بحسب 'هآرتس' العبرية
هكذا تعمّل مصر بكامل قوتها لتجنيب قطاع غزة حربا جديدة
ذكرّت صحيفة "هآرتس" العبرية أن مصر تعمل بكامل قوتها لمنع تحويل جولة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة ، إلى عملية عسكرية واسعة النطاق تشمل دخول جيش الاحتلال إلى غزة.
وتحدثت "هآرتس" في مقال للكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل عن الحراك المصري المتمثل، بمنع حرب على قطاع غزة، وإعادة فتح المعبر، وعلاقة جيدة مع حركة حماس .
وقال برئيل إنه بالتزامن مع الوساطة المصرية لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، تجري في القاهرة خطوات أخرى مرحبة من حركة حماس تتمثل بفتح معبر رفح البري، والعمل على إنشاء مشاريع مشتركة بينهما بالبنى التحتية.
وعقبت الصحيفة، على تصريحات القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق بوصفه للقاء الذي جرى بين حركته والمخابرات المصرية، بقولها أن أبو مرزوق لم يذكر أي تفاصيل للقاء الذي عقد بينهما، إلا أنه وبحسب مصدر في حماس، ذكر أن اللقاء تركز على ترتيبات تأمين الحدود بين غزة، ومصر، والفتح الدائم لمعبر رفح، والنية المصرية بالضغط على رئيس السلطة محمود عباس للدفع ب المصالحة الفلسطينية .
وزعمت الصحيفة، أن سبب غياب كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، ونائبه بغزة يحيى السنوار، عن المشاركة باللقاء، لعدم موافقة السلطات المصرية بالسماح لهنية لإجراء جولة خارجية.
وكشفت الصحيفة عن أن مصر في الأيام الأخيرة أجرت اتصالات مكثفة مع الحكومة الإسرائيلية، وبشكل مباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
وأشارت إلى حراك الرئيس عباس، وزيارته لموسكو، وعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أعلن عباس أنه سيبحث مع بوتين التعاون بين السلطة وروسيا، مشيرة إلى أنه سيناقش أيضا العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، والعلاقات بين حماس وفتح.
وذكرت الصحيفة، أنه في ظل قطع العلاقات بين السلطة والإدارة الأمريكية، أوجدت فراغ سياسي يمكن لروسيا أن تدخل من خلاله، مشيرة إلى عدم معارضة مصر لأي تدخل روسي.
وأشارت الصحيفة إلى التغيير في موقف السيسي بإعادة فتح معبر رفح البري، والسماح لآلاف السلع بما فيها مواد البناء من مصر إلى قطاع غزة، بالإضافة لاستيعاب المشافي المصرية لجرحى غزة، ومطلبه بالحصول على تعهد مالي من الإمارات، والسعودية، لإقامة محطة توليد الطاقة في غزة، وميناء مشترك ومناطق صناعية في الجانب المصري من الحدود، حيث يمكن لمواطنين من غزة العمل فيه.
وأوضحت أن إسرائيل ترفض التعاون مع خطة السيسي، طالما حماس لا تريد إعادة الأسرى وجثث الجنود الإسرائيليين الموجودين لديها، وإصرارها على صفقة منفصلة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، وعلى رأسهم الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم في صفقة شاليط.
وتطرقت الصحيفة للدور القطري الذي يحاول الوساطة بصفقة الجثث والأسرى، واستعداده لتخصيص مبالغ مالية كبيرة لإعادة إعمار غزة،في حين أن إسرائيل مستعدة للسماع لأي مقترح ممكن من خلاله إعادة جثث جنودها، إلا أن مصر والسعودية والإمارات تعارض بشدة إشراك قطر فيما يجري بالقطاع.
ولفتت إلى أن السلطة تشارك في معارضتها من أي دور قطري، تقوض مكانة عباس الذي يعارض إدخال الاموال لغزة دون ضمانات لسيطرته على القطاع، مضيفة إلى أن تضاؤل تصميم الرئيس عباس إزاء إعادة فتح معبر رفح من مصر، بسبب الانتقادات الموجهة ضده من صفوف حركة فتح في غزة، بحسب ما أوردته صحيفة عربي 21.
وتابعت الصحيفة بأن الرئيس عباس غير متيقن من أن إسرائيل ستواصل العمل كصمام أمان ضد سيطرة حماس على غزة، على خلفية التنسيق مع مصر، وإمكانية نجاح وساطة ألمانية ودول أخرى في ملف صفقة الأسرى قد تؤدي إلى اتفاق، وبذلك تتبنى بعد ذلك إسرائيل الخطة المصرية.
وادعت الصحيفة أن هدف كافة الأطراف باستثناء السلطة، هو تحجيم نطاق المواجهات في غزة، بحيث لا تشوش على الجهود السياسية العربية- الإسرائيلية لحل الأزمة في القطاع.