"واشنطن بوست": إسرائيل تدرك أنها لن تدفع ثمن قتل متظاهري غزة

مسيرة العودة- توضيحية

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن إسرائيل باتت لا تعرف أن لا ثمن تدفعه بقتلها الفلسطينيين، متسلحة بموقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعم لها.

وقال الكاتب في الصحيفة "إيشان ثارور": "دفن الفلسطينيون نهاية الأسبوع 15 شخصاً قتلوا إلى جانب مئات الجرحى على يد الجنود الإسرائيليين، فقد اجتمع حوالي 30.000 فلسطيني على الجدار العازل بين غزة وإسرائيل للاحتجاج على الحصار الخانق المفروض عليهم منذ سنوات وتشريد دولة إسرائيل لآبائهم وأجدادهم".

وأضاف الكاتب: " كما في كل التظاهرات التي تجري في الضفة الغربية وقطاع غزة فمعظم المشاركين فيها عزل من السلاح وكانت سلمية، فقد جلست العائلات تتنزه في ظل الجدار ورفعت العلم الفلسطيني إلا أن هذه التظاهرة على خلاف تظاهرات سابقة انتهت بالدموع".

ونقلت الصحيفة عن فايق الصباح: " أخذت أحفادي وذهبنا في تظاهرة سلمية، وذهبنا للتأكيد على أن هذه هي أرضنا وما وجدناه كان مختلفاً".

وتابعت الصحيفة: " تقول السلطات الإسرائيلية أنها فتحت النار لأن بعض المتظاهرين اقتربوا من السياج حيث حرقوا عجلات السيارات ورموا بالحجارة وقنابل المولوتوف إلا أن الصور التي التقطت والفيديو تظهر أن الجنود الإسرائيليين استهدفوا المتظاهرين العزل بل والذين هربوا وأداروا ظهورهم للجنود الذين قتلوا على يد قناصة الجيش الإسرائيلي عن بعد".

أقرأ/ي المزيد: حصيلة الأحداث: 16 شهيدًا و46 إصابة لا تزال حرجة وحالة بتر واحدة

وكان من بين من قتلهم الجيش بدر الصباغ، 20 عاماً وهو ابن فايق الذي قتل بعد دقائق من وصوله إلى التظاهرة لمراقبة ما يجري.

ويقول شقيقه للصحيفة: “طلب سيجارة، أعطيته واحدة وأخذ منها نفسين ليصاب برصاصة في رأسه”.

ويعلق ثارور أن القتل يعتبر أسوأ الأحداث التي شهدتها غزة منذ عام 2014 والتي قالت الأمم المتحدة أن 1462 شخصاً قتل فيها.

ويقول ثارور إن "ما بعد التظاهرات الأخيرة كشفت عن عبثية ويأس المقاومة الفلسطينية وحصانة الجيش الإسرائيلي النسبية عندما يأخذ أرواح الفلسطينيين".

وأردف: "لم يعبر رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو عن تعاطف أو ندم على ما جرى يوم الجمعة، حيث قال إن إسرائيل تتصرف بحزم وبتصميم لحماية سيادتها ومواطنيها فيما تجاهل وزير الأمن أفيغدور ليبرمان المطالب الدولية بتحقيق فيما جرى حيث أكد أنه لن يكون هناك تحقيق بأي حال من الأحوال مضيفاً أن الجنود الإسرائيليين الذين يشرفون على السياج يستحقون الشكر".

بل وفاخر الجيش الإسرائيلي يوم السبت بأن قواته سيطرت على الوضع وحتى عدد القنابل التي اطلقها الجنود إلا أن الجيش الإسرائيلي محا التغريدة بعدما ظهرت صور ولقطات عن جنود يطلقون النار على الفلسطينيين الفزعين الفارين والمبتعدين عن السياج.

وقال متحدث باسم منظمة حقوق الإنسان “بيتسيلم” أميت غيلوتز″ هذه نتائج متوقعة من قيادة غير شرعية: جنود إسرائيليون يطلقون النار على متظاهرين عزل”.

