يشمل الرواتب والشؤون ووقف سلطة النقد

الرئيس عباس يكلف الحكومة بإعداد تصور كامل لوقف تمويل غزة

حكومة الوفاق الوطني خلال قدومها لغزة عقب توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس العام الماضي -ارشيف-

نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر اليوم الاثنين، عن مصادر سياسية مطلعة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، كلّف حكومة الوفاق الوطني بإعداد "تصور كامل حول وقف تمويل غزة ".

وذكرت الصحيفة أن التصور سيشمل على "رواتب الموظفين، ورواتب الشؤون الاجتماعية، ووزارتي الصحة والتعليم".

ووفق الصحيفة، فإن "العقوبات" المحتملة، تتخطى وقف الراتب المنقطع منها أصلا وتمويل آخر وزارات، إذ سيقرر وقف عمل "سلطة النقد" في غزة، ما يعني إقفال جميع البنوك والمصارف في القطاع، الأمر الذي سيشل الحركة التجارية كلياً، ويوقف الحوالات المالية من غزة وإليها، بما سيؤثر أيضاً في حركة الاستيراد.

ولدى الرئيس عباس، وفق المصادر نفسها، تصوّر خاص بشأن الجهاز المصرفي في غزة، قدّمه محافظ "النقد"، عزام الشوا ، في نيسان الماضي، عقب التفجير الذي استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله في القطاع، بحسب الصحيفة.

وأشارت إلى أنه "ثمة خطوات أخرى تستعد السلطة لتنفيذها ضمن العقوبات، تشمل وقف تحويل مخصصات الشؤون الاجتماعية التي تخدم أكثر من 80 ألف عائلة من غزة، وتجميد التحويلات الطبية للمرضى والأدوية والمستلزمات للقطاع الصحي، وقطع الكهرباء ووقف دفع ثمن مياه "ماكروت" الإسرائيلية الواردة إلى غزة.

وحسب الصحيفة، فإن رئيس وفد "فتح" للقاهرة عزام الأحمد، أبلغ قيادة المخابرات المصرية، نية الرئيس عباس فرض "عقوبات" جديدة، حال تم اتفاق التهدئة وتجاوز دور السلطة الفلسطينية.

وكان وفد "فتح" برئاسة الأحمد، قد وصل السبت الماضي إلى القاهرة؛ للتباحث مع المسؤولين المصريين حول ملفي المصالحة والتهدئة. 

وقال الأحمد في تصريح صحفي أمس إن وفد فتح أبلغ المسؤولين المصريين أن الرد على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية سيتم خلال أقل من 24 ساعة.

وأضاف الأحمد عقب اللقاءات مع الجانب المصري أن موقف حركة "فتح" هو ضرورة إنجاز ملف المصالحة أولا ثم الانتقال إلى ملف التهدئة والمشاريع التنموية والإغاثية في قطاع غزة"

يذكر أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ، حذر خلال حديثه لقناة الميادين مساء السبت، " حماس " من توقيع اتفاق مع إسرائيل بشأن غزة، مؤكداً أن السلطة ستتوقف عن تمويل القطاع "في حال جرت صفقات التقسيم تمهيداً لتمرير صفقة القرن ".

وقال عريقات: "إذا فعلت حماس ذلك، فلن تكون لنا مسؤولية ولن نموّل... هذا قطع للخطّ الأحمر، وتدمير للمشروع الوطني".

وردّت "حماس" على تصريحات عريقات، وقالت على لسان القيادي البارز فيها سامي أبو زهري إن "تهديدات عريقات بوقف أي تمويل لغزة، تعكس اصرار فتح على خنق غزة، ومنع أي فرصة لإنقاذها".

وأضاف أبو زهري لوكالة (سوا) الإخبارية : "هذا التلذذ بعذابات غزة، يكشف حقيقة هذا الفريق أمام شعبنا الذي لن يسمح بمواصلة هذا الاجرام"، متابعًا : "ستبقى أقدام أطفال غزة أطهر من المتشدقين بالوطنية وهم غارقون في وحل التعاون الأمني مع الاحتلال".

ووفق الصحيفة، فإن تقدير حركة "فتح" يستند إلى أن "حماس" لن تستطيع تحمّل كامل المسؤولية في غزة حتى إن حولت إليها جميع الضرائب، وأن ما يدور حالياً هو للضغط على السلطة للعودة إلى القطاع، خاصة أن المصريين لن يستطيعوا تجاوز "فتح" كي لا يقوّوا موقف "حماس"، وهو ما يتوافق مع تقدير إسرائيلي عبّر عنه المحلل السياسي في القناة العبرية الثانية يهودا يعاري، عندما قال أمس، إن "نجاح أو فشل التهدئة في غزة بات مرتبطاً بموقف محمود عباس وقراره".

من جهة أخرى، أفادت الصحيفة اللبنانية أن وفود الفصائل ستبدأ العودة إلى القاهرة غداً الثلاثاء لاستكمال المباحثات التي توقفت الأسبوع الماضي.

يُذكر أن عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران، قال مساء أمس الأحد إنه تم "تأجيل مباحثات الفصائل في القاهرة حول التهدئة والمصالحة التي كانت مقرره غدا الاثنين لعدة أيام".

وأضاف بدران:" موقفنا ثابت في الحرص على تحقيق وحدة وطنية حقيقية على أساس اتفاقية 2011"، مشيرا إلى أن "كل ما يتعلق بغزة أو غيرها من القضايا الفلسطينية يجب أن تدار بتوافق وطني".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد