صحيفة عبرية: هكذا تطورت الأمور بين حماس وإسرائيل!
سلطت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، اليوم الخميس، الضوء على التصعيد الأمني بين إسرائيل وحركة حماس وتبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة .
وتحت عنوان "إلى حافة الحرب.. كيف وصلت حماس وإسرائيل إلى هذه النقطة؟".. شرحت "جيروزاليم بوست"كيفية تطور الأمور التي أوصلتنا إلى ما حدث في الساعات الأخيرة من إطلاق نار متبادل بين إسرائيل وحماس، بجانب محاولة فهم ليس فقط السيناريو نحو التصعيد العسكري، ولكن أيضًا السياق السياسي الإقليمي.
وقالت الصحيفة، قبل 12 ساعة من دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل مساء يوم الأربعاء، كانت حماس تعبر عن تفاؤلها بشأن الوصول لاتفاق مع إسرائيل يسمح بتدفق البضائع عبر معبر كرم أبو سالم للقطاع المحاصر، ووقف لإطلاق النار لمدة خمس سنوات، وإعادة الجثث والأسرى الإسرائيليين، وقف انتفاضة الطائرات الورقية التي تحرق حقول إسرائيل، وأيضًا كانت الأمم المتحدة ومصر متفائلة بقرب حدوث الاتفاق، إلا أنّ الأمور تغيرت في لحظات حيث تبادل الطرفان إطلاق النار وأصبحت أجواء الحرب هي المُخيِّمة.
وأضافت، في الماضي كانت العلامات موجودة بالفعل، قامت حماس بإخلاء العديد من هياكل المراقبة على طول الحدود مما أدَّى إلى تصاعد المخاوف، جاء ذلك في أعقاب إطلاق قناص النار خلال الشهر الماضي واستهدف القوات الإسرائيلية، الصورة الأكبر هي أن إسرائيل وحماس كانتا في حرب منخفضة المستوى منذ 30 مارس الماضي.
وفي 13 مارس، زار رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج غزة ل فتح محطة تنقية مياه الصرف الصحي، وفي طريق العودة، استهدفهم تفجير ألقت السلطة الفلسطينية باللوم فيه على حماس، وبعد أسبوع، في 25 مارس، بدأت حماس في إطلاق الصواريخ وصعدت من حدة التوتر مع إسرائيل، قالت الصحيفة.
أقرأ/ي أيضا: اسرائيل تهدد حماس عبر دولة عربية
وذكرت:" يبدو أنه بعد عدم تحقيق أي نوع من المصالحة مع السلطة الفلسطينية، سعت حماس لجولة جديدة من العنف لجعل نفسها تبدو ذات صلة، جاء ذلك فيما أعلنت الولايات المتحدة خططها لنقل سفارتها إلى القدس في مايو، وكان رد حماس مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس، والتي تزامنت مع يوم الأرض ، وكان من المفترض أن تستمر حتى ما يطلق عليه الفلسطينيون "يوم النكبة ".
وواصلت حماس المسيرات الضخمة في غزة ضد السياج الأمني الإسرائيلي لمدة شهرين، وخلال ثمانية أيام ، حاول عشرات الآلاف اختراق الجدار إلى إسرائيل، وأمرت إسرائيل بإطلاق النار على المتظاهرين وغيرها من الوسائل لوقف الاحتجاجات التي أسفرت عن أكثر من 10000 جريح، وأكثر من 100 شهيد على الجانب الفلسطيني، كان أسوأ يوم في 14 مايو عندما فتحت الولايات المتحدة سفارتها، حيث ارتقى 58 شهيدا في غزة و 2700 جريح.
ولجأت حماس إلى تكتيك اكتشفته بالصدفة، حيث قام بعض الفلسطينيين بنقل الطائرات الورقية فوق الحدود، واشتعلت النار في بعض الحقول الإسرائيلية، وبحلول 9 يوليو، دمرت حملة منظمة لحرق الطائرات الورقية إلى إسرائيل 28000 دونم من الحقول والحدائق بالقرب من غزة، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، أن الصورة الإقليمية الأكبر هي أن مصر تحاول جاهدة كبح جماح حماس، وإيجاد طريق لوقف إطلاق النار، لكن مصر ليست وحدها، وسعت السلطة الفلسطينية إلى عزل غزة عن طريق الحد من التحويلات والمدفوعات هناك، وأدى ذلك إلى احتجاجات نادرة في يونيو من قبل الفلسطينيين في رام الله ضد السلطة الفلسطينية.
وبالتالي، فإن حماس لا تحاول فقط التعامل مع وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بل تحاول أيضاً التوصل إلى اتفاق مصالحة مع السلطة الفلسطينية، وهذا هو السبب في أن محاولة اغتيال حمدالله في مارس مهمة، وتهيئ الساحة للصراع الذي بدأ في أواخر مارس.
وتقول حماس إنها تريد أن تنهي إسرائيل حصار غزة لمدة عشر سنوات، وتخفف القيود المفروضة على تدفق السلع إلى القطاع، لكن حماس ترى أن المسؤولين الأمريكيين "متحدثون باسم الاحتلال الإسرائيلي"، كما وصفتهم في يوليو، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة ترى أن فرز غزة هو مفتاح " صفقة القرن " المقترحة.
وتابعت:" آخر قطعة من اللغز هي قطر، التي سعت أيضا إلى دور في غزة، سعت إلى استغلال فرص إجراء محادثات مع إسرائيل وجعلت نفسها تلعب دورًا إيجابيًا، وهذا جزء من صراع أكبر بين قطر ومصر، وقطر والمملكة العربية السعودية، وبهذا المعنى، تعتبر غزة نوعًا من "الجائزة" بين واشنطن وقطر ومصر وإسرائيل والأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، والقطاع مجرد جزء من صراع أكبر بكثير يسعى فيه كل طرف إلى شيء آخر خارج إطاره، إسرائيل وحماس وغزة، كل ذلك أدى إلى تصاعد الأمور في الساعات الأخيرة".