الحمد الله: لن نقبل بتحويل حقوقنا الوطنية إلى إنسانية أو مالية

رئيس الوزراء رامي الحمد الله

أكد رئيس الوزراء رامي الحمد الله، أن القيادة الفلسطينية، لن تقبل بتحويل حقوقنا الوطنية إلى إنسانية أو مالية، مؤكدا أنها سياسية وتاريخية وقانونية راسخة وغير قابلة للتصرف.

جاء ذلك خلال كلمته ممثلا عن فخامة الرئيس محمود عباس ، في المؤتمر السنوي الستين لاتحاد ابناء رام الله ، اليوم الخميس في قصر رام الله الثقافي، بحضور محافظ محافظة رام الله ليلى غنام ، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس اتحاد ابناء رام الله في الولايات المتحدة الأميركية حنا حنانيا، ورئيس بلدية رام الله موسى حديد، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وثمن الحمد الله، عاليا موقف اتحاد ابناء رام الله في الولايات المتحدة، الوطني الشجاع والمسؤول، بأن يعقد مؤتمره في فلسطين في ظل هذه الظروف الفارقة، وأن يحمل عنوان القدس ، تأكيدا على الإجماع الوطني الراسخ برفض قرارات وابتزاز ترامب.

وقال الحمد الله:" القدس بالنسبة إلينا جميعا، هي العاصمة غير القابلة للمساومة أو المقايضة، ولن نقبل بتحويل حقوقنا الوطنية إلى حقوق إنسانية أو مالية، فهي حقوق سياسية وتاريخية وقانونية راسخة وغير قابلة للتصرف".

وأضاف رئيس الوزراء، "نيابة عن الرئيس وباسم الحكومة الفلسطينية، أرحب بكم في كنف مدينتكم رام الله، احدى وجوه فلسطين الجميلة والاصيلة، التي تزهو بكم وبإسهاماتكم، وبأواصركم المتينة التي لا تنقطع بها".

واستطرد الحمد الله: "نجتمع اليوم بكم في خضم معركة الوجود والصمود التي يخوضها شعبنا، وهو يتصدى لبطش وعدوان الاحتلال الإسرائيلي، لقد جاء إعلان ترامب غير القانوني باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها وابتزاز شعبنا، ليزيد من قتامة الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وليطلق العنان لإسرائيل لتمعن أكثر في مخططات عزل وضم القدس وتنفيذ مخططات إخلاء التجمعات البدوية المحيطة بها، لتزييف تاريخها واقتلاع الوجود الفلسطيني منها".

وأشار إلى أن محاصرة الخان الأحمر تمهيدا لتدميره وترحيل سكانه قسريا وهدم البيوت والمنشآت في تجمع أبو نوار، يأتي استكمالا للمشروع الاستيطاني الذي يعرف بـ(E1) والذي يعتبر ترحيلا جماعيا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي ولكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية.

ونوه إلى أن ذلك يأتي في وقت تستمر فيه إسرائيل بأعمال القنص والقتل ضد شعبنا الأعزل. فقد قتلت قوات الاحتلال، خلال مسيرات العودة السلمية، 143 فلسطينيا. منهم ثمانية عشر طفلا وسيدتان. وتعتبر اعتداءات المستوطنين الأعنف منذ ثلاثة أعوام".

وأردف رئيس الوزراء: "يترافق كل هذا مع اعتماد التشريعات العنصرية، حيث صادق الكنيست على خصم مخصصات الشهداء والأسرى من أموال المقاصة الفلسطينية في قرصنة جديدة على أموال ومقدرات شعبنا،

ومضى قائلا:" نؤكد اليوم باسم الرئيس محمود عباس أننا لم ولن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاه الأسرى وذوي الشهداء والجرحى، وسنستمر في دفع رواتبهم ومستحقاتهم، فهذا أقل الواجب والوفاء لتضحياتهم في سبيل حرية وكرامة الوطن".

واشار رئيس الوزراء: "إننا نعول على اتحاد ابناء رام الله في الولايات المتحدة، الذي برهن أن علاقته بالوطن متأصلة ووطيدة، فله مساهمات كبيرة أهمها، مساهمة البعثة الطبية لتقديم الدعم لمجمع فلسطين الطبي وإجراء العديد من الأطباء من أبناء رام الله بالمهجر للعمليات الجراحية في فلسطين وبالمجان. هذا بالإضافة إلى تقديمه المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين في الخارج والولايات المتحدة، ونشيد بنجاحكم الى جانب مؤسسات الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، لانتخاب مجلس يمثل جميع الامريكيين من أصل فلسطيني، الأمر الذي سيضاعف قدرتكم على التأثير وحشد الدعم الدولي المناصر لنا".

وبيّن الحمد الله: "تدركون القيود الاحتلالية التي حاصرت العمل المؤسسي والتنموي هنا في فلسطين. ورغم ذلك، وحتى في ظل استمرار الانقسام المأساوي، وتراجع المساعدات الخارجية بحوالي 70%، فقد تمكنا من تكريس الأمن والاستقرار وبسط القانون والنظام العام، لأننا ندرك تماما أنه المربع الأول لتحقيق أية إنجازات. فنحن ننظر إلى استدامة الأمن والأمان، على أنها البيئة المحفزة لتنامي وإنجاح العمل الحكومي وضخ الاستثمارات".

وأوضح رئيس الوزراء: "لقد تقدمنا في نوعية ونطاق عملنا الحكومي، وعملنا على تحسين بيئة الاستثمار، ونتاج هذه السياسات أن أحرزت فلسطين أعلى تقدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تقرير "ممارسة أنشطة الأعمال 2018" الصادر عن البنك الدولي، حيث أجرينا تعديلات جوهرية على قانون تشجيع الاستثمار، وقدمنا حوافز خاصة للمشاريع العاملة في قطاع الطاقة المتجددة، والمشاريع في المدن والمناطق الصناعية. واستحدثنا القوانين المنظمة للحياة الاقتصادية".

وتابع الحمد الله: "إننا ندعوكم، وندعو جميع أبناء جالياتنا، إلى تشجيع وتعزيز الاستثمار في فلسطين والتوسع في العمل التنموي فيها، والذي يشكل رافعة أساسية للتشغيل ومحاربة الفقر والبطالة ودعم الصمود الفلسطيني".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد