هآرتس: احتمالان وراء محاولة اغتيال الحمدالله في غزة

رئيس الوزراء خلال زيارة غزة أمس

ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الصادرة اليوم الاربعاء ان هناك احتمالين وراء عملية اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج في غزة أمس.

وقال عاموس هرئيل في مقال له نشره في هآرتس ان الاحتمال الاول ان يكون وراء هذا الحادث جهة تعمل ضد موقف حماس ، والثاني أن تكون حماس قد غضت الطرف عن تحرك يهدف إلى تهديد كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية، ولكن ليس تصفيتهم.

وأوضح ان سيطرة حماس على قطاع غزة ليست مطلقة ، فأحد قادة أجهزتها الأمنية في غزة، توفيق أبو نعيم، الذي تحدث عن التحقيق في الحادث، كان قد أصيب هو نفسه في محاولة اغتيال جرت في تشرين أول الماضي ، وفي حينه تم توجيه إصبع الاتهام إلى المنظمات السلفية المتطرفة، التي مارس أبو نعيم قبضة قوية ضدها.

وأضاف هرئيل :" في هذه المرة أيضا، يمكن أن يكون المسؤولون عن العملية من السلفيين، لكن قائمة المشبوهين الطويلة، تشمل أيضا رجال المسؤول السابق في فتح، محمد دحلان ، المتصارع مع عباس، وطبعا حماس أو عناصر من صفوفها ، وبالمناسبة فقد سارعت حماس إلى تحميل المسؤولية لإسرائيل".

أقرأ/ي : عريقات: الجهة التي حاولت الاغتيال تسعى إلى شق الصف الوطني

وتساءل الكاتب الاسرائيلي ، من الذي حاول اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، ماجد فرج، فور وصولهم، صباح أمس، إلى قطاع غزة؟ هل كان ما حدث هو عملية اغتيال فاشلة أم مجرد إشارة تهديد لقيادة السلطة الفلسطينية؟ الأجوبة على هذه الأسئلة، في الساعات الأولى التي تلت الحادث، ظلت غامضة ومتناقضة ومحفوفة بنظريات المؤامرة المحيطة بعلاقات السلطة الفلسطينية مع حماس.

وقال ان ما هو واضح، هو أنه على الرغم من نجاة المسؤولين الرفيعين في السلطة الفلسطينية، إلا أن جهود المصالحة التي تقودها مصر بين الفصيلين الفلسطينيين، تعرضت لضربة قاصمة ، ومن المشكوك فيه أن يعود حمد الله مرة أخرى قريبا إلى قطاع غزة، في حين أن قادة حماس - سواء أكانوا وراء العملية أو مجرد سمحوا بها نتيجة إخفاق - اكتسبوا الآن خصما أكثر تصميما في صورة فرج، الذي قد يكون أقوى رجل في الضفة الغربية اليوم.

وبين هرئيل ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل محق نوعا ما أن شروط حماس هي بمثابة فخ عسل خطير ، فقيادة حماس تسعى إلى تحميل عباس مسؤولية الإدارة المدنية الجارية في قطاع غزة دون إخضاع قوتها العسكرية للسلطة الفلسطينية ، الا ان حركة فتح تخشى من أن تحاول حماس استغلال المصالحة للسيطرة المعادية، أولاً على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم تولي زمام الأمور في الضفة الغربية.

وقال ان هذا الانفجار سيزيد من التوتر بين المعسكرات الفلسطينية المتصارعة ، وفي السلطة قاموا بالفعل بتحميل حماس المسؤولية عن الإضرار بسلامة ركاب القافلة.

وأضاف الكاتب الاسرائيلي :" صحيح أن رئيس الوزراء الفلسطيني ألقى خطابا في قطاع غزة وأعلن أنه سيعود إلى القطاع، ولكن سرعان ما اختصر الزيارة وعاد إلى الضفة الغربية عبر إسرائيل ، وعادت القافلة كلها مع بعض حراسه الأمنيين، الذين أصيبوا بجروح طفيفة في الانفجار.

أقرأ/ي أيضا: نائب عن حماس: عملية تفجير موكب الحمد الله لا يفعلها إلا عميل وخائن

وأوضح ان محاولة الاغتيال جرت على بعد عدة مئات من الأمتار جنوب معبر إيرز، على الطريق الرئيسي المؤدي من شمال قطاع غزة إلى الجنوب ، وهذه منطقة يفترض أن تسيطر عليها قوات الأمن التابعة لحماس ، ومع ذلك، فقد دخلها شخص ما وزرع عبوة قوية (وفقا لفطر الدخان الذي أعقب الانفجار) تحت الطريق ،ويبدو أنه لو تم توقيت الانفجار بشكل أكثر احترافاً - ولم يصب آخر سيارة في القافلة فقط - لكانت الإصابات التي لحقت بمسؤولي السلطة الفلسطينية أشد خطورة.

وبين الكاتب الاسرائيلي ان هذا الحادث ليس الأول على هذا الطريق ، ففي تشرين الأول 2003، قُتل ثلاثة من أفراد الأمن الأمريكيين عندما انفجرت عبوة ناسفة قرب بيت حانون استهدفت قافلة سافرت من معبر إيرز إلى الجنوب ، تلك الحادثة، التي يبدو أن لجان المقاومة الشعبية هي التي نفذتها، خلقت أزمة طويلة بين السلطة الفلسطينية وإدارة بوش ، وهذه المرة، على الرغم من أن الحادث لم يتسبب في وقوع إصابات، فقد تكون هناك عواقب بعيدة المدى - خاصة على العلاقات المشحونة بالفعل بين السلطة الفلسطينية وحماس.

وقال هرئيل أنه تم تفعيل القنبلة ضد قافلة الحمد الله قبل عدة ساعات من المناقشة الخاصة التي جرت في البيت الأبيض حول كيفية التعامل مع الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة ،على خلاف الاجتماع السابق في القاهرة، قاطعت كل من السلطة الفلسطينية وحماس المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون أمريكيون وإسرائيليون ، وقد ألقى الحادث في غزة بظلاله على النقاش في واشنطن.

وقال الكاتب الاسرائيلي :" إن فرص تحسين الوضع في غزة في الوقت الحالي تبدو أضعف مما كانت عليه قبل وقوع الحادث".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد