هذا سر تغيُر سياسة واشنطن تجاه غزة

حماس لن تتراجع عن أي خطوة اتخذتها لإنهاء الانقسام

رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله مع قيادة حركة حماس في غزة عقب توقيع اتفاق المصالحة 12 أكتوبر الماضي

نقلت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر صباح يوم الجمعة، عن مصادر قيادية فلسطينية قولها إن حركة " حماس " لن تتراجع عن أي خطوة  من الخطوات التي اتخذتها لإنهاء انقسام دام 11 عاماً.

وأضافت المصادر الفلسطينية أن حماس "لن تعود إلى المربعات التي سبقت توقيع اتفاق القاهرة الأخير في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، مهما كلفها ذلك من ثمن".

وأوضحت أن الحركة لن تعود إلى السيطرة على المعابر، رفح وكرم أبو سالم التجاري وحاجز بيت حانون (إيرز)، "ولو انسحبت منها السلطة الفلسطينية وعشعشت فيها الغربان"، وفقا للصحيفة.

وتابعت إنها "لن تعود للسيطرة على الوزارات والهيئات الحكومية التي سلمتها إلى حكومة التوافق الوطني الفلسطيني، لكنها لن تقدم تنازلات جديدة إلا في إطار توافق وطني، وبضمانات مؤكدة".

وبينت أن "لدى الحركة استعداداً للتوافق مع حركة فتح على كل شيء، بما فيه الأمن وقرار الحرب والسلام، على قاعدة الشراكة السياسية وفي الهيئات والمؤسسات الفلسطينية".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب "حماس" قبل أيام قليلة بتسليم قطاع غزة كاملاً "فوق الأرض وتحتها"، أي الأمن وسلاح ذراعها العسكرية "كتائب القسام"، والأنفاق الدفاعية التي استغرق بناءها نحو عشر سنوات. ورد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية على الرئيس عباس من دون أن يذكره بالاسم، بأن الحركة لن تسلم سلاحها وأنفاقها، ولن ترضخ للضغوط التي يمارسها عليها من خلال قطع رواتب الموظفين، أو حتى قطع أي صلة للسلطة بقطاع غزة ووقف التمويل، بحسب الصحيفة.

غزة و صفقة القرن

طالب المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، حركة حماس بـ "التخلي" عن سيطرتها على قطاع غزة وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية، الأمر الذي اعتبرته الأخيرة محاولة أميركية لفتح علاقة مع الحركة تمهيداً لتقديم خطة سياسية تتخذ من قطاع غزة مركزاً للحل السياسي.

وقال مسؤولون فلسطينيون للصحيفة اللندنية إن اهتمام غرينبلات والإدارة الأميركية بالمصالحة وإنهاء الانقسام يأتي ضمن المسعى الأميركي لتقديم خطة "صفقة القرن"، التي اتضح أن قطاع غزة هو مركزها للحل السياسي وليس الضفة الغربية المحتلة.

ودأبت أميركا على وضع شروط على المصالحة وإنهاء الانقسام، وتهديد السلطة الفلسطينية بوقف المساعدات المالية لها في حال تشكيل حكومة بمشاركة "حماس". لكنها أظهرت أخيراً إشارات إلى تغيير سياستها، منها عقد مؤتمر في واشنطن للبحث في حل المشكلات الإنسانية في قطاع غزة، والمطالبة ب المصالحة الفلسطينية تمهيداً لحل سياسي يشمل قطاع غزة.

اقرأ/ي أيضًا: غرينبلات يوجه رسائل بالعربية لحماس للانضمام إلى 'العالم الحقيقي'

واعتبر مسؤولون فلسطينيون أن الإدارة الأميركية غيّرت سياستها تجاه قطاع غزة بهدف تمرير "صفقة القرن".

وحسب الصحيفة، لا تخفي "حماس" استعدادها للحوار مع الإدارة الأميركية، بعد فشل المصالحة مع السلطة الفلسطينية وتفاقم المشكلات الإنسانية في القطاع نتيجة الحصار ونقص الموارد وتراجع المساعدات التي تقدمها السلطة. وتخشى "حماس" حدوث انهيار اقتصادي واجتماعي وأمني في غزة في حال نفذت السلطة تهديداً بوقف عملياتها في القطاع، والتي تصل قيمتها إلى 120 مليون دولار شهرياً.

وأعلن القيادي في "حماس" صلاح البردويل في تصريح له أخيراً، استعداد حركته لبدء حوار مع الإدارة الأميركية من أجل "تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وإقامة دولته وفك الحصار عن غزة".

وأضاف: "أي صوت يريد أن يرفع عنا الحصار ويساعدنا على استرداد حقوقنا المسلوبة، لا نمانع الجلوس معه، شرط ألا يكون هذا مدخلاً للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، كما فعلت منظمة التحرير مطلع تسعينات القرن الماضي".

وتابع: "أي صوت عقلاني في العالم يريد أن يضغط على الاحتلال ليرحل عن أرضنا وسمائنا، مستعدون للجلوس معه، باستثناء الاحتلال".

واعتبر مسؤولون في السلطة تصريحات البردويل محاولة من "حماس" لتقديم أوراق اعتماد إلى الإدارة الأميركية.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور أحمد مجدلاني للصحيفة إن "حماس تسعى إلى فتح جسور حوار مع الإدارة الأميركية، في الوقت الذي أوقفت القيادة الفلسطينية الاتصالات مع هذه الإدارة على خلفية قرارها في شأن القدس ".

وأضاف أن استخدام "حماس العمل الشعبي السلمي في غزة بدلاً من العمل العسكري، أحد وسائل التقرب من الولايات المتحدة".

وتطالب السلطة الفلسطينية «حماس» بتسليم الحكم في قطاع غزة إلى الحكومة الفلسطينية لإنهاء الانقسام وتعزيز مواجهة الخطة الأميركية. وقال أمين سر منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات : "انقلاب حماس هو مدخل أميركي وإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية"، مضيفًا : "يجب إنهاء الانقلاب كي نوحد شعبنا في مواجهة المشروع الأميركي- الإسرائيلي"، وفقا لقوله.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد