياً من رسالة الرئيس عباس في الأمم المتحدة خلال منتصف شهر أيلول المقبل".

 

قرارات صعبة

وحول القرارات المتوقع اتخاذها خلال اجتماع المجلس المركزي في أكتوبر المقبل، قال : "باختصار نحن لم يعد لدينا أي شك بأنّه من الممكن وجود حلول ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، أو الإحتلال الإسرائيلي، لذلك تكون قراراتنا منطبقة لهذا الواقع، وأنّه لا يمكن أنْ نستمر ضمن هذا السياق السائد، والتسليم به". 

وأضاف : "من أجل ذلك ستكون قراراتنا حاسمة، وربما صعبة، لكن لا خيارات لنا إلا أنْ نذهب في هذا الاتجاه".

وفي سياقٍ آخر، أكد العالول أن مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين، من أساسيات وثوابت الشعب الفلسطيني، موضحًا أنه "أينما ذهب الفلسطيني، وفي كل موقع هو متمسّك بحق العودة، متمسّك بالعودة إلى أرضه".

المقاومة الشعبية

وفي إطار آخر، شدد العالول أن المقاومة الشعبية "خيارنا لهذه المرحلة، والتي علينا أن نستمر بها بشكل دائم". 

وقال : "تحدّثنا عن البضائع الإسرائيلية بأنّه كيف علينا أنْ نكسب شيئاً ما من شمولية المقاومة الشعبية، وأنْ تكون مقاومة ميدانية في الميدان، لكن تأخذ أبعاداً أخرى، بما فيها البعد الاقتصادي، وكيف نحوّلها إلى ثقافة سائدة، وإلى نهج للحياة".

وأضاف : "سنبقى نبذل كل جهد من أجل تطوير المقاومة حتى تكون مقاومة مؤثِّرة ضد الاحتلال".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد