تحقيق إسرائيلي: المتسللون الثلاثة من غزة كان بإمكانهم تنفيذ عملية بتل أبيب
كشف تحقيق إسرائيلي أن الفلسطينيين الثلاثة والذين تسللوا من غزة عبر السياج الفاصل الأسبوع الماضي، ووصلوا إلى قاعدة “تسيليم” العسكرية في النقب، كان بإمكانهم الوصول لتل أبيب "وتنفيذ عملية بواسطة القنابل السكاكين التي كانت بحوزتهم".
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أشار التحقيق إلى أن الاعتقاد السائد لدى أجهزة الاحتلال الأمنية يشير إلى أن المتسللين كانوا يخططون لتنفيذ عملية فدائية، وليس كما حاولت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بثه بأن هدفهم كان الاعتقال وقضاء بضع سنوات في سجون الاحتلال التي توفر لهم المأكل والمشرب وحتى الدراسة.
وأكد التحقيق على أنه بعض النظر عن دوافع المتسللين، فإن تسللهم ونجاحهم في الوصول إلى المكان الذي اعتقلوا في محيطه، يكشف عن فشل إسرائيلي خطير في حماية الحدود مع أكبر كيان يهدد الإسرائيليين.
أقرأ/ي المزيد: 'هآرتس': مسيرة العودة قلبت حسابات المنطقة
وأوضح التحقيق بأن أكبر مؤشر على أن إرسالهم كان مخططا له، هو اختيارهم المكان والزمان المناسبين للتسلل، فقد غطى الضباب تلك المنطقة في ليلتها وهو أسلوب لا تستخدمه إلا المقاومة الفلسطينية في غزة لتنفيذ عمليات داخل الحدود.
وكشف التحقيق عن أن جيش الاحتلال تلقى تحذيرا آليا من السياج بوجود مس معين، حيث جرى إرسال قوة من الجيش على منطقة التحذير، قبل وقت الفجر بقليل، لكن الجنود فشلوا في اكتشاف التسلل، إما لأن الاشارة الصادرة عن السور ضعيفة، أو لأن الاختراق كان صغيراً للغاية، بحث صعب على الجنود اكتشافه.
وذكر التحقيق: " مما يدلل على أن الشبان الثلاثة كانوا متيقظين ومدركين لما يفعلوه، أنهم قاموا باختبار سرعة رد جيش الاحتلال من خلال تمزيق السياج بالحجارة، حتى يتم إرسال رسالة تحذيرية إلى قيادة المراقبة، وهذا يعتبر خرقا استخبارية من خلال اطلاع المتسللين على مبدأ عمل جهاز التنبيه المشبوك بالسياج".
وأشار التحقيق إلى أن نظام الإنذار الموصول بالسياج ينقل التحذيرات الناتجة عن الرياح القوية، والحيوانات التي تلمس السياج، وقد عمد المتسللون إلى إلقاء الحجارة بقصد جعل إشارة التحذير ضعيفة، وهو ما حدث بالفعل، حيث وقعت القوة التي انطلقت لفحص الإنذار في خديعة المتسللين ورجح الجنود أن الإنذار ناجم عن الرياح القوية أو لأحد الحيوانات، وأكدوا على أنه لا يوجد خطر حقيقي يهدد السياج.
ورجح التحقيق إمكانية أن تكون حماس أو الجهاد الإسلامي هو من أرسلهم، بقصد هز ثقة جنود الاحتلال المنتشرين على الحدود لحماية السياج الحدودي، وإهانتهم، بعبارة أدق، حاولت الجهة التي أرسلتهم من غزة تنفيذ “هجوم نفسي” يترك انطباعا جميلا لدى الفلسطينيين، وتأثيرا كبيرا لدى الإسرائيليين جنودا ومدنيين، وفق لادعاءات الصحيفة.
اقرأ/ي المزيد: حصيلة إصابات اليوم الثالث من مسيرة العودة
وتابع التحقيق الإسرائيلي: " هذا التسلل يعرض حياة كل الإسرائيليين للخطر، وليس سكان المستوطنات المحاذية للقطاع فقط، فمن حيث المنطق من يستطيع الوصول إلى قاعدة تسيليم لن يعجز بالوصول إلى تل أبيب".