الحمد الله يدعو حماس مجددا لتسليم غزة
دعا رئيس الوزراء رامي الحمد الله مجددا حركة حماس للاستجابة لدعوة الرئيس محمود عباس ، وتسليم الحكومة كامل صلاحياتها في القطاع، كي تعمل بأقصى طاقاتها، ولـ "حماية المشروع الوطني معا بالالتفاف والوحدة والتلاحم".
جاء تصريح الحمد الله خلال كلمته في افتتاح "البرنامج التدريبي الأفريقي" في المدرسة الوطنية للإدارة، اليوم الأحد، في رام الله ، بحضور رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام ، والضيوف من دول افريقية عدة، وعدد من السفراء والقناصل وممثلي الدول، ومن الوزراء، وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح، وشخصيات رسمية واعتبارية.
وقال "لقد أكدت القيادة وعلى رأسها فخامة السيد الرئيس محمود عباس، وتؤكد أن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، هو المدخل الحقيقي لتعزيز قوة قضيتنا الوطنية ووضع المجتمع الدولي عند مسؤولياته في لجم إسرائيل وإلزامها بإنهاء احتلالها والعودة إلى الشرعية الدولية وحل الدولتين، وهنا فإنني أدعو حركة حماس مرة أخرى".
وأضاف "إننا في فلسطين نمر بمرحلة حساسة تحاول من خلالها إسرائيل جر المنطقة إلى المزيد من العنف واللا استقرار والدمار وتقويض قضيتنا الوطنية، فهي تصعد عدوانها على قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عقد، وتقصف مؤسساته الثقافية، وتقتل الأبرياء من أبناء شعبنا فيه، حيث قتل جنودها، منذ بدء مسيرات العودة، أكثر من مئة وسبعين شهيدا، بينهم الطفلة "بيان خماش" التي لا يتجاوز عمرها العام ونصف العام ووالدتها الحامل، وما يزيد عن أربعة وعشرين طفلا وثلاثة مسعفين، يأتي هذا في وقت تستهدف التجمعات البدوية الفلسطينية خاصة في القدس ومحيطها بالاقتلاع والتهجير، وتمعن في توسعها الاستيطاني".
وقال الحمد الله، "نقف أمام مهمة وطنية كبرى تتمثل في حشد كل الوقائع الإيجابية وترسيخ عناصر العمل الشعبي والرسمي المقاوم للاحتلال والداعم لبناء الدولة بكافة أسسها ومقوماتها، وتشكل المدرسة الوطنية إحدى حلقات هذا العمل، فهي انجاز وطني يساهم في بناء الدولة، والارتقاء بوظيفتها العمومية، وتطوير مواردها البشرية، وهي اليوم تقدم لنا إنجازا آخر باستضافة الوفد الأفريقي، والإسهام في تدويل قضيتنا".
وأضاف رئيس الوزراء، يحضرني كل الفخر، وأنا أشارككم افتتاح "البرنامج التدريبي الأفريقي" في المدرسة الوطنية للإدارة، هذا البرنامج الذي يشكل منعطفا هاما للمدرسة الوطنية ولانفتاح فلسطين، بتجاربها وخبراتها في التنمية الإدارية والارتقاء بالوظيفة العمومية على محيطها الإقليمي والدولي وللتدرب والتدريب على أيدي خبراء ومدربين فلسطينيين".
وتابع "نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أحيي الأخوات والأخوة المشاركين في هذا البرنامج، ضيوف فلسطين الكرام من كبار الموظفين الحكوميين من أثيوبيا وموزمبيق وتنزانيا وساحل العاج وبتسوانا وزامبيا، ففي حضوركم ومشاركتكم في هذا التدريب، رسالة تضامن مع شعبنا الفلسطيني ودعما لمسيرته في تأهيل وتطوير كوادره البشرية القادرة على خدمة الوطن، وتحقيق حلم وحق إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس".
واستطرد "إن تواجد الوفد الأفريقي هنا على أرض فلسطين، لهو أداة أساسية في تعزيز العلاقات الفلسطينية-الأفريقية، التي نريد لها أن تصل إلى أعلى المستويات وفي كافة المجالات، كما يعتبر دليلا على أننا وصلنا لمرحلة أصبحنا فيها نشارك العالم بتجربتنا الرائدة في تطوير وتنمية القطاع العام ورفده بكوادر إدارية وقيادية ريادية".
واستدرك الحمد الله "نعتز بمدربي هذا البرنامج من أبناء شعبنا الذين تم إعداد معظمهم بالتعاون مع كوريا الجنوبية حيث يحصل لأول مرة في فلسطين أن يتم إعداد "مدربين لتدريب مدربين" في مجالات حيوية كالتخطيط الاستراتيجي والاتصال والمنظومة القيمية في قطاع الخدمة المدنية وقيادة فرق العمل، ويعتبر برنامج التدريب الأفريقي، ثاني تطبيق عملي لهم بعد الانتهاء من تدريب 150 من موظفي الفئة (ج) في القطاع العام الفلسطيني، إننا ننظر بكل اهتمام إلى هذا الانجاز، فإعداد "مدربين فلسطينيين معتمدين"، يعد عاملا جديدا في تعظيم القدرات الوطنية وتوطين التدريب، والنهوض بالأداء الوظيفي والمؤسسي للعاملين في قطاع الخدمة المدنية ككل. وفي هذا السياق أعرب عن اعتزازنا بديوان الموظفين العام والمدرسة الوطنية للادارة على الانجازات المميزة التي حققها في فترة قصيرة".
وأضاف: "أحيي المدربين الفلسطينيين الذين معهم نطور الكادر الإداري لدولتنا ونقترب من تحقيق التنمية البشرية في القطاع العام وأشكر المتدربين من أفريقيا على إثرائهم لتجربة فلسطين في الإدارة العامة وتحسين الأداء، من خلال خبرة جديدة نضيفها لإنجازات المدرسة الوطنية بتنويع المعلومات والخبرات المتأتية هذه المرة من عدة دول أفريقية صديقة، نتأمل أن تنقلوا لحكوماتكم وشعوبكم إصرار فلسطين على التنمية والنمو وتطوير بناها وتأهيل كوادرها ونتمنى لكم طيب الإقامة في بلدنا".
واختتم الحمد الله قائلا: "باسم السيد الرئيس محمود عباس، أتوجه لشابات وشباب فلسطين، في غزة والأغوار وفي التجمعات البدوية، وفي القدس المحتلة، وفي كل شبر من أرضنا، بكل التحية بمناسبة يوم الشباب الدولي الذي يصادف اليوم، أؤكد لهم جميعا، بأننا نتفهم احتياجاتهم المتنامية، خاصة فيما يتعلق بالمشقات والصعاب للوصول إلى سوق العمل، فنحن نبلور التدخلات والمشاريع لتحفيز الابتكار والريادية، وتشجيع نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لضمان خلق المزيد من فرص العمل، لتشاركوا بمعارفكم ورياديتكم وطاقاتكم الهائلة والواعدة، في خدمة وبناء وطنكم واستنهاض اقتصاده".
بدوره، قال رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد: نحن اليوم مع أصدقائنا من سبع دول افريقية، ونحن شعب لا ننسى الدول التي وقفت بجانبنا على مدار الخمسة عقود السابقة".
وأضاف: يدخل هذا التدريب في إطار مساعدة الدول، لتمكينها من تحقيق اهداف خطة التنمية المستدامة (2030) التي يجمع عليها العالم، وكل ما نقوم به من انشطة واعمال هي مرتبطة ارتباطا وثيقا في تحقيق وتطبيق أجندة السياسات التي أقرتها الحكومة قبل عام من الآن.
وأشار إلى أن هذا التدريب والتعاون يدخل في اطار تعزيز العلاقات مع الدول، في مسعى للإبداع، والتميز، واثبات أن فلسطين اليوم قادرة على أن تكون محضر جذب ونموذج يلتف حوله، ونقطة التقاء، وتعاون، وتنسيق.
وتابع: سأتحدث عما ستشهده المرحلة القادمة، وليس ما أُنجز، والذي كان هو القاعدة الممكنة للدولة، ولديوان الموظفين، ليستطيع يلعب هذه الادوار الكبيرة على مستوى العالم، وستشهد فلسطين خلال العام المقبل لقاءً حافلا يتجاوز المؤتمرات، والورشات، والتدريب، حيث ستعقد طاولة مستديرة يشارك فيها أهم 8 منظمات عالمية في كل القارات، وسيحضر حوالي 40 وزيرا من كل العالم.
واستطرد: اليوم حين نتحدث عن الطاولة المستديرة نحن ندرك مدى التأثير والمكانة التي تحظى بها فلسطين، من الذي يصنع ذلك وكيف صنع؟ هذا ما تم من خلال الدعم السياسي من الرئيس ورئيس الوزراء والحكومة، بتحفيزهم لأفكارنا، ومقترحاتنا.
وأشار إلى أنه تم اعداد مجموعة من الشباب على مدار عام ونصف، مع أصدقائنا الكوريين، وهم موجودون في هذا الحدث، ففلسطين اليوم هي حاضنة الدول التي تساعد على تعزيز قدرات دول كثيرة في مجال البحث العلمي، وبشهادة أحد الخبراء العالميين في إحدى المؤتمرات قبل فترة أشاد بتميز فلسطين في الابداع.
وختم أبو زيد: اليوم فلسطين مصدرة للنجاحات، والعالم يتحدث عن ذلك ويشهد عليه، ففي ظل التحديات التي تواجهها، إلا أن المجيء إلى فلسطين اليوم هو قيمة اضافية، وستحمل معها الفكر الفلسطيني، وستكون فلسطين واحدة من الدول التي يعتز بها اصدقاءنا في العالم، وسيبقى يدعموننا في كل محافل العالم.