'هآرتس': مسيرة العودة قلبت حسابات المنطقة

جانب من مسيرات العودة بغزة

قالت صحيفة "هآرتس"، إن مسيرة العودة التي انطلقت على طول حدود قطاع غزة الشرقية، أول أمس الجمعة، أدخلت دول المنطقة ما فيها إسرائيل في دائرة حسابات جديدة.

وذكرت الصحيفة في تقرير أعده محللها للشؤون العربية، تسفي برئيل، أن حركة حماس أثبتت من خلال مسيرة العودة أن لاعب أساسي في المنطقة لا يمكن تجاوزه.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "حسابات الربح والخسارة بدأت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني؛ فالجدار لم يتم اختراقه وهذه نقطة لصالح إسرائيل، و15 شهيدا فلسطينيا هذا خسارة لحماس".

أقرأ/ي المزيد: الجيش الاسرائيلي يستعد لتصعيد مُحتمل على جبهة غزة

وأضاف برئيل: "من السهل احتساب المعادلة إذا كانت هذه هي معايير الانتصار والهزيمة، لكن هذه معركة متدحرجة، وعلى الاقل يمكن أن تستمر ستة أسابيع، وبالتالي من السابق لأوانه إجمال دفتر الحسابات".

وأردف: "هذه ليست معركة لتصفية إسرائيل، بل نضال شديد بادرت إليه حماس، ولذلك فقد وضعت تحت تحد إسرائيلي، ولكن ليس فقط أمامها".

ولفت إلى أن قيادة حماس مطالبة "بإظهار قدرتها على السيطرة والتجنيد لفترة طويلة، لأن تقليص عدد المتظاهرين سيبقى الحدث كفصل مؤثر ولكن بدون رافعة لتحريك خطوات وتسجيل إنجازات ثابتة، لا سيما في حالة فشل إحداث مقاومة تحظى بالشرعية الدولية".

وتابع الكاتب الإسرائيلي: " بناء على ذلك، "فإن ما يجري هو لعب على عامل الزمن، تشارك فيه إسرائيل ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية ضد حماس". على حد تعبيره.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك "نجاحا أوليا سجل لصالح حماس عندما أجبرت الرئيس محمود عباس على اتخاذ موقف والمبادرة بواسطة الكويت لعقد اجتماع في مجلس الأمن".

أقرأ/ي المزيد: اسرائيل تقر باحتجاز جثتي شهيدين ارتقيا بمسيرة العودة

وقالت: "صحيح أن المجلس لم ينجح أمس في بلورة مشروع قرار، بسبب تحفظات الولايات المتحدة، لكن المعركة السياسية ما زالت مستمرة، وهي تزيد قوة حماس كلاعبة في الساحة الدولية".

وفي المقابل، "أجرت مصر والأردن نهاية الاسبوع محادثات مكثفة شاركت فيها إسرائيل لتهدئة المنطقة"، بحسب "هآرتس" التي كشفت عن وجود "خوف مصري أردني من التأثير المعدي للتمرد الفلسطيني على شعوبها، لكن في هذه الاثناء يتوقع أن يكون لهذه المظاهرات تداعيات هامة أكثر، على الأقل في مصر".

ولفت برئيل إلى أن "ضغوط القاهرة للتوصل لاستكمال المصالحة الفلسطينية تستمر بكامل الزخم حتى بعد حادثة تفجير موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله"، مشيرا إلى أن عباس في الحوار المصري الفلسطيني عباس "يوجد في موقع ضعف، حيث حولته "سياسة التجويع"، التي يفرضها على غزة، إلى عنصر رافض في نظر مصر والسعودية"، وفقا للصحيفة.

وزعم برئيل أن "رفض عباس لاقتراح السعودية والمبادرة الأمريكية ( صفقة القرن ) أفقده موقع الشراكة في نظر تلك الدول، لكن هذا لا يعني أن حماس تحظى بمكانة الممثل الحصري للفلسطينيين، حيث أن مصر ما زالت تصر على أن السلطة هي التي ستدير المعبر الحدودي مع مصر كشرط لفتحه بصورة دائمة".

 

ومن الواضح أنه "طالما عززت حماس وجودها السياسي في ساحة غزة بفضل المظاهرات فإنها ستضع مصر على مفترق طرق يحدد مكانة حماس كممثل رسمي في نظرها"، وفقا لبرئيل.

وذكر أنه "في الوقت الذي تتحالف مصر مع إسرائيل وتشجع اتفاق المصالحة، على الرئيس عباس أن يتشجع جدا لضمان ألا تضطره التطورات في غزة "فقط" إلى القيام بنشاطات دولية ومبادرات في الأمم المتحدة تخدم حماس، وألا تتطور لعصيان مدني في الضفة الغربية و القدس ، وهذا تهديد يخشاه الأردن أيضا، حيث سارع وزير الإعلام الأردني إلى إلقاء المسؤولية التصعيد في غزة على إسرائيل".

السنوار وهنية

وقال برئيل إن الأردن يخشى مما يسميه "تدمير سلطة المؤسسات" في غزة والضفة الغربية نتيجة غياب الأفق السياسي، وأن تتحول الضفة لساحة حرب سياسية عنيفة؛ بين تنظيمات وحركات، بصورة تضعضع الوضع الراهن القابل للتحطم والقائم اليوم في الضفة وتحويله إلى فوضى".

ومع ما يجري، "لا يوجد للأردن اليوم أداة ضغط على حماس، وأساس قوته تكمن في القدرة على التأثير على عباس من أجل إلغاء العقوبات على غزة وإنجاح المصالحة، مثلما تفعل مصر، وبهذا ربما تؤدي إلى تهدئة في المنطقة، حيث أن عباس لم يسارع إلى التراجع عن العقوبات التي فرضها على غزة، ورفض بشدة خطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي تقضي بأن تكون أبوديس هي عاصمة فلسطين"، وفق للكاتب.

وفي "الزاوية المعزولة التي وضع عباس فيها نفسه"، أكد "برئيل"، أنه "ما زال يحتفظ على رأسه بتاج الممثل المعترف به للشعب الفلسطيني، وهو الذي يمكنه تلقي المساعدات من المجتمع الدولي، ويستطيع توزيع الميزانيات والمساعدات كما يريد".

وتساءل برئيل: " من سيتراجع الأن أولا محمود عباس، أو هنية والسنوار، مشيرا إلى أن ذلك مرهون بمدى سيطرة حركة حماس وحفاظها على مسيرات العودة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد