الفرنسية: هل المصالحة في مهب الريح؟
أثار تأجيل تسليم حركة المقاومة الإسلامية " حماس " قطاع غزة للسلطة الفلسطينية ضمن المصالحة التي توصل لها الفرقاء برعاية مصرية، المخاوف من فشل المصالحة التي يضع عليها الفلسطينيين الأمل في إنهاء الخلاف المستمر منذ 10 سنوات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وكانت سلسلة الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة ردا على إطلاق قذائف هاون على قواتها، إشارة أخرى للصعوبات التي تواجه عملية المصالحة الفلسطينية .
وكانت حركتا فتح وحماس اعلنتا مساء الاربعاء عن تأجيل تسليم القطاع للسلطة، بعدما تفاقمت الخلافات بين الطرفين، وتسلم السلطة، للقطاع يعني وضع حد لسيطرة الحركة الإسلامية على الجيب الفلسطيني المحاصر منذ 10 سنوات.
وبحسب الوكالة، لا تزال هناك مجموعة من القضايا المعقدة التي يجب حلها، بما في ذلك السيطرة الأمنية على القطاع، ومصير الإدارتين المدنيتين المنفصلتين.
وفشلت المحاولات السابقة للمصالحة بين حركتي فتح حماس، ولم تقدم الحركتين خطة علنية حول كيفية حل القضايا العالقة قبل الموعد النهائي الجديد في 10 ديسمبر الجاري بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه بوساطة مصرية.
وأعرب "غسان الخطيب" وزير سابق في السلطة الفلسطينية، عن شكه في أن تتسلم السلطة القطاع في الموعد المحدد، رغم أن التقدم الجزئي قد يسمح للفصائل بإبقاء الاتفاق على قيد الحياة.
وقال، "قرار التأجيل اتخذ تحت ضغط من الوفد المصري، الذي يريد النجاح، واقترح عشرة أيام، ووعد بمواصلة وجوده هناك والضغط على الجانبين، وشكك شخصيا في إمكانية حل جميع القضايا العالقة سريعا".
ونقلت الوكالة عن "عزام الأحمد" كبير المفاوضين في فتح، قوله:إن" حماس غير ملتزمة بالاتفاق الذي وقعته في القاهرة".
وفي المقابل، تتهم حماس عباس بانتهاك روح الاتفاق حتى الآن، برفض رفع الإجراءات العقابية.
وكانت حماس تسيطر على قطاع غزة منذ استيلاءها على القطاع عام 2007، مما ترك للفلسطينيين إدارتين منفصلتين، وسلمت حماس السيطرة على حدود غزة للسلطة الفلسطينية في الأول من نوفمبر، لكن لا تزال هناك قضايا أكثر صعوبة.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية، إن" السلطة قررت وقف التصريحات العلنية حول المصالحة من اجل المصلحة الوطنية الفلسطينية وعلاقتنا مع اخواننا المصريين".
ونقلت الوكالة عن المحلل السياسي الفلسطيني "نور عودة" الخميس، قوله:" هذا يدل على أنه لا يزال يمكن انقاذ عملية المصالحة".
وأضاف:" لديك عملية يشارك فيها الاف الأشخاص.. أتوقع حدوث هذه التأخيرات والمضاعفات، وأعتقد أن كلا الجانبين يصعبان الأمور، ولكن هذا يجعل الاتفاق في مهب الريح.
أما في قطاع غزة، فإن التفاؤل كان محدودا، ومع ذلك يتوقع الكثير من السكان انهيار المصالحة ، وقال "عبد اللطيف أبو عبدو" أحد سكان غزة:" كل الناس يريدون نجاح المصالحة.. لكن كلا الجانبين يخون الشعب".