مجلة أمريكية: المسار الحتمي لما يجري في غزة هو حرب أخرى
سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في تقرير لها، على أحداث مسيرة العودة الكبرى المستمرة في غزة منذ حوالي سبعة أسابيع وما يرافقها من أوضاع إنسانية صعبة، معتبرةً أن المسار الحتمي لغياب تخفيف الضغط على القطاع هو "حرب أخرى".
وقالت المجلة الأمريكية في تقريرها الذي جاء بعنوان (احتجاجات غزة: ماذا يريد الفلسطينيون، وهل سيحصلون عليه) إنه "خلال الاسابيع الماضية، كانت الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل مسرحا للغضب والعنف والموت، حيث يشارك الفلسطينيون في مظاهرات تدعو إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى الأرض التي غادروها أو أجبروا على الفرار منها بعد قيام إسرائيل عام 1948".
اقرأ/ي أيضًا: الزهار: مسيرة العودة سلمية وتكتسب قيمتها بالبندقية التي تحميها
وأضافت : "خلال المسيرات استخدم الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي والحي، وحتى الآن ، (استشهد) 48 متظاهراً وأصيب قرابة 7000 شخص، وسوف تصل المظاهرات إلى ذروتها في 15 مايو في ذكرى " النكبة ".
وذكرت المجلة أنه "أيام الجمعة من كل أسبوع يتجمع الحشود على طول السياج"، مستعينةً بتصريحات رئيس حركة " حماس " في غزة يحيى السنوار والتي قال فيها "لا يمكننا وقف هذه الاحتجاجات" التي وصفها بأنها "مثل النمور".
ومع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس يوم 14 مايو، ستكون هناك أيام متوترة للغاية، وربما تكون دموية للغاية، خاصة أن حق العودة، هو محور التظاهرات، وبالنظر إلى أن حوالي نصف سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، هم من اللاجئين، فإن الحق يلقى صدى لدى الكثيرين، وإسرائيل استبعدت باستمرار منح اللاجئين حق العودة، بحسب المجلة.
ووفقا لليوسي كوبرفاسر، المدير العام السابق لوزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، "ليس هناك مجال للتنازل حول هذه القضية.. ما يريدونه هو خروجنا.. إنهم يريدون وضع نهاية للصهيونية".
وقال فاسر، الذي يعمل الآن في مركز القدس للشؤون العامة ، إن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو العودة إلى طاولة المفاوضات، وتخلي الفلسطينيين عن مطالبهم، بحق العودة.
وتتجلى أهمية حق العودة في حقيقة أن 28 شخصا من الذين (استشهدوا) حتى الآن كانوا لاجئين، حسب ما أفاد مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه للمجلة الأمريكية.
وأوضحت المجلة أنه "من أجل تحقيق سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين، يجب أن يكون هناك حل عادل ومنصف لقضية اللاجئين، وأي اتفاق يجب أن يستند إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 ، الذي قرر السماح بعودة اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم".
ونقلت المجلة عن "هيو لوفات" المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله:" إن هناك استياء عام بسبب الوضع الإنساني المروع في قطاع غزة، حيث ينتهز المحتجون الفرصة للتعبير عن غضبهم من انقطاع الكهرباء ونقص الوقود والحالة المؤسفة للبنية التحتية في غزة وغيرها من المظالم".
وحسب المجلة، فإنه مع نهاية الاحتجاجات، في ذكرى النكبة وافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، يتوقع البعض التصعيد وإراقة الدماء، وقد تنتشر الاحتجاجات في الضفة الغربية الأسبوع المقبل، لكن السياج الحدودي في غزة سيبقى بؤرة الاهتمام.
وهناك مخاوف من أن مجموعات من المتظاهرين قد تحاول الاندفاع إلى السياج والدخول إلى إسرائيل، ويوم الخميس الماضي ، تساءل السنوار :" ما المشكلة مع اختراق مئات الآلاف للسياج الحدودي؟".
وعدّت المجلة أن "هذا العمل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الوفيات لتحقيق مكاسب قليلة".
وقال فاسر:" يتعين على إسرائيل اتخاذ أي إجراءات ضرورية لضمان عدم عبور أي شخص للحدود".
وفي الوقت الحالي، يبدو أن حماس تدعم النهج اللاعنفي، ويبدو أن "الاستراتيجية العدوانية" غير محتملة، كما يشرح فاسر، ولا يعتقدون أنهم سيكسبون أي شيء، النهج الأكثر سلمية هو الانتصار.
ووفقا للمجلة، لن تعترف إسرائيل بحق العودة للفلسطينيين، ولن تسمح لهم بمحاولة العودة، وحتى الآن، كانت استجابة المجتمع الدولي صامتة، والضغط على إسرائيل محدود، وفي الوقت الحالي، يبدو أن إسرائيل تعتقد أنها قادرة على تحمل التكاليف الدبلوماسية والسمعة التي تأتي مع استخدام القوة.
لكن بالنسبة للفلسطينيين، يمكن للاحتجاجات أن تشكل الاستراتيجية الأطول أجلاً، وإذا انتهت أسابيع من الاحتجاج السلمي نسبياً مع وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، ولكن دون تنازلات، فقد تعود الأمور إلى العنف.
وخصلت المجلة الأمريكية في ختام تقريرها إلى أنه "من غير المرجح أن تتحسن الأوضاع على المدى القصير في قطاع غزة". حيث تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ( الأونروا ) المزيد من التخفيضات في التمويل خلال فصل الصيف، وفي غياب تخفيف الضغط على غزة، فإن "المسار الحتمي هو حرب أخرى، إنها فقط مسألة اشتعال الشرارة".