كان اللقاء أشبه بورشة عمل مفتوحة، بإمكانك أن تتحدث كيفما تشاء وبالطريقة التي ترى أنها مناسبة لتقديم رؤيتك وأهدافك وأفكارك، كان يجلس رفقة 30 كاتب ومحلل سياسي، يُناور ويتحدث عن طبيعة المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية، تناول في لقاءه أبرز التحديات والعقبات التي تواجه ملف المصالحة الفلسطينية ، وصولاً للتهدئة التي يتم الحديث عنها في وسائل الاعلام.


يحيى السنوار مسئول حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة ، التقى بالكُتاب والمحللين السياسيين وتطرق للعديد من الملفات السياسية الساخنة، وافتتح اللقاء بأهمية توطيد العلاقات الوطنية الفلسطينية مع كافة الأحزاب والفصائل وشخصيات المجتمع المدني والمحلي، قائلاً نحن نسعى جاهدين لإذابة الجليد سواء في الداخل أو الخارج، وخاصة اذابة الجليد مع مصر، مُعبراً عن الانسجام الكامل للمواقف التي تربطهم بحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. 


لم نشعر أن اللقاء امتد لقرابة الخمس ساعات متواصلة، حيث تخلل اللقاء نقاش مطول حول مسار المصالحة الفلسطينية وتحدياتها، والتهدئة ومساراتها ومخرجاتها وعملية وقف إطلاق النار، وتطرق لجولات التصعيد الأخيرة، وكيفية التعامل معها، وقال السنوار أن المصالحة أمامها عقبات كثيرة ولكننا سنمضي قدماً لتحقيقها، رافضاً أن تنقلب الأمور في قطاع غزة ضد حركة حماس، وأنها ستقلب مرجل الجمر في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما عبر عنه للوسيط الذي نقل الحديث بدورة للاحتلال الإسرائيلي دون أن يُسمي الوسيط. 


وتطرق السنوار للقدرات العسكرية الخاصة بحركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قائلا لدينا قدرات عسكرية قادرة على العمل لمدة 6 شهور وقادرين على ضرب تل ابيب على مدار الساعة، ولا خوف لدينا من الحرب، وأن الصواريخ التي تم ضربها على مستوطنة "قوش دان" في 51 يوم قادرين اليوم على ضربها في 5 دقائق في حال اندلعت حرب جديدة. 


وأكد السنوار أن حركة حماس مع المصالحة ومع أي شيء لجمع البيت الفلسطيني علي أسس الشراكة السياسية والوحدة الوطنية، مجدداً مطالب حركته والتي تتمثل في رفع الإجراءات العقابية وتشكيل حكومة تتحمل المسئوليات، وتطبيق اتفاق 2011 وخاصة البرتوكول الأمني ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وعقد مجلس وطني توحيدي. 


 بكل هدوء تطرق السنوار في حديثه للتهدئة والمصالحة، قائلاً لقد قدمنا أوراقاً وتلقيناً ردوداً ويقصد من المصريين، وأرسلت حركة فتح أوراقاً وتلقيناً أيضاً ردوداً عليها، ولكن تلك الأوراق لا تُلبي الحد الأدنى من المطالب، ولا تحقق الأهداف الوطنية، ومؤخراً تم ابلاغنا بتأجيل النقاش في التهدئة ولم يتم ارسال دعوات جديدة لاستقبال وفود من غزة ولم يتم تحديد مواعيد جديدة للقاء المصريين، وما تم التطرق له في اللقاءات السابقة والحديث مع المصريين حول قضايا الرواتب والموازنات التشغيلية للوزارات في القطاع وتوفير الوظائف وفرص العمل ومشاريع البنية التحتية والكهرباء، قائلاً لا يوجد هناك أي نص للتهدئة حتى اللحظة، وما يُشاع عن الحديث عن مطار وميناء لم يتم بعد. 


وختم السنوار لقاءه بكلمة واحدة بأن هذا الحصار سوف يُكسر، مُكرراً أن هذا الحصار لا يمكن أن يستمر، لقد اخذنا قراراً فلسطينياً في غزة بأن يكسر الحصار وأن يعيش الناس حياة كريمة سوف نفرض هذا الامر، بعز عزيز أو بذل ذليل ولو بالقوة"، مضيفًا: "ربما خلال شهرين" أو لغاية منتصف أكتوبر القادم. 


كانت علامات الهدوء واضحة خلال حديث السنوار، ويحمل بين مفرداته وجملة التي تحدث بها الكثير من الطمأنينة للمستقبل القريب على صعيد التهدئة بالتحديد، حيث بات واثقاً من تحقيقها سواء من خلال المصالحة والتوافق مع حركة فتح أو بدون ذلك.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد