الملتقى الفكري التقدمي يعقد لقاء بعنوان وكالة الغوث الدولية وخلفيات الاستهداف الراهن
عقد ملتقى الفكر التقدمي لقاؤه السابع عشر الأربعاء الماضي في مقر اتحاد لجان المرأة برفح تحت عنوان " وكالة الغوث الدولية وخلفيات الاستهداف الراهن " بحضور عدد كبير من المثقفين والتقدميين والشخصيات الوطنية وممثلي عن اتحاد الوكالة.
واستضاف اللقاء الدكتور محفوظ عثمان محاوراً رئيسياً وزياد الصرفندي كمختص في شئون اللاجئين، وبإدارة الرفيق المحامي عدنان أبو ضاحي الذي افتتح اللقاء مرحباً بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.
وفي اطار إحياء ذكرى شهداء هذا الشهر، توجه الحاضرون بالتحية إلى الشهداء الأبطال ( محمد سعدات وناجي العلي ورائد العطار ودانيال منصور ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم، وشهداء الجمعة السوداء برفح) وفي هذا السياق تم تسمية هذا اللقاء باسم لقاء الشهيد "صلاح حسنين " الذي استشهد اثر عملية اغتيال، وقد استعرض القيادي في حركة الجهاد برفح الأخ القذافي القططي نبذة عن أهم محطات الشهيد في حياته حتى لحظة استشهاده .
ارتكزت مداخلة الدكتور محفوظ عثمان على عدة محاور بدايةً بنشأة وكالة الغوث الدولية وارتباطها ب النكبة لتأبيد قضية اللاجئين، متناولاً مفهوم اللجوء الذي تغير من مرحلة سياسية معينة إلى مرحلة سياسية أخرى، قبل وجود حركات التحرر الوطني وما بعد نشأتها، مروراً بأوسلو وحتى عام 2007 والذي كان أخطر عام بسبب سن قانون أمريكي ( بانه لا يوجد لاجئ فلسطيني ) ، والفرق ما بين كلمة " لاجئي فلسطين " بما يعنيه هذا المفهوم من اللاجئين الذي دخلوا فلسطين وخرجوا منها بديل لمفهوم " للاجئين الفلسطينيين " الذي يختص بالفلسطينيين فقط، وتمادي الحملة الأمريكية الصهيونية حول مفهوم اللاجئين الفلسطينيين الذي يعطي حق العودة فقط لمن هاجر وقت النكبة دون توريث هذا الحق.
وأشار الدكتور في مداخلته إلى عدم تسجيل العديد من اللاجئين في الأونروا والمقدر عددهم 100000، وأغلبهم اللاجئين الفلسطينيين في مصر، متطرقاً إلى التقرير الاستراتيجي الصهيوني الذي اعتبر أن إنشاء الأونروا كان خطأ وبقاؤها خطأ أكبر لأنها تروج للتحريض المعادي لإسرائيل. "
وحول عملية فصل الموظفين على خلفية سياسية أشار إلى أنها بدأت في الاردن ، وكانت بداية لتمرير مشاريع بأيدي عربية فلسطينية ، متحدثاً عن مراحل التقليص الحالية في الخدمات، أولها إنهاء خدمات 1000 موظف ، معتبراً إياها مقدمة لإنهاء خدمات 5000 موظف في المرحلة المقبلة ، وانهاء خدمات 17000 موظف من أصل 30000 موظف حتى عام 2019 ، والابقاء على 400 موظف لتفكيك المنظمة ونقل أملاكها للسلطة الفلسطينية والدول المستضيفة في الشتات ، وفي عام 2020 نقل 30% من خدمات الوكالة إلى مفوضية اللاجئين، وبالتالي يتم إنهاء رمز قضية اللجوء الأضخم في التاريخ .
وفي مداخلته أكد الاخ زياد الصرفندي أن انشاء وكالة الغوث لم يكن بقرار فلسطيني ، وإنما قرار أممي من الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي لنا فيها تأييد كبير، ولكن الخطر الكبير نشأ عندما تم تصنيف المساعدات على أساس الحاجة لا اللجوء، وعندما تم تسجيل أماكن الميلاد لأبناء اللاجئين ، كمقدمة لتصفية مفهوم اللجوء حتى العودة ، مشيراً أن وكالة الغوث منذ نشأتها لم تقر لها موازنة ثابتة، وكانت تقر سنوياً وتعتمد على التبرعات، وهذا ما أضر بها، والأسوأ أن الولايات المتحدة تدفع ما نسبته 40% من موازنتها ، رافضاً أن يتم تعريب وكالة الغوث وهو خطر كبير لاعتبار أن الوكالة الإقليمية مقدمة لتصفيتها وانهاؤها دولياً، معتبراً أن التقليصات بالوكالة مرتبطة بسياسات ومخططات .
وتمحورت أغلب الحوارات التي جاءت بعد ذلك حول استغلال الإدارة الامريكية والكيان الصهيوني للحالة الاقليمية والصراعات وللانقسام لتمرير كافة المشاريع التصفوية لقضيتنا، وانه من أجل التصدى لهذه المؤامرات وأولها صفقة القرن يتطلب انهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني، وتوحيد المؤسسة الفلسطينية وتطبيق كافة الاتفاقات الوطنية وممارسة كافة أشكال النضال، وأنه لا خيار لنا سوى بالوحدة والخروج باستراتيجية وطنية بديلة لحالة الهبوط السياسي وإعادة الاعتبار لقضيتنا ومشروعنا الوطني وإجادة صياغة التحالفات الاقليمية الدولية الداعمة لنضالنا التحرري.