وأضاف “ما هو واضح أن لا أحد من القناصة على الأرض إلى المسؤولين الكبار الذين حولوا غزة إلى سجن ضخم سيحاسبون يوما ما”.

موقف أمريكا

ويعلق ثارور أن إسرائيل لا تخشى شيئاً من موقفها المتحدي لأن معظم النقد جاء من تركيا وإيران والتي تعطي كل واحدة منهما الفرح لنتنياهو لا الضيق، فيما وقفت إدارة دونالد ترامب في مجلس الأمن أمام بيان دعا “لتحقيق مستقل وشفاف”، وأكد على حق الفلسطينيين في الاحتجاجات السلمية.

وعندما عبرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نوريت عن “حزنها العميق” تدخل مبعوث ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات ووقف إلى جانب إسرائيل وحمّل حماس مسؤولية “المسيرة المعادية”، بحسب الصحيفة.

وذكر الكاتب: "بالتأكيد فقد ساعد ترامب على مفاقمة الغضب بين الفلسطينيين حيث دعا الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية الى التظاهر حتى 15 أيار (مايو) في ذكرى النكبة الفلسطينية واليوم الذي ستنقل فيه واشنطن سفارتها للقدس في اعتراف علني وصريح بسيادة إسرائيل على القدس وحرمان للفلسطينيين من أي حق فيها".

أقرأ/ي المزيد: افتتاحية هآرتس: "عالقون على أبواب غزة"

ويقول ثارور إن اختيار البيت الأبيض ذلك اليوم لافتتاح السفارة عزز موقف الفلسطينيين من أن أمريكا لم تعد شريكا يوثق به في العملية السلمية.

وعلق السناتور الأمريكي المستقل عن ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز في تغريدة يوم 31 آذار (مارس) قائلاً:” إن قتل المتظاهرين الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية في غزة مأساوي، ومن حق كل الشعوب التظاهر من أجل مستقبل أحسن بدون رد عنيف”.

وأضاف: “في الوقت نفسه يظل الوضع في غزة كارثة إنسانية، وعلى الولايات المتحدة لعب دور إيجابي لوقف الحصار على غزة ومساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين في بناء مستقبل يخدمهما”.

لا دعم من العرب

هذا عن الموقف الأمريكي الذي لا يرجى منه، وماذا عن جيران الفلسطينيين العرب؟ يجيب ثارور إنه أيضاً لا رجاء منه “وكما ناقشنا من قبل فقد تحركت قوى رئيسية في المنطقة مثل مصر والسعودية قريباً من إسرائيل في السنوات الأخيرة الماضية. فمن الواضح أن الفلسطينيين المحرومين من دولتهم يحصلون على دعم الشعوب العربية أما الأنظمة فتعتبرهم مجرد إزعاج يعرقلون جهودها لمحاربة الأحزاب الإسلامية في بلدانها ومواجهة إيران”. ويختم بالقول إن أحداث الجمعة يجب النظر إليها على أنها جزء من الصراع بين حركتي فتح وحماس حيث فشلت محاولات المصالحة بين الطرفين ويعاني كل منهما حالة ضعف.

اقرأ/ي المزيد: عائلة الشهيد عبد النبي تكذب مزاعم اسرائيل

ومضى الكاتب قائلا: " خسر الرئيس الفلسطيني محمود عباس العملية السلمية وأي تقدم على هذا المسار فيما تعاني حماس في غزة من حصار وتناقص في مواردها. وأصبحت الحياة صعبة في غزة حيث قال شاب عمره 21 عاماً “أريد الموت” و “لم أعد اريد هذه الحياة”.

الجدير ذكره أن 16 فلسطينيا استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب 1600 آخرين بينها 46 إصابة لا زالت بحالة خطرة، حسب آخر إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية.

نقلا عن صحيفة "القدس العربي"

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد