مسؤولون أمنيون إسرائيليون سابقون: ليست انتفاضة حتى الآن

القدس / سوا/ في أعقاب سلسلة عمليات الطعن والدهس، وأعمال الرشق بالحجارة والمواجهات في كافة أنحاء البلاد، والمخاوف الإسرائيلية من أن الحديث عن انتفاضة ثالثة، قال ثلاثة مسؤولين أمنيين إسرائيليين إنه لا يزال بالإمكان لجم الأوضاع.

وكانت اقتراحاتهم تتراوح ما بين ضبط النفس والحفاظ على الوضع الحالي في الحرم المقدسي واستكمال الجدار الفاصل، إضافة إلى ضرورة عمل القيادة الإسرائيلية على التهدئة بدل صب الزيت على النار، وحتى دراسة إمكانية فرض قيود على السائقين العرب. واعتبر ثلاثتهم أنه من المبكر الجزم بأن الحديث عن انتفاضة ثالثة.

 وأجرت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية مقابلة مع ثلاثة مسؤولين سابقين في الجيش والشاباك والشرطة عرضوا خلالها طرق معالجة الوضع الذي لا يزال يمكن "لجمه"، بحسب ادعاءاتهم.

وقال رئيس الشاباك الأسبق كرمي غيلون إنه يمكن منع حصول تصعيد آخر، من خلال العودة إلى الوضع الراهن في الحرم المقدسي والحفاظ عليه، وليس فقط على مستوى التصريحات، وإنما على على المستوى العملي أيضا.

ودعا غيلون أيضا إلى استكمال بناء جدار الفصل العنصري، والعودة لتطبيق قواعد صارمة بشأن ما يسمى بـ"الماكثين غير القانونيين"، في إشارة إلى العمال الفلسطينيين الذين يدخلون الخط الأخضر بدون تصريح بحثا عن عمل، وذلك بادعاء أن احدهم هو الذي نفذ عملية الطعن هذا الأسبوع في تل أبيب. وبحسبه فإن فرض القانون بصرامة بهذا الشأن سوف يحسن "الإحساس بالأمن الشخصي".

من جهته قال عضو الكنيست عمرام متسناع، الذي أشغل منصب القائد العسكري لمنطقة المركز أثناء الانتفاضة الأولى، إنه يجب على القيادة الإسرائيلية أن تتحلى بضبط النفس لمنع حصول تصعيد. وقال إن الطريقة الوحيدة لتخفيف حالة الغليان تكون من خلال الممارسة المتزنة والمسؤولة، وليس من خلال تفعيل المزيد من القوة.

ودعم المفتش العام السابق للشرطة في سنوات التسيعينيات، آساف حيفتس، أداء الأجهزة الأمنية، ولكنه دعا إلى تقليص العمليات التي تسقط ضحايا إلى أقل عدد ممكن، مثلما حصل في كفركنا، في إشارة إلى الشهيد خير حمدان الذي سقط بنيران الشرطة.

وأضاف أنه يجب احتواء هذه الأحداث، والتأكيد على أن الحاجة لاستخدام السلاح تكون أقل. وبحسبه فإن من يهاجم الشرطة، سواء كان عربيا أم يهوديا، يجب أن يعرف أنه في غالبية الحالات قد اقترب أجله، وأنه لن يكون هناك خيارات أمام الشرطة في مثل هذه الأوضاع.

وادعى حيفتس أن خلال ولايته في الشرطة حصلت حوادث تردد فيها عناصر الشرطة لأجزاء من الثانية، وكانت النتيجة أنهم قتلوا، مضيفا أنه "في حال وجود تهديد مباشر، فعلى الشرطة أن تعمل".

وفي حديثه عن مواجهة عمليات الدهس، دعا حيفتس إلى دراسة إمكانية منع قيادة المركبات في مناطق معينة، مضيفا أن "عليهم أن يسافروا في المواصلات العامة، باعتبار أن الضرر الناجم عن استخدام المركبة كبير جدا".

وتابع أنه "في حال عدم السيطرة على ذلك، فيجب دراسة إمكانية فرض قيود على السائقين العرب".

أما بشأن الحديث عن "الانتفاضة الثالثة"، فقال غيلون إنه لا يزال من المبكر الجزم بأن هذه انتفاضة ثالثة، إلا إذا وقعت "حوادث متطرفة". وأيد حيفتس وجهة نظره مضيفا أنه "في حال استمرار هذه الأحداث فإن المنطقة كلها ستشتعل"، وأنه "من الصعب الجزم بأنها انتفاضة، ولكن بالتأكيد هناك إشارات بهذا الاتجاه".

وأضاف حيفتس أنه حصلت أحداث مشابهة أثناء ولايته كمفتش عام للشرطة ولكنها "لم تنضج إلى مستوى انتفاضة.

من جهته قال متسناع إنه ليس متيقنا من أن الحديث عن انتفاضة جديدة، ولكنه أضاف أنه في خضم الأحداث الحالية فإن الحدث يغذي الآخر، ويخلق أجواء عمليات تدفع آخرين للعمل بشكل ذاتي.

ووجه متسناع إصبع الاتهام إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، وقال إن عليه أن يغير أسلوبه وأن يعمل على تهدئة المنطقة. وأضاف أن "الشارع العربي بحاجة إلى التهدئة من القيادة، ولكن للأسف هناك وزراء وأعضاء كنسيت ورئيس حكومة يسكبون الوقود على اللهيب بدلا من تبريد الأجواء".
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد