وول ستريت جورنال: مصر تفتح باب الأمل لسكان غزة
سلطّت صحيفة أمريكية في تقريرٍ لها، الضوء على الواقع المتأزم الذي وصل إليه سكان غزة ورغبتهم في الخروج من القطاع المُحاصر من كل الاتجاهات منذ ما يزيد عن 11 عامًا، واصفة القرار المصري ب فتح معبر رفح البري طوال شهر رمضان بالفرصة النادرة.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الفلسطينيين المحبطين من الاقتصاد المنهار يحاولون الاستفادة من فرصة نادرة للخروج.
الشخصيات التي تنتظر تحقيق الأمل تتباين فمنها سائق تاكسي فلسطيني يرغب في السفر إلى تركيا، وطالب قانون تراوده التطلعات للدراسة بالخارج، وأب يبحث عن فرص أفضل لأطفاله.
مثل هذه النماذج بين مئات الفلسطينيين في قطاع غزة الذين اندفعوا من أجل الخروج منذ أن اتخذت مصر قرارا بفتح معبر رفح.
ووصفت الصحيفة التطورات الجديدة بالفرصة النادرة للخروج من منطقة باتت معزولة عن العالم الخارجي جراء التشديدات الحدودية التي فرضتها إسرائيل ومصر.
وأمر السيسي بفتح المعبر في رمضان في أعقاب قتل القوات الإسرائيلية لحوالي 60 متظاهرا فسطينيا وإصابة أكثر من 1000.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن العادة كانت تتمثل في فتح المعبر بشكل متقطع مما خلق قائمة انتظار طويلة.
ومضت تقول: "العديد من الغزاويين الذين توافدوا على الحدود في الأيام الأخيرة يوحدهم طموح لم يتم تنفيذه، ويشعرون بخيبة الأمل جراء الاقتصاد المنهار، ويتطلعون إلى القفز نحو الحياة".
عماد حميدة، عاطل فلسطيني في الـ 51 من عمره قال: "اعتاد الناس العمل في قطاع غزة وفي إسرائيل وصنع أموال جيدة، لكني الآن لا أجد من الكلمات التي تصف مدى بؤس الوضع".
وفي خان يونس، ينتظر العديد من السكان محملين بحقائب مكتظة، حيث يجلسون على مقاعد ثابتة، وعندما ينادى على أحدهم، ينزل صاحب الاسم إلى غرفة مستقلة للمضي قدما في بعض الإجراءات قبل ركوب حافلة إلى المنطقة الحدودية القريبة.
أشرف صقر، أحد الفلسطينيين الراغب في مغادرة القطاع المحاصر قال: "العديد يحاولون الخروج من غزة على مدى سنوات" لافتا إلى أنه سبق له الحصول على تأشيرة لدخول الأردن، لكنه لم يستطع الحصول على إذن السلطات الإسرائيلية".
وواصل: "أبحث عن حياة طيبة لنفسي ولعائلتي".
اقرأ/ي أيضا: مجلة أمريكية: رمضان لم يأت بعد في غزة
ويعيش سكان قطاع غزة ظروفًا اقتصادية ومعيشية هي الأصعب منذ عقود في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وتعثر جهود المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر، وتفاقم أزمات المياه والكهرباء، واستمرار وقف السلطة الفلسطينية رواتب موظفي غزة
وكان نيكولاي ملادينوف قال في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن الأراضي الفلسطينية الأربعاء الماضي، إن رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة لم تدفع، موضحًا أن "هذا قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع في القطاع.
وشدد ملادينوف على أنه "يجب التوصل إلى استراتيجية طويلة الأمد في غزة، وإنهاء دائرة العنف"، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس ومنع نشوب حرب جديدة.
وحذر من أن البنى التحتية في غزة على وشك الانهيار لا سيما المياه والكهرباء والقطاع الصحي، مضيفًا : "اذا فشلنا في المضي قدمًا في تنفيذ المشاريع بهذه المجالات على مدار الاشهر الستة او 12 المقبلة، سنضطر الى تحمل عواقب وخيمة".
وشدد على ضرورة تفادي "أزمة انسانية أكثر خطورة من أي وقت مضي بغزة"، مشيرًا إلى أن هناك حوار مع الحكومة الفلسطينية ومصر وإسرائيل لتحسين الاوضاع في قطاع غزة.